"البندقية" تستقبلكم بالسياحة المستدامة... بعد كورونا

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
02 يونيو 2020
257CEF99-7427-4EBD-A7A2-11047045D419
+ الخط -
لم تكن مدينة البندقية المعروفة باسم "عروس إيطاليا" بؤرة خوف من فيروس كورونا، فهي لم تسجل أرقاماً مخيفة، لكن، أسوة ببقية المدن، أغلقت المدينة الساحرة أبوابها بعد تسجيل عدد من الإصابات والوفيات في نطاقها، ودخلت في إغلاق تام منذ 9 مارس/آذار المنصرم.
لكن مع استعداد السلطات الإيطالية لفتح البلاد تدريجاً، ستعود البندقية لاستقبال زوارها، بخاصة من الدول الأوروبية، قبل أن تفتح المجال لبقية الدول.
لكن السياحة الجديدة، بحسب ماتيو سيكي، من "جمعية فينيسيا"، لن تكون كالسابق. فهو يقول: "بسبب كورونا، ستشهد السياحة تحولاً لم نشهده سابقاً، وسيكون عنوان المرحلة المقبلة السياحة المستدامة والتباعد الاجتماعي".
فإن كنتم تريدون زيارة البندقية بأمان والتعرّف على معالمها، إليكم هذه التجارب الحية، والنصائح المفيدة.

الرحلة الأجمل
كن مستعداً لأي شيء في البندقية، إنها ليست رحلة رومانسية وحسب، بل هي أيضاً رحلة تتميز بالمغامرات، والضحك. فالمدينة حقاً أشبه بعالم عائم، فهي تتكون من 117 جزيرة يرتبط بعضها ببعض بجسور وقنوات مائية.
يمكنك قضاء عطلة نهاية الأسبوع هناك لاستكشاف الجسور ومتاهة القنوات، والتوقف في المتاحف والحانات"، لكن قبل زيارة المدينة لا بُد من حجز غرفة فندقية مسبقاً، وأثناء وجودك فيها يمكنك تناول الطعام في قلب المدينة القديمة مزوّداً بأمتعة مريحة، لأن السير على الأقدام سيكون عنوان الرحلة، وكذلك الالتزام بالتباعد الاجتماعي.

التراث والآثار
تحتضن المدينة كثيراً من الأماكن التراثية؛ فالقصور، الكنائس، والمتاحف لا بُد من تخصيص وقت لزيارتها. يُعتبر "قصر دوجي" التاريخي أحد أجمل المباني التاريخية في أوروبا، وليس في إيطاليا فقط. فالقصر شهد العديد من الأحداث التاريخية كاستخدامه مقرا للحكومة أثناء الثورة وكان أيضاً مقراً لإقامة الدوق نفسه.
تحول القصر اليوم إلى متحف، ويقصده السياح لاكتشاف تصاميمه الفريدة وزخرافاته التي تعود إلى القرن السابع عشر.
كذا، يُنصج بزيارة كاتدرائية القديس مرقص التي لا تخلو من الاستمتاع بالفن الإيطالي القديم، وهي عبارة عن مبنى معماري راق صمد أمام اختبار الزمن منذ تأسيسه عام 1092. وفي كل جانب من جوانب هذه الكنيسة الرائعة، يكتشف السائح التفاصيل المزخرفة والمنحوتات، والأعمال الفنية، وصولاً إلى اللوحات الجدارية المرسومة والأعمال الفنية البيزنطية.

السياحة المائية
صحيح أن زيارة البندقية ترتبط في أذهاننا بالقوارب التي تجول بين أطراف المدينة وداخل الجزر. ولذا، فمن زارها لا بد وأنه خاض تجربة التاكسي المائي أو التجوال في القوارب المائية، وزيارة الجسور، وأبرزها جسر ريالتو، وهو ممر رائع على قنوات مدينة البندقية. يتميز الجسر بطابعه الحجري الذي يعود لأكثر من 400 سنة ولا يزال إلى اليوم يقدم أفضل عرض لغروب الشمس.
يربط الجسر بين منطقتي سان ماركو وسان بولو، ويمكن للزوار الاستمتاع أيضاً بالتسوق، في ظل وجود سلسلة من المتاجر على الجسر، والتي تبيع مجموعة من الأدوات من الهدايا التذكارية.
كذلك، تحتوي البندقية على مئات القنوات التي تربط بين مختلف الجزر، وأكبرها هي قناة غراندي، فهذه القناة الضخمة هي أشبه بنهر، يمكنكم عبورها باستخدام التاكسي المائي، والاستمتاع بالمباني الجميلة والمشاهد الساحرة.

إيطاليا والطعام
ورغم أن العديد من المطاعم أغلقت أبوابها في أرجاء البندقية في الفترة الماضية بسبب فصل الشتاء وانتشار وباء كورونا، لكن اليوم ومع بدء فتح البلاد، عادت المطاعم لتفتح أبوابها مجدداً وبحسب إرشدادات السلامة الجديدة. في البندقية، وبحسب ماتيو سيكي من جمعية فينيسيا  للترشيد السياحي"Venice"، فإن زيارة البندقية تتطلب منك زيارة مطعم "سكاليناتو" المتخصص بالمأكولات البحرية، وأبرزها الكالاماري، وبأسعار معقولة. ولمحبي الإكسبريسو الإيطالي، يستقبلكم مقهى فلوريان التي تأسست عام 1720، وهو واحد من أقدم المقاهي في العالم.
إلا أن زيارته تتطلب مبالغ مرتفعة، إذ يصل سعر الإكسبريسو 7 أضعاف التكلفة المعتادة، كما هناك تكلفة إضافية في حال تم تشغيل الموسيقى في المقهى. لذا، إذا كانت زيارة أقدم مقهى في العالم مدرجة في قائمة الأماكن الخاصة بك، عليك الانتباه إلى الفاتورة.

اقتصاد البندقية
لطالما عرفت البندقية بأنها واحدة من أبرز المناطق التجارية العالمية، خاصة التجارة البحرية، حيث كان أهلها يعملون في بيع الأسماك والأملاح، وتوسعت التجارة تدريجياً لتشكل العديد من السلع والمواد، وباتت حلقة وصل ما بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا منذ القرن الخامس عشر.
إلى اليوم، لا تزال البندقية معقل ورش السفن الصغيرة، والعمل الحرفية، إضافة إلى كونها تشتهر أيضاً بالمنسوجات الحريرية، والأثاث. إضافة إلى ذلك، تعتبر السياحة، قلب اقتصاد البندقية، حيث تم تطوير المؤسسات الفاخرة والفنادق، لاستقبال السياح الأجانب. وبحسب مكتب الإحصاءات الأوروبية، يقصد البندقية أكثر من مليوني سائح سنوياً،  يضخون ما لايقل عن مليار دولار.
تبقى البندقية من الأماكن السياحية ذات التكاليف المرتفعة أيضاً، إذ يحتاج السائح إلى ما لايقل عن الف دولار تقريباً، لتناول الطعام وشراء الهدايا التذكارية، والتجوال في المدينة. أما بالنسبة إلى أسعار الفنادق، فهي تختلف بحسب الفندق، ويمكن أن يصل سعر الغرفة إلى أكثر من 200 دولار في مواسم الذروة خاصة في قلب المدينة.
المساهمون