"القطايف"... ضيف موائد الإفطار في غزة

27 مايو 2018
لا إقبال على شراء القطايف (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
مع الساعات الأولى من الصيام، يفتتح أحمد العلمي بسطته البسيطة بادئًا عمله في صناعة القطايف داخل سوق الزاوية وسط مدينة غزة، آملاً في أن يعود إلى منزله من يومه الطويل، برزقٍ يُزيل عناء التعب كله. لكن التخوّف بدا واضحًا على ملامحه من أن تكون حركة البيع ضعيفة، كما كانت لديه منذ بداية شهر رمضان.

ويوضح العلمي أنه يعمل في بيع القطايف منذ عدة سنوات خلال رمضان، معتبرًا ذلك مصدر دخلٍ مؤقت في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في قطاع غزة. ويقول لـ"العربي الجديد": "إلنا من أول أيام رمضان بنبيع القطايف من الصبح لحد المغرب، بس البيع خفيف والناس زي اللي مش حاسة إنه رمضان إجا وحلوياته معه".

وتعتبر القطايف نوعًا من الحلويات، وهي تراث عربي ينتشر في بلاد الشام مع شهر رمضان من كل عام، حيث تجد هذه الحلوى إقبالاً من الناس على شرائها من الباعة الذين يتخصصون في صُنع القطايف داخل محالهم المنتشرة داخل الأسواق أو على بسطات منتشرة على المفترقات. وتتكون عجينة القطايف من الماء الساخن والسميد والطحين وصبغة صفراء تُعطي لون الحلوى وكربونات وخميرة، يخلطها العلمي سويًا، قبل أن يسكبها على صفيح ساخن بهدف إنضاجها، فيما أنها تُباع بأحجامٍ مختلفة.

وتتنوع أذواق الغزّيين في تناول القطايف، فبعضهم يفضل حشوها بالمكسرات أو القشطة، والبعض الآخر يفضلها بالتمر أو اللبن أو جوز الهند. كما أن هذه الحلوى يُخصصها الفلسطينيون لشهر رمضان ويصنعونها لتُزين موائد إفطارهم، ومنهم من يُفضل تناولها بعد كسر الصيام مباشرة، أو خلال ساعات السهر ليلاً.
ورغم بيع الكيلو الواحد من القطايف بمبلغ لا يتجاوز ثمانية شواكل (الدولار يعادل 3.57 شيكل) إلا أن الباعة الفلسطينيين يشتكون من ضعف الإقبال على شرائه في رمضان، مُرجعين ذلك إلى سوء الأحوال الاقتصادية التي يعيشها الغزّيون في الأشهر الأخيرة، وشكواهم من العَوز والفقر وقلة الرواتب وتفشي البطالة.
إسماعيل قدح، يتخصص في بيع الفواكه داخل سوق الزاوية بمدينة غزة، لكنه ينصب بسطة إضافية لصناعة القطايف وبيعها في رمضان على أمل تحسين دخله، غير أنه يقول لـ"العربي الجديد": "والله رمضان هذا اجا بوضع اقتصادي سيء على الجميع، الناس بتحاول تأمن الأكل قبل ما تفكر تشتري الحلويات".

وقبل ساعة من إفطار الصائمين في رمضان، تشهد الأسواق ومتفرقات مدينة غزة حركةً مُزدحمة من الغزّيين، وهي التي يأمل خلالها باعة القطايف، أن تساهم في تنشيط حركة البيع على حلواهم، غير أنها تظلُّ ضعيفةً مقارنة مع السنوات الماضية، والسبب يعود لاشتداد وطأة الأزمات التي تضرب بالفلسطينيين.
وخلال رمضان، تنتشر البسطات التي تبيع حلوى القطايف على مفترقات وشوارع مدينة غزة كما هو الحال داخل الأسواق، وهي الصورة التي تؤكد أن القطايف ظاهرة، وعادة يربطها الفلسطينيون بالشهر، ويعتبرونها ضيفًا شبه يومي على موائد الإفطار، وحلوى لا يمكن أن تغيب عن طقوس رمضان مهما كان الحال.
أما أمين الرن فكان يقف خلف طابورٍ لم يتجاوز طوله 5 أشخاص أمام إحدى بسطات بيع القطايف على مفترقات غزة، يقول لـ"العربي الجديد": "بتذكر رمضان الماضي لما كنت أجي أشتري قطايف من هان قبل المغرب، كنت أتأخر عن مائدة الإفطار من ازدحام الناس على شراء القطايف، عنجد الوضع متردي والناس أحوالها صعبة".
وفي وقت أنهت فيه أم إسماعيل إفطارها الرمضاني، كانت قد بدأت في تحضير القطايف لعائلتها، فهي عادتهم في تناول الحلوى بعد كسرِ صيامهم مباشرةً، تقول لـ"العربي الجديد": "احنا متعودين في الشهر هذا نحضر القطايف بعد الفطور مباشرة، هيك العيلة بتحب، بس بدل ما كنا نعملها يوميًا، صرنا نكرر هالعادة يومين أو ثلاثة في الأسبوع، بسبب الوضع الاقتصادي الذي أثر على الجميع في غزة".
دلالات
المساهمون