رغم استمرار إغلاق الصالات السينمائية في لبنان، بسبب تفشّي كورونا، وعدم وضوح مستقبل العروض التجارية للأفلام، تعرض اللبنانية زينة دكّاش فيلمها الوثائقي الجديد "السجناء الزرق"، مساء 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، في منطقة غزير ـ المعاملتين (شمال بيروت)، مع التزامٍ صارمٍ بمعايير التباعد الاجتماعي والسلامة الصحّية، بحسب تأكيد الدعوة الموجّهة إلى سينمائيين ونقّاد ومهتمّين ومقرّبين.
بهذا، يحاول سينمائيون وسينمائيات لبنانيون مواجهة الحظر "طويل الأمد" (منذ منتصف مارس/ آذار 2020)، عبر عروضٍ متواضعة، لإكمال سِيَر أفلامٍ يُنجزها عديدون، وتُشارك في مهرجانات دولية وعربية مختلفة، ويُصبح الوقت ملائماً لعرضها أمام الجمهور المعنيّ بها مباشرة.
ينتمي "السجناء الزرق" إلى التوثيق السينمائيّ، الذي يعكس نتيجة التدريبات المسرحية مع سجناء مختلفي التّهم والأحكام والأعمار، من خلال مفردات "العلاج بالدراما والمسرح"؛ ويُكمِل سلسلة أفلامٍ وثائقية لدكّاش، تعكس جوانب عدّة من عملها في إطار ذاك العلاج، بدأتها بـ"12 لبناني غاضب" عام 2009 (سجن رومية للرجال) و"يوميات شهرزاد" عام 2013 (سجن بعبدا للنساء). أما "السجناء الزرق"، فيكشف تواصل دكّاش مع سجناء ذوي اضطرابات نفسية، مرتكبي جرائم محجتزين في سجون لبنانية، علماً أنّ غالبيتهم مُقيمةٌ في "المأوى الاحترازي" في سجن رومية. المضطربون نفسياً محور أساسي للوثائقي، المُصوّر أثناء جلسات "العلاج بالدراما والمسرح"، التي أقامتها دكّاش بين عامي 2015 و2016، في سجن رومية نفسه.
وبحسب التعريف الرسمي للفيلم، "يغوص سجناء رومية "العاديون" في أعماق تجارب أصدقائهم السجناء ذوي الاضطرابات النفسية، ويُعبّرون عن صعوبة وضعِ مرتكِبِ جُرمٍ مُصاب باضطراب نفسيّ، في ظلّ مواد قانون العقوبات (1943)، الذي ينصّ على أنّ هؤلاء السجناء "المجانين"(!) و"الممسوسين"(!) و"المعاتيه"(!) "يُحتَجزون" في مأوى احترازي، حتى يُثبت شفاؤهم". ويُعبّر سجين في مشهدٍ، قائلاً إنّ أقسى الأقدار وأكثرها ظلماً هي تلك التي تحكم على المضطرب نفسياً "حُكماً غير معروف الأمد في سجنين: سجن القضبان الخارجي، وسجنه الداخلي".