مع انشغال الجميع بأجواء الفرح والاحتفال، يغتنم عدد من الشباب المغربي فرصة عيد الأضحى لتوفير قدر من المال يواجهون به تكاليف الحياة المتزايدة.
ويجتهد بعض الشباب في جمع جلود الأضاحي، وينخرط آخرون في شواء رؤوسها، بينما يساعد البعض الأسر في ذبح الأضاحي وتجهيز لحومها.
وبينما يقضي المحتفلون بـ"العيد الكبير" الوقت في الاستمتاع بتجمّعات الأصدقاء والأهل التي تعرف عند المغاربة بـ"اللمّة"، يضحّي هؤلاء الشباب بأوقات فرحهم طمعاً في فرحة أكبر يوفرها لهم رزق حلال.
ذبح الأضاحي
ويستثمر عدد من الشباب جهل كثير من الأسر بأسرار وتفاصيل ذبح الأضاحي وسلخ جلودها وتقطيع لحومها، فينشطون في هذا المجال الذي يمتد طوال أيام التشريق بعيد الأضحى.
ويشرع خبراء ذبح الأضاحي من الشباب في العمل عبر التنقل من منزل إلى آخر، عبر تفاهم مسبق مع الأسر، حتى ينتهي ذبح الأضاحي في الحي.
وبجانب الشباب، تفتح الجزارات أبوابها صباح العيد من أجل تقديم خدمات تقطيع الأضحية، حيث تزداد المنافسة جراء الازدحام الكثيف من أجل تقطيع جيد للأضحية.
وأفاد عدد من الأسر بأنهم استعادوا عبر هؤلاء الشباب خبراتهم وسرعتهم في عملية ذبح الأضاحي وسلخها.
وتختار أسر أخرى المسالخ البلدية بسبب توفيرها جميع التجهيزات الضرورية.
جمع الجلود
بمجرد انتهاء صلاة العيد إيذاناً بانطلاق عملية ذبح الأضاحي، ينخرط عدد من الشباب المغربي في جمع الجلود من أمام المنازل، مستعملين العربات أو الدراجات النارية ذات العجلات الثلاث.
وتعتبر عملية الجمع أولى مراحل صناعة الجلود، إذ إن العناية بتسلّمها دون عيوب بائنة يساعد هؤلاء الشباب في بيعها لتجار الجلود، حيث تحوز الجلود الجيدة رضا المصانع التي تدفع مقابلها مبلغاً مالياً جيداً.
ورغم المجهود الذي يبذله هؤلاء الشباب، إلا أن هناك مطالب بتقنين هذه العملية، خصوصاً أن عدداً كبيراً من هذه الجلود يكون مصيره الرمي في القمامة، ما يمثّل خسارة للاقتصاد والبيئة على حد سواء.
شيّ الرؤوس
بعد ساعات قلائل من انتهاء الأسر من ذبح الأضاحي، يُشعل العديد من شباب الأحياء الشعبية النار، في طقس يشير إلى بداية شيّ رؤوس الأضاحي، وسيقان الخراف التي يطلق عليها "الكرعين" في المغرب.
وتستعين الأسر بخدمات هؤلاء الشباب، خصوصاً أن أعمال العيد التي تستمر لأيام تكون مضنية للرجال والنساء وتأخذ الكثير من الوقت والجهد.
لإنجاز عملية الشواء، يُشعل الشباب النار باستعمال مخلّفات الخشب القديم، مع استعمال إطارات السيارات.
وينتقد نشطاء هذه العملية لأنها تساهم في تلوّث البيئة، حيث تتراكم مخلفات النيران في الأحياء، فضلاً عن الدخان الكثيف الذي ينبعث من مواقع الشواء.
(الأناضول)