يارا أيوب تمزج بين الرسم والتطريز

23 نوفمبر 2017
خلال تطريز إحدى لوحاتها (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
جمعت الفتاة الفلسطينية يارا أيوب بين موهبتها في الرسم والتطريز، وشكلت فنًا خاصًا بها على شكل لوحات مطرزة، متقنة بذلك مجالين مختلفين، وصلت بهما إلى شكل جديد من الفن التشكيلي بأسلوب مطرز لتحاكي به لوحات رسمها فنانون عالميون.

وتجسد اللوحات الثلاث التي عملت الفتاة الغزية أيوب (21 عامًا) على إنجازها خلال الفترة الشهور الماضية، أعمالاً فنية عالمية جسدت الطبيعة ومشاهد للحياة اليومية، عبر مهارة ذاتية عملت على اكتسابها بجهد ذاتي وشخصي دون تدريب أو إرشاد من أحد.

وتعمل الفتاة العشرينية بشكل شبه يومي في مجال الرسم على القماش ومحاولة اكتساب المزيد من المهارات الفنية والتعرف على لوحات جديدة، بالرغم من كون دراستها مرتبطة بمجال تخصص البصريات بإحدى الجامعات المحلية بغزة وابتعادها كليًا عن المجالات الفنية.
وتقول أيوب لـ "العربي الجديد" إن مشوار الرسم والتطريز على القماش بدأ معها منذ ما لا يزيد عن 5 شهور فقط، وكان نتيجة رغبتها في أن تكون لها موهبة خاصة بعد أن رأت إحدى اللوحات المطرزة التي تحمل اسم "ليلة النجوم" للرسام فان غوغ.

وتضيف الفتاة العشرينية أن أبرز اللوحات العالمية التي عملت على إعادة رسمها باستخدام التطريز على القماش خلال الشهور الخمسة التي أتقنت خلالها هذه المهارة، هي كل من (ليلة النجوم) و (الصرخة) بالإضافة إلى لوحة (three age of women) وجميعها لفنانين عالميين.

ويستغرق وقت إنجاز اللوحة الواحدة من الفتاة أيوب وقتًا وساعات عمل طويلة يتجاوز بعضها شهرًا واحدًا لإنجازها، نظراً للجهد الذي يحتاجه هذا النوع من الفن والذي يتطلب دقة وتركيزًا عاليًا لتخرج مطابقة تمامًا للوحات العالمية التي رسمها أشهر الرسامين.

وتبين أيوب أنها غالبًا ما تقوم بالعمل على إنجاز هذه اللوحات في ساعات الليل بعد أن تكون أنجزت ما عليها من متطلبات للحياة الجامعية وانشغالات الحياة اليومية، إلا أن ذلك يجعلها تصطدم في بعض الأحيان ببعض المعوقات التي تؤجل إنجازها.

وتشير إلى أن هذه المعوقات تتمثل في أن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال اليوم يصل في بعض الأحيان لأكثر من 12 ساعة يوميًا، واقتصار ساعات الوصل على 4 ساعات فقط، فضلاً عن الانشغال بالدراسة والاختبارات الجامعية خلال الفصل الدراسي.

وعن سبب اختيارها لهذا النوع من الفن التشكيلي، ترجع أيوب ذلك إلى كون هذا المجال يعتبر نادرًا ومميزًا ولا يوجد أحد يعمل به، إضافة إلى شغفها بعالم الخيوط والتطريز بالرغم من ساعات العمل الطويلة التي تتراوح يوميًا ما بين 3 إلى 6 ساعات.

وتلفت العشرينية إلى أن موهبتها كانت تستخدمها في بداية الأمر كمجرد هواية، إلا أن حالة الإعجاب والإقبال الشديد من قبل من شاهدوا أعمالها جعلها تقرر وتتجه لدمج هذه الموهبة بين الهواية وجعلها مصدرًا لكسب المال عبر بيعها في المستقبل.

وتنبه أيوب أن التكلفة المالية للوحة الواحدة لا تعتبر مرتفعة، كونها تستخدم القماش والخيوط الملونة، إلا أن ثمن اللوحة في حال عرضها للبيع يصل إلى 100 دولار أميركي، نظرًا للجهد الكبير المبذول وساعات العمل الطويلة التي تصل لأسابيع.

وتوضح أن الأعمال المقبلة التي ستعمل على إنجازها ستكون شيئًا مختلفًا ومغايرًا عن الأعمال السابقة وقد تكون شيئًا جديدًا لم يسبق رسمه أو تطريزه، من أجل وضع بصمة خاصة لها في مجال هذا الفن الذي يعتبر جديدًا ومغايرًا عن الرسم التقليدي.

دلالات
المساهمون