وتكرر الامر نفسه في مكتب المخرج فادي سليم الذي بات هو الآخر ليلته في السجن، وذلك بتهمة التعامل بالدولار الأميركي، ما جعل المنتجة ديالا الأحمر تقطع زيارتها إلى أبو ظبي عائدة إلى دمشق، لتصدر بياناً نشرته الصفحة الرسمية للشركة، تطلب فيها إنصاف الشركة التي "دفعت عجلة الدراما السورية، ونجحت في الرهان محافظة على ارتفاع السويّة الفنية عبر العمل تحت النار والحصار ورغم الأزمة الاقتصادية" بحسب ما جاء في البيان.
وقالت الشركة في البيان، إنها "استطاعت في زمن القحط أن تكون عنصراً فعّالاً في إبقاء سورية والفنان السوري في المنافسة الفنية، بتحقيقها أكثر من 26 مسلسلاً في سني الأزمة، وعرضها في كل موسم الأعمال السورية على أهم القنوات العربية من بطولة الفنانين والنجوم السوريين بالدرجة الأولى، وعمل أيادي الفنيين والتقنيين السوريين. وأيضاً عبر جذب النجوم العرب الى الأعمال السورية والتصوير داخلها، في زمن نزوح ولجوء وهجرة أبنائها".
وأضاف البيان "لكن اليوم هناك من يحاول ضرب هذه الصناعة الفنية عبر بتر أحد أبرز أعضائها الإنتاجية، ضارباً بعرض الحائط ظروف العمل الخاصة بها والتضحيات التي قدمتها، بإغلاق أبوابها بسبب (التعامل بالدولار) بشكل سابق للمرسوم الرئاسي رقم "3" عام 2020، لذا من الضروري الصراخ في وجه الظلم وإلقاء الضوء على النقاط التالية علماً ان وفداً من الفنانين السوريين في صدد طلب اللقاء مع السيد الرئيس بشّار الأسد".
وأشار البيان كذلك "معلوم لدى القاصي والداني أن السوق العربية فرضت التعامل بالدولار على الجميع. وشركات الإنتاج العربي تدفع للممثل السوري بالدولار، فأصبح إنصافه والتعاقد معه من قبل الأطراف الأخرى قائماً على الدولار أيضاً بطبيعة الحال"، مضيفاً أن "شركة "غولدن لاين للإنتاج الفني" توسعت في العالم العربي ولديها إنتاجات في عدد من الدول من بينها لبنان، حيث يحرص معظم نجومه على التعامل بالدولار بسبب ظروف العملة التي تشابه الظرف السوري، ما يبرر اقتناءها بعض المبالغ بالدولار".
Facebook Post |
وأشارت الشركة في بيانها، إلى أن جميع التعاقدات التي أبرمتها شركة "غولدن لاين للإنتاج الفني" جاءت في أوقات سابقة لإصدار المرسوم الرئاسي الأخير حول العملة الصعبة"، وأن "التعاقدات التي تمت بالدولار كانت خارج سورية عبر فروع الشركة المسجّلّة أصولاً في دول عربية وخليجية".
وكان رأس النظام السوري بشار الأسد قد أصدر مرسومين تشريعيين في وقت سابق من الشهر الحالي، حملا رقمي 3 و4 للعام 2020، ويقضي المرسوم الأول بعقوبة تصل إلى سبع سنوات سجن بحق كل من يتعامل بعملة أجنبية غير الليرة السورية، فيما يعاقب الثاني بالاعتقال والغرامة التي قد تصل إلى خمسة ملايين ليرة سورية كل من يتناول أو ينشر سعر صرف الليرة السورية الحقيقي أمام الدولار، وعدم تداول سعر الصرف الذي يحدده البنك المركزي.
Facebook Post |
ويأتي ذلك بعد الانهيار الكبير الذي طاول الليرة السورية، التي وصل سعر صرفها إلى أرقام مخيفة وغير مسبوقة في تاريخ الليرة، حيث وصل سعر صرف الدولار الواحد إلى ما يقارب 1250 ليرة سورية، بانخفاض حوالي 20 ضعفاً عما كانت عليه في 2011.
وفور انتشار البيان على صفحة الشركة، بادر عدد من الممثلين والفنانين إلى مشاركته متضامنين مع الشركة، وخشية من أن يأتيهم الدور في الملاحقة كون معظمهم يتعاملون بالعملة الأجنبية لدى إبرامهم العقود وتلقي أجورهم من شركات الإنتاج.
فكتب المخرج والممثل سيف الدين سبيعي على صفحته الرسمية، مهاجماً طريقة التعامل معها بالقول: "هلق شركات الإنتاج الدرامي هي يلي صارت عم تساهم بانهيار الاقتصاد السوري!؟ بالعكس هي الشركات مفروض هيه يلي عم تدخل العملة الصعبة عالبلد منشان تنزل قيمتها وتكون موجودة بالسوق .... كل شغلها مع محطات وشركات إنتاج عربية وعالمية كيف بدكون ياها تتعامل؟".
Facebook Post |
وكذلك فعلت الممثلة الفلسطينية السورية شكران مرتجى، حيث شاركت بيان الشركة معلقة عليه: "شركة غولدن لاين من الشركات الوحيدة اللي باقية اللي عم تشتغل وفاتحة بيوت فنانين وفنيين ومخليه الدراما السورية تنتشر وحتى بأيام الحرب ماوقفت و لأنه الدراما صناعه ودعامة قوية باقتصادنا لازم نحنا بها الفترة نجلب المنتج العربي لبلدنا لحتى نرجع نوقف بدنا شركة زيادة تفتح مو شركات تسكر".
وشاركت الممثلة السورية كاريس بشار بيان الشركة على صفحتها العامة، معلقة عليه بوسم "#لانصاف_غولدن_لاين"، وشاركها في ذلك الكاتب والسيناريست سيف حامد والذي علق بذات الوسم.
وأنتجت الشركة منذ انطلاقها حوالي 28 عملاً درامياً، 24 منها خلال سنوات الحرب السورية، ما جعلها تعمل وفق السياسات الدرامية والفنية التي يحددها النظام، الذي غالباً ما يلجأ لمعاقبة مسانديه في كافة الأوساط.
وأبرز المسلسلات التي أنتجتها "غولدن لاين"، تتعلق بالبيئة الشامية، حيث يوجه نقاد ومتابعون أصابع النقد نحو الشركة بتسطيح هذه البيئة، عبر تناولها أحداثاً غير واقعية وسطحية لا تمت حقيقة إلى هذه البيئة بصلة، بالإضافة لإنتاج بعض المسلسلات الاجتماعية، التي لا تعبر عن واقع المجتمع السوري المحافظ.
وفي سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، أصدر النظام قراراً بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لشركة "إيبلا الدولية للإنتاج والتوزيع الفني" ومالك الشركة هلال أرناؤوط وزوجته، بتهمة بـ "التصدير تهريباً" لمسلسل (دقيقة صمت)، الذي ينتقد مكامن الفساد في جهازي الشرطة والأمن داخل النظام، ويقصد النظام بتلك التهمة، تهريب المادة من سورية وعرضها على قنوات عربية دون مرورها على الرقابة، ما جعل العاملين بمجال الدراما والإنتاج في سورية يتوجسون من ملاحقتهم بذرائع مختلفة، لإفراغ جيوبهم بعد حملة طاولت تجاراً ومتنفذين محسوبين على النظام حينها، ويبدو أن تحسبهم كان في مكانه ولا سيما بعد حادثة يوم الأمس مع شركة "غولدن لاين".