يجد المواطن الجزائري صعوبات كبيرة هذه السنة في اقتناء أضحية العيد، بسبب الغلاء الفاحش الذي عرفه سوق المواشي في الأسابيع الماضية، والذي أرجعه التجار ومربو الماشية إلى عدة عوامل، على رأسها تضاعف أسعار الأعلاف.
وقال الحاج محمد بن مخلوف، وهو أحد كبار المربين من ولاية المدية، إن أزمة توفير العلف دفعت بالموالين (مربي الأغنام) إلى الدخول في مشاحنات وخلافات مع ملاك المطاحن للظفر بكمية من الأعلاف.
وأضاف لـ"العربي الجديد" في سوق الماشية المشهور بسيدي بوعزة ببلدية بورقيقة غرب العاصمة الجزائرية، أنه رغم الغلاء في الأسعار وتوفر الأكل على مستوى أماكن الرعي، إلا أن زملاءه وجدوا صعوبة كبيرة في التكفل بقطعان الماشية هذا العام.
ارتفاع أسعار الأعلاف
ولم يخف بن عائشة حمية، وهو مربي مواش من محافظة البليدة، معاناته هذا العام على عكس السنوات الماضية، حيث أكد تأثير غلاء الأعلاف التي قفزت بنسبة 30 بالمائة، الأمر الذي دفع به إلى رفع أسعار الأضحية لتعويض الخسارة الكبيرة التي تكبدها هذا العام.
وفي سوق "عمورة" بمنطقة جندل بمحافظة عين الدفلى، وهو أهم سوق في الغرب الجزائري، يلتقي المربون من مختلف المحافظات المشهورة بتربية الماشية، كالجلفة والمسيلة والأغواط والشلف، حيث يستقطب السوق الآلاف من المواطنين الراغبين في اقتناء أضحية العيد بسبب أسعارها المعقولة مقارنة بالأسواق الأخرى.
وبسبب ارتفاع الأسعار، لم يقم كثير من الجزائريين هذا العام بحجز أضاحيهم قبل العيد، كما كان يحدث سابقا، حيث يترقب كثير منهم انخفاضا في الأسعار، استنادا إلى وعود المسؤولين بفتح عدد معتبر من نقاط بيع لما يعرف بـ"أسواق الرحمة" على مستوى محافظات الوطن.
وفي هذا السياق، قال مختار حاج الطاهر، وهو أحد كبار المربين بمحافظة الشلف، إن هذا العام كانت استثنائيا بالنسبة له ولزملائه المربين بسبب التناقضات والوضعية غير المستقرة، فبعد استبشارهم بسقوط كمية كبيرة من الأمطار هذه السنة، وتوافر أماكن للرعي نوعا ما على عكس السنة الماضية، فوجئوا بتضاعف أسعار الأعلاف والتبن الحر والأدوية.
وارتفعت أسعار الأضاحي هذا العام وفقا لتجار بنسب تراوحت بين 40 إلى 50% مقارنة بالعام السابق، حيث تراوحت الأسعار بين 500 و800 دولار بالنسبة للأضاحي العادية، ووصلت إلى 1000 دولار بالنسبة للأضاحي الكبيرة الممتازة.
شكاوى المواطنين
وأدى التضخم وتراجع قيمة الدينار إلى ضعف إقبال المواطنين على شراء الأضاحي، حيث يقول نصر الدين تسوري، الموظف بمديرية النقل بمحافظة تيبازة، إنه رجع خاوي اليدين في زيارته للسوق بعد أن فوجئ بالأسعار.
وأضاف تسوري أنه سينتظر لأيام أو يضطر إلى شراء أنثى الخروف كبديل حتمي، فيما قال صديقه المتقاعد جيلالي خيال إن "هذا العام استثنائي حقيقة"، مشيرا إلى أنه قد يضطر إلى "عدم اقتناء الأضحية نظرا لارتفاع الأسعار أو الاستدانة للقيام بواجبي الديني".
وإضافة إلى ارتفاع الأسعار، فقد بدأ بعض المواطنين يتخوفون مما يسمى "التسمين الاصطناعي"، والذي يلجأ إليه بعض المربين لتسمين ماشيتهم بأعلاف مضاف إليها مواد كيميائية تسرع تضخيم حجم الخروف لتحقيق أرباح على حساب صحة المواطنين.