هل سنفقد "الهيبة"؟

29 مايو 2018
سجل "الهيبة" أعلى نسبة مشاهدة في العالم العربي (فيسبوك)
+ الخط -
قبل أسبوع، بدأ ناشطون في لبنان بشن حملة على مسلسل "الهيبة"؛ الجزء الثاني الذي يُعرض حالياً على الفضائيات العربية. تهدف الحملة، وفق المنتقدين، إلى إيقاف عرض المسلسل لما يحمله من مشاهد أو مواقف لا تعبر عن مدينة بعلبك، وأهلها، بحسب السرد الذي اختاره الكاتب هوزان عكو في الجزء الأول. لم يكمل عكو للجزء الثاني، وأوكلت شركة الصباح المهمة لباسم السلكا الذي كتب الجزء الثاني ويعمل فيه كمساعد مخرج أيضاً.

بعد عرض الحلقات الخمس الأولى من "الهيبة -العودة"، بدأت الانتقادات تشغل مواقع التواصل الاجتماعي وترمي بالأسئلة حول المغزى من العودة إلى الماضي، والكشف عن والد البطل الرئيسي تيم حسن أو "جبل الشيخ" بدور للممثل عبد المجيد مجذوب، الذي يقتل يوم زفاف ابنه، لتبدأ مرحلة جديدة أشبه بعاصفة دم وثأر ظهرت في الحلقة الخامسة.
ارتفعت وتيرة الانتقادات، وبدأ التساؤل والاتهامات حول المغزى من القتل والدم. بعض المتابعين دعوا محطة mtv والمحطات التي تعرض المسلسل إلى ايقافه على الفور، وهدد آخرون شركة صادق الصبّاح، وطاقم العمل، خصوصاً بعد الحلقة الثامنة، التي أظهرت عدداً من النسوة يعملن في الدعارة، ويتحدثن باللهجة البعلبكية، ما زاد الطين بلة.

أول أمس، الإثنين، تقدم عدد من المحامين في لبنان بطلب من المدعي العام ضد المنتج صادق صباح والشركة وكل من تظهره التحقيقات مشاركاً في الإساءة، بحسب تعبيرهم، لمدينة بعلبك شرق لبنان. وأعرب المحامون​ عن رغبتهم بإيقاف العمل، بعد إحالة الموضوع عبر المراجع القضائية وتقديم أمر عريضة أمام محكمة الأمور المستعجلة، وكذلك التقدم بإخبار قضائي لدى النائب العام التمييزي، بهدف إيقاف عرض المسلسل لأنه يثبت في ذهن المشاهد اللبناني عامة والبعلبكي خاصة صورة نمطية عن منطقة لبنانية لها خصوصيتها وتقاليدها؛ فهناك ثقافة وتقاليد تتناقض مع فكرة النظام العام والقانون والأمن الاجتماع.
ا
لسنيتن، سجل "الهيبة" أعلى نسبة مشاهدة في العالم العربي، ولم يقتصر الأمر على لبنان وسورية، لجهة المزج الحاصل بين الممثلين أنفسهم، بل يُشاهد في عدة بلدان عربية. عموماً، خرج الممثل تيم حسن بثوب جديد، بعد عبوره من دمشق إلى القاهرة فبيروت، إذ استطاع أن يصبح مثالاً لعدد من الشبان الذين راحوا يقلدونه بأسلوبه وقصّة شعره، وهذا برأي البعض الآخر شكل حالة من الفرادة، لا علاقة لها بالأخلاقيات أو الغيرة على مدينة بعلبك، بقدر ما يريد البعض تسلق "قطار" نجاح "الهيبة"، والدفع باتجاه وصل إلى تهديد الشركة المُنتجة والعاملين في المسلسل إن لم يتخذ قرار بمنع عرضه على الشاشات اللبنانية وأخرى عربية.
شركة الصباح وعلى لسان مديرها صادق الصبّاح ردت بطريقة مقتضبة، فصرح الصبّاح: "اقرأوا جيداً الكلمات التي تسبق عرض المسلسل"، مشيراً إلى أن "حوادثه وشخصياته وجغرافيته من وحي الخيال، ولا صلة لها بالواقع"، بل يصبّ في إطار الدراما الصرف.

لكن الواضح أن معركة مفتوحة ضد المسلسل، وقد اتخذت من قبل البعض وهي تبحث عن مكان لها وسط موجة النجاح والصعود، وتغليب لغة التهديد، ما يؤكد فرضية أحداث "الهيبة" نفسها، خصوصاً وأن المحامين الذين تقدموا بالعريضة والاحتجاج هم جميعاً من مدينة بعلبك ويقال إن احداث المسلسل تُسيء لهم.
المساهمون