4 هواجس تشير إلى تزايد الخطر على الأمن الغذائي العالمي

16 مارس 2022
القمح يفرض سلسلة من الأزمات المترابطة (Getty)
+ الخط -

ارتفعت أسعار القمح بنسبة 40 في المئة منذ بداية الأسبوع الماضي، على وقع الحرب الروسية في أوكرانيا، فيما يشكل إنتاج موسكو وكييف نحو 14 بالمئة من الإنتاج العالمي وصادراتهما ثلث الصادرات العالمية.
ويستخدم 35 بالمئة من القمح العالمي لإنتاج العلف الحيواني لذلك من المتوقع ارتفاع أسعار منتجات الحيوانات. والذرة أيضاً تأثرت بسبب الحرب، لأن أوكرانيا واحدة من أكبر المصدرين لها في العالم.

ومن المتوقع أن يؤدي الصراع إلى ارتفاع أسعار بعض السلع مثل الخبز والمعكرونة والبسكويت، إضافة إلى أسعار السلع البديلة للقمح مثل الذرة.

وتسببت العملية الروسية ضد أوكرانيا التي انطلقت في 24 فبراير/ شباط، في ارتفاع سريع لأسعار السلع الزراعية المختلفة، مما ينذر بتضخم غذائي عالمي. فضلا عن أن إغلاق العديد من الموانئ في البحر الأسود وبحر آزوف، وارتفاع أسعار النقل، وتغيير بعض السفن مساراتها تجنباً لمناطق الحرب، يؤدي إلى تعميق المشكلة أكثر.

ويشير خبراء إلى احتمالية حدوث نقص حاد في زيت عباد الشمس وفول الصويا واستمرار ارتفاع أسعار السماد الزراعي.

ارتفاع أسعار القمح يرفع أسعار الخبز

وفي 4 مارس/ آذار الجاري وصل سعر القمح ببورصة شيكاغو التجارية إلى 12,9 دولارا للبوشل، محققاً أعلى سعر منذ 2008.

وأمس الثلاثاء، ارتفعت العقود الآجلة للقمح في شيكاغو بنسبة 5.5% إلى 11.565 دولاراً للبوشل (البوشل من القمح يساوي 27.2 كيلوغراماً). وكان القمح قد لامس بالفعل أعلى مستوى له على الإطلاق فوق 13 دولارًا في وقت سابق من هذا الشهر. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع إضافي في أسعار الغذاء على مستوى العالم.

وبدوره سيؤدي الارتفاع في أسعار القمح إلى ارتفاع كبير في أسعار الطحين والسلع المعتمدة عليه مثل الخبز والمعكرونة والبسكويت، إضافة إلى علف الحيوانات.

أوكرانيا وروسيا من أكبر موردي القمح عالميا

وتمتلك أوكرانيا رقعة زراعية تصل مساحتها إلى 32 مليون هكتار، إذ تغطي الأراضي الخصبة نحو 70 بالمئة من مساحتها.

وتصل نسبة الأراضي الصالحة للزراعة لديها إلى نحو ثلث إجمالي نظيرتها في الاتحاد الأوروبي. وتعد أوكرانيا من أكبر 10 دول مصدرة للحبوب في العالم.

ويشكل إنتاج روسيا وأوكرانيا من القمح حوالي 14 في المئة من الإنتاج العالمي وتمثل صادراتهما ثلث نظيرتها العالمية للقمح، وفي 2019 بلغت حصة البلدين من الصادرات العالمية حوالي 25 بالمئة.

وتعد روسيا أكبر مصدر في العالم للقمح وبلغت حصتها من الصادرات العالمية عام 2019 حوالي 18 بالمئة، بينما تعد أوكرانيا خامس أكبر مصدر للقمح في العالم ويُطلق عليها "سلة خبز أوروبا".

ارتفاع أسعار القمح يهدد منتجات اللحوم

من المتوقع أن يؤدي الارتفاع السريع في أسعار القمح بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا إلى زيادة الأسعار بالدول المستوردة للقمح وخاصة في آسيا وأفريقيا.

ووفقاً لبيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) فإن 50 بالمئة من القمح المستهلك في لبنان عام 2020، و22 بالمئة من القمح المستهلك في اليمن، و43 بالمئة من القمح المستهلك في ليبيا تم استيراده من أوكرانيا.

ويشير الخبراء إلى أن تراجع الإنتاج وحدوث مشاكل في النقل مثل تدمير الطرق بسبب الحرب يمكن أن يؤدي إلى حدوث "مجاعة قمح".

ويوضح الخبراء أن 35 بالمئة من إنتاج القمح في العالم يستخدم في إنتاج العلف الحيواني، ولذلك سيؤدي ارتفاع أسعار القمح وتراجع الإنتاج إلى زيادة في أسعار منتجات اللحوم والمنتجات الحيوانية.

ومن غير المتوقع أن يعاني الاتحاد الأوروبي من أزمة في عرض الغذاء بسبب الحرب، إلا أنه من المؤكد أن يعاني من زيادة في الأسعار تضاف إلى معاناته بسبب أزمة الطاقة.

لا يمكن معرفة متى سيتوقف الارتفاع

وقال كارستين فريتش، المحلل الاقتصادي بالبنك التجاري الألماني، إن أسعار القمح ارتفعت بنسبة 40 بالمئة منذ بداية الأسبوع الماضي، وإنه "لا يمكن توقع متى سيتوقف الارتفاع بسبب توقف حوالي 30 بالمئة من صادرات القمح العالمية".

وأضاف فريتش أن أوكرانيا أعلنت أنها ستغلق موانئها على البحر الأسود حتى انتهاء الهجوم الروسي، ولذلك لن يتم نقل شحنات القمح عبر البحر، وأنه من المحتمل أن تواجه روسيا أيضاً صعوبات في تصدير القمح وأن السفن ستتجنب المسارات التي تمر بمنطقة الأزمة.

وأشار إلى أن شركات التأمين ستطلب أسعاراً مرتفعة لقبول التأمين على الشحنات، كما أن شركات النقل لا تقبل بسهولة الشحنات التي ترسل من وإلى روسيا، ولذلك سيتجنب جميع المستوردين طلب القمح من روسيا.

وأوضح أن ارتفاع الأسعار بدأ يحد من الطلب، وأنه من المحتمل أن يتجه المستوردون إلى استيراد أنواع بديلة من الحبوب، مشيراً إلى أن أسعار الذرة ارتفعت حوالي 20 بالمئة منذ بداية الأسبوع الماضي.

وتابع: "الذرة أيضاً تأثرت بسبب الحرب، لأن أوكرانيا واحدة من أكبر المصدرين لها في العالم، كما أن خمس الصادرات العالمية من الذرة تأتي من منطقة البحر الأسود"، ولفت إلى أن استمرار الحرب سيصعب زراعة محصول العام المقبل.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون