هكذا تستدرج "روتانا" الفنانين إلى شباكها

20 سبتمبر 2019
وعدت "روتانا" إليسا بحفلات لها في السعودية (هاي سكاي)
+ الخط -
يبدو أن بعض المغنين في العالم العربي يواجهون سياسة القمع والاضطهاد، والتلويح بحرمانهم من الحفلات داخل المملكة في حال لم يتبعوا سياسة الاصطفاف والموالاة التامة لسياسة حركة الترفيه التي يقودها تُركي آل الشيخ. الواضح أن استراتجية آل الشيخ لا تقف عند حدود الغباء الواضح في تعاطيه مع الفنون، والقمع الذي يمارسه على بعض الفنانين والإعلاميين على حد سواء، متسلحًا بنفوذ وصلاحيات من قبل ولي العهد محمد بن سلمان.

في معلومات مؤكدة، دخل كل من تركي آل الشيخ وسالم الهندي قبل أشهر بشراكة في معظم الفعاليات الفنية التي تنظم داخل المملكة. معلومات متقاطعة أخرى تؤكد أن شركة "بلاتينوم ريكوردز" ستقفل أبوابها قريباً لصالح شركة روتانا، خصوصاً بعد تعيين الهندي عضواً في الهيئة الخاصة بالترفيه، قبل ثلاثة أشهر.

يكشف بعض الفنانين العرب في جلساتهم الخاصة عن التوجه السعودي الخاص بضرورة الالتزام بآراء وقرارات هيئة الترفيه السعودي و"قائدها" تركي آل الشيخ، بعيداً عن الجدل أو النقاشات. ولسان حال تركي يقول إن السوق الفني للإنتاج الغنائي في يده، خصوصاً بعدما سيطر على أوجه الدراما العربية من خلال عقود تقاسمها أصحاب هذه الشركات للترويج وبيع مسلسلاتها بطريقة شبه حصرية تتماشى مع مصالح الرجل بالدرجة الأولى.

قبل أيام، وزع المكتب الإعلامي لشركة روتانا في بيروت صوراً للفنان السعودي راشد الماجد يوقع عقداً مع شركة روتانا. الماجد الذي رفض دائماً ان يوقع مع شركات إنتاج طوال حياته، وجد نفسه مجبراً على ذلك، خصوصاً أن إقامته بين المملكة ودبي، تفتح الباب أمامه لمبيعات روتانا لإصداراته، بعدما أسس مجموعة من القنوات الفضائية التي اتخذت من بيروت مقراً لها.
في العودة إلى حفل التوقيع، لم يكن الحضور ولا تناول الخبر مهماً بالنسبة للصحافة اللبنانية، على الرغم من أن جماهيرية راشد الماجد تعتبر جيدة، ولطالما رفض الانضمام إلى الشركة السعودية، بل كان ضد الحصرية، وأنشأ لهذا الغرض شركة إنتاج خاصة له ولأعماله ولبعض المغنين الذين يرتبطون بعلاقات معه، وأسس كذلك قناة "وناسة" التي تعرض أغاني خليجية معظم الوقت، إضافة إلى جلسات خاصة صورت مع مجموعة من الفنانين السعوديين، والعرب، منهم ميريام فارس، ونانسي عجرم.
على أي حال، يبدو أن سياسة روتانا ستبقى على عهدها؛ ما يضع مجموعة من التساؤلات حول المغزى من السيطرة على السوق العربي والتهديد بالحرمان من موسم أو حفلات تُقام داخل المملكة، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول كيفية اتجاه الفنانين إلى هذا المكر الواضح في طريقة التعاون.

كانت المغنية إليسا، وبعد تغريداتها الشهيرة حول إمكانية اعتزالها، وتلقف روتانا لرسالتها، ستعود مجدداً إلى الفلك السعودي، مع وعدها بحلولها ضيفة على معظم المهرجانات أو الفعاليات التي تقام في السعودية، ما قلل من أهمية اللوم، فخفّت حدة التصعيد بعد أن تولى أحد النافذين في الشركة تدوير الزوايا مع إليسا لعودتها إلى منزلها الثاني؛ أي روتانا.
المساهمون