تكثر عادات وطقوس الأفراح عند الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وبعضها أساسية لا يمكن التخلي عنها. فيقدمها أهل العريس لضيوفهم الذين يحضرون عادة من ذات القرية "المعازيم" للمشاركة والمؤازرة.
ومن تلك العادات طعام الغداء، "المنسف"، والذي ينشط في وسط الضفة الغربيّة وجنوبها، وهو وجبة مليئة بالدسم ومحط عشق للكثير من الناس، فمكوّناته والدقة في إعداده تعطيه طابعاً خاصاً، تتميز فيه كل قرية وبلدة أو مدينة.
المنسف هو زعيم وجبات الغداء المتعارف عليها في أفراح الفلسطينيين، لا سيما المجتمعات البدوية في الضفة الغربية، والقروية في وسطها وجنوبها، وتختلف كل قرية وبلدة في طريقة إعداده، ما يجعل المنسف سمعة طيبة وجذابة لمن يعيشون هناك.
ويقول علي زعاترة، وهو ماهر في طبخ المنسف، ومربي أغنام لـ"العربي الجديد" إنّ تلك الوجبة أساسيّة في بلدته السواحرة، وتكتسب تلك القرية سمعة طيبة من خلف المنسف، وفي المرتبة الثانية بعد المجتمعات البدوية التي تتقنه بذوقها ونكهتها وطريقة الاعداد والتقديم الخاصة.
في السواحرة نموذجاً، والكثير من قرى وبلدات وسط الضفة الغربية المحتلة وجنوبها أيضاً، عادةً ما يكون الغداء "المنسف" خالص الدسم. فيجتمع الرجال حول الذبيحة، وعادة ما تكون خرافاً منتقاة من أفضل تجار الأغنام، ويتم ذبحها قبل يومين من حفل الزفاف، وتقطيعها وغسلها جيدًا، ووضعها في الثلاجات، حتى الجمعة، وهو اليوم الأكثر اختيارًا لتقديم الغداء لأفراح الأهالي هناك.
في صبيحة الجمعة، يطهى اللحم جيداً في أوان كبيرة الحجم، يتساعد في عملية الطهي الرجال والنساء من أقارب العريس، يطبخ باللبن المعروف باسم "الجميد" وهو لبن مجفف مصنوع لهذا الغرض، وعادةً ما يتم شراؤه من البدو لأنهم الأمهر في صناعته، بقليل من الماء يخلط الجميد ويطبخ مع اللحم، وفي الوقت ذاته تكون النساء أعدت الأرز المطبوخ بالزيت، وعادة ما يكون جافاً.
يقول زعاترة، إنّ عملية الإعداد للمنسف تستغرق عدة ساعات تصل إلى ثلاث أو أربع، ويكون جاهزًا للأكل بكافة مكوناته، اللبن الجميد والذي يصبح شرابا للأرز واللحم، والصنوبر أو اللوز المكسر، وخبر الشراك، والبقدونس.
ويضيف "عند الانتهاء من عملية الطهي، يفصل اللبن الذي أصبح شوربة مطبوخة، عن اللحم، وكل يوضع في إناء خاص، ومن ثم يتم تقطيع خبز الشراك إلى قطع صغيرة، توضع في طبق كبير، ومن ثم تسكب فوقها شوربة اللبن الساخنة، ومن ثم يضاف قدر صحنين من الأرز يتم توزيعه لتغطية الخبر، ومن ثم تزين بقطع اللحم الكبيرة، ويرش فوقها الصنوبر، والبقدونس، وتغطى بخبز الشراك وتصبح جاهزة للأكل".
في السواحرة عادة جميلة، من يأكل الطعام يقدم ما يُعرف بـ"النقوط" (نقود) للعريس، وعادةً ما يكون عدد الضيوف بعدد معارف عائلة العريس، التي يتولى كافة شبابها ورجالها، مهمة إكرام ضيوفهم، وإطعامهم حتى الشبع، وتبدأ عملية الاستقبال من بعد صلاة الجمعة، حتى العصر، وعند الانتهاء يتم توزيع الطعام الزائد على الأقارب والجيران وفقراء الحي.
ويشير زعاترة، إلى أنه رغم تجربته في تربية المواشي وارتفاع أسعارها الكبير بسبب غلاء المعيشة، وارتفاع أسعار الأعلاف، إلّا أنّ المنسف ما زال يُحافظ على وجوده في الأفراح الفلسطينية في السواحرة، حتى لو وصل الأمر إلى إنهاك عائلة العريس بتكاليفه الباهظة. لكن النقوط الذي يجمعه العريس، يسدد ثمن اللحم عادةً.
اقــرأ أيضاً
المنسف هو زعيم وجبات الغداء المتعارف عليها في أفراح الفلسطينيين، لا سيما المجتمعات البدوية في الضفة الغربية، والقروية في وسطها وجنوبها، وتختلف كل قرية وبلدة في طريقة إعداده، ما يجعل المنسف سمعة طيبة وجذابة لمن يعيشون هناك.
ويقول علي زعاترة، وهو ماهر في طبخ المنسف، ومربي أغنام لـ"العربي الجديد" إنّ تلك الوجبة أساسيّة في بلدته السواحرة، وتكتسب تلك القرية سمعة طيبة من خلف المنسف، وفي المرتبة الثانية بعد المجتمعات البدوية التي تتقنه بذوقها ونكهتها وطريقة الاعداد والتقديم الخاصة.
في السواحرة نموذجاً، والكثير من قرى وبلدات وسط الضفة الغربية المحتلة وجنوبها أيضاً، عادةً ما يكون الغداء "المنسف" خالص الدسم. فيجتمع الرجال حول الذبيحة، وعادة ما تكون خرافاً منتقاة من أفضل تجار الأغنام، ويتم ذبحها قبل يومين من حفل الزفاف، وتقطيعها وغسلها جيدًا، ووضعها في الثلاجات، حتى الجمعة، وهو اليوم الأكثر اختيارًا لتقديم الغداء لأفراح الأهالي هناك.
في صبيحة الجمعة، يطهى اللحم جيداً في أوان كبيرة الحجم، يتساعد في عملية الطهي الرجال والنساء من أقارب العريس، يطبخ باللبن المعروف باسم "الجميد" وهو لبن مجفف مصنوع لهذا الغرض، وعادةً ما يتم شراؤه من البدو لأنهم الأمهر في صناعته، بقليل من الماء يخلط الجميد ويطبخ مع اللحم، وفي الوقت ذاته تكون النساء أعدت الأرز المطبوخ بالزيت، وعادة ما يكون جافاً.
يقول زعاترة، إنّ عملية الإعداد للمنسف تستغرق عدة ساعات تصل إلى ثلاث أو أربع، ويكون جاهزًا للأكل بكافة مكوناته، اللبن الجميد والذي يصبح شرابا للأرز واللحم، والصنوبر أو اللوز المكسر، وخبر الشراك، والبقدونس.
ويضيف "عند الانتهاء من عملية الطهي، يفصل اللبن الذي أصبح شوربة مطبوخة، عن اللحم، وكل يوضع في إناء خاص، ومن ثم يتم تقطيع خبز الشراك إلى قطع صغيرة، توضع في طبق كبير، ومن ثم تسكب فوقها شوربة اللبن الساخنة، ومن ثم يضاف قدر صحنين من الأرز يتم توزيعه لتغطية الخبر، ومن ثم تزين بقطع اللحم الكبيرة، ويرش فوقها الصنوبر، والبقدونس، وتغطى بخبز الشراك وتصبح جاهزة للأكل".
في السواحرة عادة جميلة، من يأكل الطعام يقدم ما يُعرف بـ"النقوط" (نقود) للعريس، وعادةً ما يكون عدد الضيوف بعدد معارف عائلة العريس، التي يتولى كافة شبابها ورجالها، مهمة إكرام ضيوفهم، وإطعامهم حتى الشبع، وتبدأ عملية الاستقبال من بعد صلاة الجمعة، حتى العصر، وعند الانتهاء يتم توزيع الطعام الزائد على الأقارب والجيران وفقراء الحي.
ويشير زعاترة، إلى أنه رغم تجربته في تربية المواشي وارتفاع أسعارها الكبير بسبب غلاء المعيشة، وارتفاع أسعار الأعلاف، إلّا أنّ المنسف ما زال يُحافظ على وجوده في الأفراح الفلسطينية في السواحرة، حتى لو وصل الأمر إلى إنهاك عائلة العريس بتكاليفه الباهظة. لكن النقوط الذي يجمعه العريس، يسدد ثمن اللحم عادةً.