عند الحديث عن أكبر ما يهدّد الوجود البشري، قد تتبادر إلى ذهنك الحرب النووية أو الاحترار العالمي أو انتشار وباء على نطاق واسع، لكن على افتراض أننا تمكّنا من تجاوز كل هذه التحديات، فهل سنكون آمنين فعلاً؟
توجد العديد من الكوارث الكونية التي يمكن أن تهدّد البشرية أو تمحوها نهائياً، بحسب ما نشره موقع "The Conversation".
الطاقة العالية للتوهّج الشمسي
الشمس ليست نجماً مسالماً كما يعتقد بعضهم، فهي تخلق حقولاً مغناطيسية قوية، بدورها تولّد البقع الشمسية، والتي تكون أحياناً أكبر من الأرض بمرات عدّة، وكذلك تبث عواصف من الجسيمات والإشعاعات التي تعرف باسم الرياح الشمسية.
وعندما تصبح هذه الرياح قوية يمكن أن تؤثّر على الاتصالات اللاسلكية أو التسبّب بانقطاع التيار الكهربائي.
عانت البشرية من عواصف شمسية في أوقات سابقة، وتسبّبت باضطرابات في الأجهزة الإلكترونية صغيرة القياس.
لكن خلال السنوات الأخيرة بدأ البشر بالاعتماد على الأجهزة الإلكترونية بشكل كامل، وهذا يعني أن التضرّر سيكون أكبر، وعلى الرغم من أن هذا قد لا يتسبّب بإبادة البشرية بشكل آني لكنه يمثّل تهديداً كبيراً، إذ لن يكون هناك كهرباء أو تدفئة أو تكييف أو نظام تحديد المواقع أو إنترنت، وكذلك سيتأثر الطعام والدواء بشكل كبير.
تأثير الكويكب
يعي البشر خطر الكويكبات التي يمكن أن تؤثر عليهم، إذ يُعتقد أنها ساهمت في انقراض الديناصورات، فالدراسات الأخيرة حذّرت من أن الصخور الفضائية الكبيرة يمكن أن تشكّل خطراً.
وفي حال اصطدمت بالأرض يمكن أن تدمّر البشرية من خلال التسبّب بالعديد من موجات المد العاتية والحرائق والكوارث.
التوسّع الشمسي
ستنتهي حياة الشمس خلال 7.72 مليارات سنة، وعند تلك النقطة ستلفظ غلافها الغازي لتشكيل سديم كوكبي سينتهي إلى بقايا نجم يعرف باسم "القزم الأبيض".
لكن البشرية لن تُعايش تلك المراحل النهائية، فكلما تقدّمت الشمس في العمر أصبحت أكثر برودة وأكبر حجماً، ومع الوقت ستُصبح نجماً عملاقاً، وسيكون ضخماً لدرجة ابتلاع كل من المريخ والزهرة.
على الرغم من أن الأرض في مرحلة آمنة الآن لكن مستقبلاً ستتعرّض لرياح شمسية قوية ستساهم في إبطائها، وفي غضون 7.59 مليارات سنة سيدور كوكبنا في الطبقات الخارجية لنجم عملاق ميت حيث سيتلاشى للأبد.
انفجار أشعة غاما
يمكن أن تنتج طاقة قوية جداً تسمّى انفجار أشعة غاما، من النجوم المنفجرة، وأنظمة النجوم الثنائية، وهي عبارة عن نجمين يدوران حول مركز مشترك.
وهذه الطاقة المتفجرّة تكون قوية جداً لأنها تكون متركّزة في حزمة ضيقة لا تدوم لأكثر من ثوانٍ أو دقائق، ويمكن لتلك الإشعاعات أن تضرّ أو تدمّر طبقة الأوزون المحيطة بالأرض.
النجوم المتحرّكة
عندما تقترب النجوم المتحركة في مجرتنا من الشمس التي نتبع لها، يمكن أن تتفاعل مع الصخور عند أطراف النظام الشمسي، وهذا هو مصدر المذنبات.
وهذا قد يقود إلى زيادة الفرصة لمذنبات ضخمة تضرب الأرض.
(العربي الجديد)