سلسلة تروي حكاية موسيقى الـ"هيب هوب" في نيويورك

20 اغسطس 2016
أطلقت السلسلة الجديدة قبل أيام (فيسبوك)
+ الخط -
بعد أشهر قليلة على انتهاء الموسم الأول، والوحيد لغاية الآن، من "فينيل"، الذي ابتكره السينمائي الأميركي مارتن سكورسيزي والمغني البريطاني مايك جاغر، لحساب HBO، أطلقت "نتفلكس" مسلسلاً جديداً بعنوان "The Get Down"، يدور في الفلك الموسيقيّ نفسه.

ويروي "فينيل" في تسع حلقات، والتي تبلغ كل منها 60 دقيقة، حكاية منتج موسيقيّ يُدعى ريتشي فينيسترا، يعيش أزمة منتصف العمر في سبعينيات القرن المنصرم، ويجد خلاصه في البحث عن فنانين جدد ذوي مواهب وأساليب مختلفة.

أما "The Get Down" الذي قال مسؤولو "نتفلكس" إن ميزانيته الإنتاجية تساوي 120 مليون دولار أميركي ما يعني أن المشروع هو الأغلى، إنتاجياً، في لائحة أعمالها، وتدور أحداثه في حي "برونكس" في نيويورك، في نهاية السبعينيات، مستكشفاً ولادة نمط موسيقي غنائي، سيحتلّ مكانة أساسية في المشهد الفني الأميركي، والدولي، هو الـ "هيب هوب".

فالنواة الجوهرية للحكاية لا تقف عند حيثيات ولادة هذه الأنواع الموسيقية ـ الغنائية فقط، إذْ ترتبط بوقائع اجتماعية واقتصادية ومالية وسياسية، تتعلّق بحيّ الـ "برونكس"، الذي تعرّض لنوع من التدمير العمراني والحياتي، بهدف تشييد معالم مدينية مختلفة، في تلك الفترة الزمنية، التي شهدت تحوّلات مختلفة في نيويورك وضواحيها، كما في المجتمع الأميركي برمّته.

ففي عام 1977، كانت تقيم في "برونكس"، الضاحية النيويوركية في شمال مانهاتن، غالبية كبيرة من العمّال الأفروأميركيين واللاتينيين (مهاجرون من بيورتو ريكو). لكن الحيّ كان يُشبه "ساحة حرب"، أبنية مدمّرة، وشوارع مهمَلة، ومتطلبات يومية شبه مفقودة، وفوضى استغلّها رجال العصابات وأصحاب الرساميل الكبيرة، لتحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة.

وهذا كلّه ناتجٌ من مشروع إقامة "طريق عام وسريع"، بدأ العمل عليه منذ الستينيات الفائتة، ما دفع عدداً من العائلات المنتمية إلى الطبقة الوسطى، وبعضها يعمل في حقل التجارة، إلى مغادرة المكان.

في تلك اللحظة، وفي الأمكنة هذه، نشأت أنواع موسيقية، يريد مشروع "نتفلكس" الإضاءة عليها، وعلى مساراتها الأولى، وعلى ما قبل ولادتها أيضاً. فالحلقة الأولى التي بُثَّت في 12 أغسطس/ آب الجاري، تُقدِّم الشخصيات الأساسية، المعنية مباشرة بالحدث، وتمرّ على الـ "ديسكو"، المسيطر على ثقافة الـ "هيب هوب"، التي كانت تكتسح المشهد العام، حينها.

بالإضافة إلى هذا، يتناول المسلسل حكايات لن تبقى هامشية، أو على جانب النواة الأصلية فهناك العصابات العاملة في الحيّ، والسياسيون الفاسدون، ورجال الأعمال ذوو الأفكار الرأسمالية الكبيرة، بالإضافة إلى أفراد العصابات، المتمثلين بالأطفال والمراهقين مشوّهي السمعة.



المساهمون