لم يكن الأمر مفاجئًا على أصدقاء الممثلة الأردنية صفاء سلطان ومتابعيها، دخولها عالم الغناء. فقد سبق لسلطان أن مررت صوتها، منذ بداياتها في عالم التمثيل، في العديد من أعمالها الدرامية على الشاشة، قبل أن تطلق بشكل رسمي أغنيتها الأولى "ما هو عاشق"، أول أيام عيد الأضحى المبارك هذا العام.
نشرت سلطان الأغنية عبر قناتها الخاصة على يوتيوب، على طريقة lyric video، وهي من تأليف أحمد درويش وألحان هيثم زياد. أغنية من الطراز الكلاسيكي مقدمة باللهجة البدوية البيضاء، شبيهة إلى حد ما بأغاني الفنانة المغربية سميرة سعيد، لا تشكو من بساطتها باعتبارها نموذجا أول انطلقت به سلطان في رحلتها الجديدة نحو الغناء، ولكن توقيت العمل بحد ذاته مدعاة للتساؤل. ألم تتأخر سلطان بعض الشيء في تقديم أغنية خاصة بها؟ أم أن هناك موجة سادت في الآونة الأخيرة بين بعض الممثلين السوريين الذين اختاروا الغناء حرفة إلى جانب أعمالهم التلفزيونية، فلحقت سلطان بركبها؟
طبعًا، يعتبر الكثيرون سلطان واحدة من أهم نجوم الدراما السورية، رغم أنها أردنية من أصل فلسطيني، وذلك بسبب نشاطها وظهورها في معظم أعمالها من خلال الدراما السورية، تمامًا كزميلها الممثل العراقي الأصل أيمن رضا. إذ كانت انطلاقة سلطان في عالم التمثيل من خلال المسلسل الشهير "مرايا" للفنان السوري ياسر العظمة عام 2003. من هنا بدأت سلطان مشوارها الفني، ولفتت انتباه الجمهور السوري والعربي إلى موهبتها في التمثيل والغناء أيضًا، إذ ظهرت سلطان من خلال بعض حلقات المسلسل كمغنية تملك صوتًا جميلًا ويافعًا، يخدم نوعية المشاهد المقدمة إليها، لتنتقل بعدها إلى أعمال أكثر توسعًا، على الصعيد المحلي والعربي، سمحت في بروز صوتها أكثر فأكثر، فقدمت صوتها من خلال مشاركتها في سلسلة "بقعة ضوء" وفي "كسر الخواطر". ثم تقدمت أكثر في إشهار صوتها من خلال البرامج والمقابلات التلفزيونية، فضلًا عن امتلاكها موهبة تقليد أصوات بعض الشخصيات الغنائية.
أما الفضل الأكبر لشهرة سلطان بقدرتها على الغناء، فيعود إلى مشاركتها في عدد من الأعمال التي لعبت فيها دور البطولة المطلقة، والتي حملت اعترافًا ضمنيًا بموهبتها في الغناء إلى جانب التمثيل، أهم تلك الأعمال المسلسل المصري "أنا قلبي دليلي" عام 2009، للمخرج السوري محمد رجب، والذي جسدت فيه سلطان السيرة الذاتية للمطربة المصرية الراحلة ليلى مراد، بعد تزكية من رجب لأداء دور قيثارة الغناء العربي. كما وضعت سلطان صوتها على شارة مسلسل "وهم" الذي لعبت فيه أيضًا دور البطولة المطلقة في رمضان 2018، وشاركها في غناء الشارة شقيقها سلطان سلطان، وقد حازت الأغنية استحسان الجمهور السوري ومتابعي سلطان على وسائل التواصل الاجتماعي.
ربما قد يكون خيار الغناء إلى جانب التمثيل أمرًا مدروسًا بخطوات متأنية بالنسبة لسلطان، وقد ارتأت الوقت المناسب له، بعد كل هذه التجارب، لتقدم أغنيتها الخاصة الأولى، رغم أنَّ اختيارها للهجة البدوية ليكون انطلاقة لها في الغناء، قد يكون له تبعات سلبية، فزميلتها أمل عرفة قدمت هذا اللون بشكل أقل عصرية وقد نجحت بذلك في مسلسل "خان الحرير" الذي أنتج عام 1996. ولكن هذا النجاح لما يعدو غير نجاح على المستوى الدرامي فقط، على الرغم من إصدار عرفة بعض الأغنيات المنفردة التي لم تحقق أي نجاح يذكر. أو ربما يكون الأمر مجرد موجة عابرة لحقت بها سلطان على غرار بعض زميلاتها كالممثلة السورية نسرين طافش التي نشهد محاولاتها في دخول عالم الغناء، وقد قدمت في سبيل ذلك بعض الأغنيات المنفردة، وأول ألبوم غنائي لها منذ أشهر قليلة، ولكن لم تحقق النجاح المطلوب بعد، ومثلها قد فعل "العكيد" سامر المصري الذي أصدر العديد من الأغاني المنفردة، ولكنها لم تلق أيّ صدىً يذكر. قد يكون الأمر مبكّرًا على طرح الأحكام المسبقة. ولكن أن يصبح فنان اشتهر كممثل على الشاشة الفضية مغنيًا بين ليلة وضحاها سيشكل تشويشًا لدى الجمهور، وهو ما قد يعود على الفنان بالنتائج السلبية على الصعيد الغنائي.