زمان يا حب: ثنائيات العاطفة والعمل

09 فبراير 2017
نور الشريف وبوسي ارتبطا في الحياة والفن (Getty)
+ الخط -
هل انتهى عصر الثنائيات في السينما المصرية؟ أو حتى في الدراما العربية؟ سؤال يُطرح اليوم ويفتح المجال أمام ذكريات كثيرة رسمت خريطة السينما العربية منذ الخمسينيات، لكنها تغيب اليوم، في ظل عصر الأفلام التجارية والمسلسلات الاستهلاكية، التي تغزو معظم الفضائيات.
لم يقتصر التعاون الفنّي في السابق على فيلم أو مسلسل، بل وصل الأمر إلى ارتباط عدد كبير من الممثلين ببعضهم، وتكريس حضورهم في الحياة الفنية والعادية، على حد سواء، لكن معظم هذه الارتباطات كانت تنتهي بالفشل، أو الطلاق، والتقليل من تعاون فنّي يجمع الطرفين فيما بعد.

يُعتبر ارتباط الممثلين الراحلين فاتن وحمامة وعمر الشريف من أبرز ما سجلته ذاكرة الزمن الجميل، جاء ذلك بعد قصة حب متبادلة انتهت بالزواج، وتقديم مجموعة من الأفلام القيمة، والتي أسهمت بتعاطف الجمهور مع هذا الثنائي، فبدأت قصة الحب في فيلم "صراع في الوادي" قدما بعدها ستة أفلام منها "لا أنام" و"سيدة القصر".
وعلى الخطى نفسها سار الثنائي أنور وجدي وليلى مراد، بعد لقاءات فنية بسيطة، لكنها مهدّت لعلاقة زواج دام ثماني سنوات وقدما خلالها مجموعة من الأفلام منها "قلبي دليلي" و"ليلى بنت الأغنياء" وغيرها.
وتحمل الذاكرة الفنية، ارتباطاً قوياً جمع الممثل الراحل فؤاد المهندس مع الفنانة شويكار، وقد يكونان الوحيدين اللذين لم يختلفا او يفترقا إلا بعد رحيل نجم الكوميديا فؤاد المهندس عام 2006.
في السبعينيات، كان واضحاً تقارب مجموعة من الممثلين والمغنين مع بعضهم البعض. الجيل الثاني من الممثلين المصريين كان مثالاً على حالات الارتباط التي حققت للسينما المصرية تحديداً حضوراً قوياً، فارتبط الممثل الراحل نور الشريف بالممثلة بوسي، وقدما مجموعة من الأفلام، كان أشهرها "حبيبي دائما" وكذلك فعل زميله حسين فهمي الذي اختار ميرفت أمين، وتزوج محمود ياسين من شهيرة، وسمير غانم من دلال عبد العزيز، وتزوج الممثل الراحل أحمد زكي من الفنانة الراحلة هالة فؤاد التي اعتزلت قبل وفاتها عام 1993ولعل هذه الفترة كانت الفترة الأقوى لزيجات، أكثرها لم يستمر كما هو حال الممثل الراحل رشدي اباظة مع الراقصة سامية جمال التي شاركته في بعض أفلامه، وكذلك ارتباط رشدي أباظة بالفنانة صباح، وما ترتب على هذا الزواج، من حكايات ما زالت تُروى حتى يومنا هذا.
يؤكد عدد كبير من النقاد الفنيين في القاهرة أن معظم الثنائيات التي ظهرت في تلك الفترة كانت الأقوى لاعتبارات عدة ومنها الاحترام الذي كان يسود العلاقات، وما خرج عنها من مودة، وحسن معاملة بين الثنائي، حتى بعد الطلاق ما ساعد الواحد على النجاح الفني بدعم من الآخر، فهو شريك في الحياة والعمل.
ويؤكد المتابعون لتلك الفترة أن قصة حب وزواج الفنان الراحل عمر الشريف وفاتن حمامة هي من أرقى قصص الحب والزواج، وحتى بعد انفصالهما، نظراً لما نتج عنها من نجاح فنّي، تحول إلى مرجعية اليوم.

في السنوات الأخيرة، لم تنتج السينما المصرية، او عالم الدراما، ارتباطاً بالمفهوم الإنساني، وبعيداً عن زواج الممثل أحمد حلمي بالفنانة منى زكي، شكلت بعض الثنائيات الفنية حالات أسهمت في نجاح بعض الاعمال السينمائية ليس إلا، ومنها مشاركة الممثل أحمد السقا الفنانة منى زكي في عدد من الأفلام، وكذلك مشاركة المغني تامر حسني الفنانة مي عز الدين في أجزاء من فيلم "عمر وسلمى" والذي أصبح "ماركة مُسجلة" للمغني والممثلة عند جمهور كبير ما زال يستمتع بلقائهما حتى اليوم. وقبل أشهر احتفل الممثل حسن الرداد بزفافه من الممثلة ايمي سمير بعد تسع سنوات من إخفاء حقيقة قصة الحب، التي جمعتهما.
وكان الرداد ينفي ذلك، حتى فوجئ الجمهور نهاية السنة الماضية، بخبر عقد قرانهما وإقامة زفافهما، وكانا تشاركا في أكثر من عمل فنّي منها بطولة فيلم "زنقة ستّات"، و"عشان خارجين"، كما شاركا في مسلسل "حق ميت"، وجسدا دور العروسين في كليب "مصر قريبة".
واختتمت السنة الماضية بالإعلان عن ارتباط الممثل المصري عمرو يوسف بالممثلة السورية كنده علوش، بعد مجموعة من الشائعات التي تحدثت عن علاقة جمعتهما. وعمل عمرو يوسف وكنده علوش للمرة الأولى سينمائياً عام 2011 في فيلم "برتيتا". وكانت علوش لا تزال جديدة على السينما والمشهد الفني المصري. لكن الثنائي عاد والتقى في فيلم "واحد صحيح" ثمّ مسلسل "نيران صديقة". أما عام 2014 فلعب عمرو يوسف دور البطولة في "عد تنازلي"، لتشاركه كنده علوش البطولة. ويتردد ان هذا العمل كان بداية قصة الحب بينهما.
وحاولت الدراما المُشتركة في السنوات الأخيرة، تقديم ثنائيات عربية مشتركة فاجتمعت سيرين عبد النور ومكسيم خليل في مسلسلين، "روبي" و"سيرة حب" شكلا حالة عند متذوقي هذا النوع من الأعمال، وكذلك تمسّكت شركة الصبّاح للإنتاج، بالثنائي، اللبنانية نادين نسيب نجيم وزميلها السوري تيم حسن في أعمال تُعرض خلال موسم الدراما الرمضاني، وتحصد نجاحاً كبيراً على صعيد متابعي الدراما، فتنشط مواقع التواصل الاجتماعي بتأييد فكرة لقاء نجيم وحسن، في عمل درامي واحد، يُشكل مادة دسمة للمشاهد، ثنائية بعيدة هذه المرة عن أي فكرة بالارتباط بين الطرفين.

المساهمون