فلسطيني ثمانينيّ يقدّم الامتحانات المدرسية الرسمية

10 يونيو 2017
عبد القادر أبو عجمية (فيسبوك)
+ الخط -
يحضّر عبد القادر أبو عجمية الذي دخل في العقد التاسع من عمره لامتحانات الثانوية العامة بجد، ويأمل أن ينجح ويحصل على علامات جيدة فيها، حيث أجرى الاختبار الوطني لأول مرة في العام الماضي وفشل، وها هو يحاول الآن مرة أخرى.
يبذل البائع المتقاعد البالغ 81 عامًا قصارى جهده للتركيز، حيث يدرس 5 ساعات في اليوم، على الرغم من أنه أب لـ 14 ولدًا، ولديه 36 حفيدًا يحاولون جره للعب كل يوم، وقد كان إصراره على ذلك نابعًا من حبه للتعليم، حيث علق على ذلك بفخرٍ وهو يرتدي لباسًا رسميًا وربطة عنق قائلًا: "ليس هناك حد، ولا عمر معين للإنسان ليتوقف عن الدراسة، أريد أن أكون مثالًا لأجيال قادمة لا تتوقف عن التعلم".
يخضع أبو عجمية، وهو فلسطيني من الخليل في الضفة الغربية، للامتحانات في غرفة خاصة به في مدرسة محلية، حيث تساعده امرأة يقوم بإملاء الأجوبة عليها لتفرغها في الأوراق، وذلك لأنه يعاني مشكلة في استخدام يده بسبب إصابته مؤخرًا بسكتة دماغية، كما يحصل على دعم أسرته في المنزل، وخاصة زوجته التي تحاول إبقاء الأحفاد بعيدًا باستمرار أثناء وقت دراسته. ويعلق ابنه زكريا البالغ من العمر 43 عامًا على ذلك قائلًا: "تهتم والدتي بجميع احتياجاته كما لو كان طالبًا عمره 18 عامًا، كلنا نشجعه، ونحن جميعًا فخورون به جدًا"، ويتابع زكريا شارحًا أسباب ترك والده للدراسة سابقًا، حيث إنه بدأ الذهاب إلى مدرسة في قرية بالقرب من الرملة، والتي تحتلها الآن إسرائيل قبل نشوئها عام 1948، وقد اضطر للهرب مع عائلته أثناء الحرب العربية الإسرائيلية في نفس العام، وأصبحوا لاجئين في الضفة الغربية.
تخلى أبو عجمية بعد ذلك عن المدرسة للعمل في بيع المواد الغذائية، ولم يبدأ التفكير فيها إلا عند تقاعده بعد عقود من ذلك، وقد صرح بأن غايته الآن هي أن يكون على قدم المساواة مع أولاده وأحفاده.
تظهر الأرقام الواردة من المكتب المركزي الفلسطيني للإحصاء أن نسبة الأمية بين الفلسطينيين الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فما فوق، لا تتجاوز 3.3 في المائة، وهي من أدنى المعدلات في العالم العربي، أما نتائج امتحانات الثانوية العامة فمن المقرر أن تكون في منتصف شهر تموز/يوليو المقبل، حيث تخطط عائلة أبو عجمية للاحتفال في حال نجح والدهم، إلا أن ابنه قد صرح بأنه لا ينوي الذهاب إلى الجامعة.
ويذكر أنّ السنوات الأخيرة قد شهدت حالات كثيرة لأشخاص مسنين قرروا تحقيق أحلامهم المختلفة، من السفر إلى الزواج، مروراً بالعلم وتحصيل الشهادات. وانتشرت ظاهرة عودة كبار السنّ إلى مقاعد الدراسة تحديداً في أوروبا، وتبقى حالة الفلسطيني عبد القادر أبو عجمية حالة شبه فريدة من نوعها في العالم العربي، وقد لفتت انتباه صحف غربية عدة بينها الـ"ديلي ميل" البريطانية التي كتبت عن تقديمه للامتحانات الرسمية، كما فعلت وكالة "رويترز" للأنباء.


المساهمون