الأمم المتحدة: الفقر والتشرد يجتاحان العالم

12 يوليو 2014
+ الخط -

 
ملفات عديدة وشائكة تعمل الأمم المتحدة على إنجازها، تتعلق بالفقر، العوز، المرض والتشرد، هذه الملفات شكلت محور اهتمام قادة العالم، خاصة وأنها تتعرض لحقوق الانسان التي لطالما عملت الامم المتحدة على كفالتها وحمايتها.
وتناول تقرير الأهداف الانمائية للألفية 2014، الذي أصدرته الامم المتحدة أخيراً، ما تم إحرازه من تقدم في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في نهاية عام 2015 والتي تتعلق بالفقر والحقوق الديمقراطية، وبالرغم من الجهود المبذولة في هذا المجال، لا يزال ثلث سكان العالم يعيشون في الفقر المدقع، بأقل من 1.25 دولار يومياً، بالإضافة إلى ذلك، فإن الحروب والنزاعات في العالم رفعت من نسب المشردين والنازحين حول العالم بطريقة هائلة، حيث وصل عدد اللاجئين في عام 2013 الى 51 ميلون شخص.

الأهداف الإنمائية

أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في المنتدى السياسي رفيع المستوى الذي عقد في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، بالإنجازات التي تحققت حتى الآن في بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية.

واستند بان كي مون في كلمته إلى تقرير الأهداف الإنمائية للألفية لعام 2014، والذي أشار إلى تحسن معيشة الملايين من الأشخاص، بفضل تضافر الجهود العالمية والإقليمية والوطنية والمحلية من أجل تحقيق تلك الأهداف التي تشكل بدورها، ركيزة الخطة الإنمائية العالمية المقبلة.

لقد تضمنت الأهداف الإنمائية للألفية، ثمانية أهداف ومجموعة من الغايات المحددة الزمن والصالحة للقياس، تم إحراز تقدم مهم في تحقيق جميع الأهداف، وأنجزت بعض الغايات بالفعل قبل موعدها النهائي عام 2015، حسب بان كي مون.

ووفقاً لتقرير الأهداف الإنمائية للألفية، نجح العالم في تخفيض الفقر المدقع إلى نصف ما كان عليه، وتم تحسين معيشة سكان الأحياء الفقيرة وتحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم الابتدائي، وغيرها من الاهداف المنشودة، لكن الفقر والتشرد لايزالان يسجلان تحديات كبيرة ومهمة على الصعيد الانساني.

المشردون الجدد

أشار التقرير إلى أن عام 2013، تميز باستمرار أزمة اللاجئين المتعددة والتي أدت الى ارتفاع في الاعداد، لم يشاهد مثله منذ عام 1994، وخلال هذا العام، أجبرت النزاعات من قبيل تلك الجارية في جمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي والجمهورية العربية السورية، والمناطق الحدودية بين جنوب السودان والسودان، وغيرها، 32000 شخص يومياً، لترك منازلهم والتماس الحماية في أماكن أخرى.

وفي نهاية عام 2013، ضرب رقم قياسي بلغ 51 مليون شخص، من الذين أجبروا بالقوة على النزوح في مختلف أنحاء العالم، نتيجة للملاحقة والنزاع والعنف العام، ويدخل في عداد المشردين 16.7 مليون لاجئ، بينهم 11.7 مليون لاجئ دخلوا ضمن مسؤولية المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ويظهر التقرير ارتفاع نسب المشردين في العالم من عام 2003 الى عام 2013، بسبب الازمات التي عصفت بدول العالم خلال السنوات العشر الماضية.

الفقر المدقع

من جهة أخرى تناول التقرير حجم المعاناة التي يعيشها سكان الارض لارتفاع نسب الفقر المدقع، حيث أشار الى أنه في عام 1990، نصف سكان المناطق النامية كانوا يعيشون على أقل من 1.25 دولار في اليوم، وانخفض المعدل بحلول عام 2010 الى 22 في المئة، مما يعني أن العالم حقق الغاية المرجوة من الهدف الانمائي للالفية بخفض أعداد الفقراء، وقد هبط معظم الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع من 1.9 بليون شخص في عام 1990 الى 1.2 بليون شخص في عام 2010.

لكن التقرير أشار ايضاً، الى أنه وعلى الرغم من هذا الانجاز، إلا أن التقدم المحرز في مجال الحد من الفقر كان متبايناً، فبعض الدول في شرق آسيا وجنوب شرق آسيا حققت الغاية المتمثلة في خفض معدل الفقر المدقع الى النصف، الا أن منطقتي إفريقيا(جنوب الصحراء الكبرى)، وجنوب آسيا لا تزالان متخلفتين عن تحقيق الغايات المنشودة، ووفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي، فإن من غير المحتمل أن تتمكن إفريقيا(جنوب الصحراء الكبرى) من تحقيق هذه الغاية بحلول عام 2015.

وتنتمي الغالبية الساحقة من الذين يعيشون على أقل من 1.25 دولار في اليوم الى منطقتين هما: جنوب آسيا وإفريقيا (جنوب الصحراء الكبرى).

ففي عام 2010، يعيش ثلث سكان العالم في فقر مدقع، والبالغ عددهم 1.2 بليون شخص. في الهند وحدها، نسبة 35.5 في المئة من مجموع عدد الفقراء في العالم، أما الصين، وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته في مجال الحد من الفقر، فقد احتلت المرتبة الثانية بنسبة 32.9 في المئة، إذ يعيش نحو 13 في المئة من سكانها تحت خط الفقر المدقع.

واحتلت نيجيريا المركز الثالث بنسبة 12.8 في المئة، حيث يعيش نحو 9 في المئة من سكانها في الفقر، ثم بنغلاديش التي سجلت نسبة 8.9 في المئة من مجموع الفقراء في العالم، بواقع 5 في المئة من مجمل سكانها، وجمهورية الكونغو الديمقراطية التي حصلت على نسبة 5.2 في المئة، بالاضافة الى بلدان أخرى متفرقة، نالت نسبة 4.6 في المئة، وعليه فإن ثلث الذين يعيشون في فقر مدقع في العالم، كانوا يعيشون في عام 2010 في هذه البلدان الخمس.

وأرجع التقرير ارتفاع نسب الفقر المدقع، في العديد من الدول الى النزاعات المستمرة، وهشاشة الوضع الاقتصادي، مما يستلزم المزيد من الجهود الرامية الى تصميم وتنفيذ سياسات وبرامج ملائمة للتصدي للفقر.

 

 

 



غراف  
المساهمون