"أيام فلسطين السينمائية 7" تتحدّى كورونا

09 أكتوبر 2020
كن لوتش: "ماستر كلاس" (ألبيرتو بيزّولي/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت "مؤسّسة فيلم لاب فلسطين" أنّها تضع اللمسات الأخيرة على الدورة الـ7 لمهرجانها الدولي "أيام فلسطين السينمائية"، التي تُقام بين 20 و26 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، والتي تصفها إدارة الـ"أيام" بأنّها "استثنائية"، لاقتصارها على برنامج مُصغَّر يشتمل على عددٍ محدود من عروض الأفلام الغربية والعربية والمحلية، التي تُعرض في أماكن مختلفة في القدس ورام الله وبيت لحم وغزّة وحيفا، مع التشديد على التزام إجراءات الجهات الحكومية الفلسطينية بخصوص وباء كورونا، و"مراعاة الشروط والمعايير الصحية والوقائية لضمان سلامة الجمهور"، بالتعاون مع بلدية رام الله. هناك عروض خارجية توفّر التباعد الاجتماعي المطلوب، بعرض الأفلام في أماكن عامة ومفتوحة.

أشار بيان المؤسّسة إلى أنّ مسابقة "طائر الشمس الفلسطيني" مُلغاة هذه الدورة في فئتي الأفلام القصيرة والوثائقية الطويلة: "يعاني القطاع الثقافي عامة، والسينمائي خاصة، شحّاً في الميزانيات والتمويل أكثر من أي وقت مضى، بسبب كورونا؛ ومع هذا أصرّت إدارة المهرجان على الاستمرار بمسابقة الإنتاج، التي تهدف إلى تشجيع صناعة الأفلام الفلسطينية والأفلام عن فلسطين، مخصّصة جائزة مالية بقيمة 10 آلاف دولار أميركي". أضاف البيان أنّ هناك 10 مشاريع روائيّة قصيرة تتنافس على الجائزة، التي يُشارك فيها صنّاع الأفلام من فلسطين والشتات.

ونقل بيان المؤسّسة عن المخرجة ليلى عباس، مديرة البرمجة في المهرجان، قولها: "إنّ تغييراً ملحوظاً حصل خلال العام الجاري، بخصوص أساليب مُشاهدة الأفلام لدى الجمهور، محلياً وعالمياً، إذْ باتت أفلامٌ كثيرة متاحة للمهتمّين وهم في منازلهم"، مشيرة إلى استحواذ شركات "فيديو بحسب الطلب"، ومنصّات عملاقة مختلفة كـ"نتفليكس"، على إنتاجات حديثة "لم تنل فرصتها في عروض المهرجانات وصالات السينما". وأكّدت عباس أنّ إدارة المهرجان، منذ تأسيسه، "مُقتنعةٌ بأنْ لا شيء يحلّ مكان عروض الأفلام الحيّة، حيث تلتحم التجربتان، الإنسانية والسينمائية، إحداهما بالأخرى". لهذا، كان لا بدّ للـ"أيام" من تلبية رغبة كثيرين في مُشاهدة أفلامٍ "ذات قيمة فنية لا توفّرها المنصّات الأخرى"، وأيضاً "إعطاء المساحة للأفلام الفنية والمستقلة للوصول إلى الجمهور الفلسطيني، الذي أثبت في دورات سابقة للمهرجان أنّ لديه ذائقة فنية رفيعة وتوّاقة لتجارب سينمائية بديلة وفريدة".

 

 

في الدورة الـ7 هذه، اختيار الأفلام نابعٌ من رغبة الـ"أيام" في سرد قصص عن الإنسان "تحمل الأمل والألم معاً، لكنّها كفيلة بتعزيز الانتماء إلى الروح الإنسانية الواحدة، وتعزيز مركزية الثقافة وأهمية الفن العابر لكلّ حدود الجغرافيا والسياسة والأوبئة". وأضافت: عباس: "تتميّز هذه الدورة بشراكات جديدة، كتعاون الـ"أيام" مع أحد أهم المهرجانات الدولية للأفلام القصيرة، "مهرجان كليرمون فيرّان"، ما يُتيح للـ"أيام" عرض أفلام قصيرة نالت جوائز مختلفة في دورة 2020 للمهرجان".

إلى ذلك، هناك "ملتقى صنّاع السينما"، الذي يُقام بـ"صيغة تتلاءم مع الوضع الاستثنائي في ظلّ الوباء"، والذي يُعقد يومي 21 و22 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بفضل تطبيقات وبرامج متاحة عبر الإنترنت. كذلك يُنظّم ضمن الملتقى لقاءان بعنوان "ماستر كلاس"، مع المخرجين الفلسطيني إيليا سليمان والبريطاني كن لوتش: "نجهد في مواءمة الملتقى مع الوضع الحالي"، كما قال مؤيد عليان، مدير الملتقى، مضيفاً: "رغم المعوقات التي يفرضها الوباء، نرى الأمور إيجابياً، فأمامنا فرصة كبيرة لبلوغ جمهور أوسع خارج حدود فلسطين، خاصة الجمهور الفلسطيني في الداخل والشتات، من خلال تقنيات تكنولوجية.

ورغم نجاح الملتقى في الدورات الماضية، في استقطاب عشرات المخضرمين في صناعة السينما، الأجانب والعرب والمحليين، وتشبيك مخرجين بسوق الإنتاج العالمي، حيث ظهرت نتائجه في أفلام روائية ووثائقية أنتجت لاحقاً، إلا أنّ الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته يحولان دون وصول صنّاع سينما كثيرين، عرباً وفلسطينيين". ويقول عليّان إنّ المهرجان قادر هذا العام على التغلّب على هذه العقبة، بفتح مجالٍ أمام الراغبين من أنحاء العالم، خاصة من العالم العربي، في المشاركة في الملتقى عبر الإنترنت".

 

موقف
التحديثات الحية

 

يُذكر أنّ "مؤسّسة فيلم لاب فلسطين" أُنشئت عام 2014 كـ"مؤسّسة غير ربحية، تقوم رؤيتها على صناعة إنتاجية وديناميكية للأفلام في فلسطين، بتوفير فضاء مثالي للجمع بين صنّاع السينما للتحفيز على التعلّم وتبادل الخبرات وتشكيل مصدر إلهام بعضهم للبعض الآخر، بالإضافة إلى إنتاج أفلام فنية، من خلال عرض مخزون متنوّع من الأفلام للجمهور". وتنضوي "أيام فلسطين السينمائية" في "الخطة الاستراتيجية للمؤسّسة، في بند تنمية الثقافة السينمائية، بهدف إعادة إحياء الثقافة السينمائية في فلسطين، واستقطاب أكبر عددٍ من مُشاهدي الأفلام المستقلّة".

المساهمون