تجاوزت القيمة السوقية لشركة ألفابيت، الكيان الأم لمحرك البحث الشهير غوغل، تريليون دولار، لتصبح رابع الشركات الأميركية، بعد آبل ومايكروسوفت وأمازون، تصل إلى هذه القيمة، وذلك بالرغم من اتهامات الاحتكار التي تواجهها في مناطق مختلفة من العالم.
واستغل سهم ألفابيت قوة الدفع التي حصل عليها بعد تجاوز علامة التريليون دولار، ليكمل مكاسبه في تعاملات أمس الجمعة، آخر أيام الأسبوع الماضي، ويغلق على ارتفاع بأكثر من 2 في المائة، عند سعر 1479.52 دولاراً، لتتجاوز مكاسبه بعد مضي اثني عشر يوم عمل فقط من شهر يناير/كانون الثاني الجاري نسبة 10 بالمائة من سعره في بداية العام، و35 بالمائة من سعره قبل عام واحد فقط.
وارتفعت أسهم شركات قطاع التكنولوجيا الأخرى، كما أغلب الأسهم الأميركية، بفعل تفاؤل المستثمرين بشأن اتفاق المرحلة الأولي التجاري بين الولايات المتحدة والصين، الذي تم توقيعه رسمياً منتصف الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى نتائج أعمال الشركات القوية في الربع الأخير من 2019، التي تم الإعلان عنها، وأظهرت تحقيق أرباح مرتفعة.
وبينما حقق مؤشر "اس آند بي 500" للأسهم الأميركية مستويات قياسية جديدة في كل يوم من أيام التداول الثمانية الأخيرة، وحقق مؤشر ناسداك، الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا مستويات قياسية في ثمانية من أيام التعامل التسعة الأخيرة، اكتفى مؤشر داو جونز الصناعي بتحقيق المستويات القياسية في آخر أربعة أيام فقط.
وبسعر آخر تعاملات يوم الجمعة، بلغ مضاعف الربحية لسهم ألفابيت أكثر من 31 ضعفاً (أي أن السعر يساوي أكثر من 31 مرة نصيب السهم من ربحية الشركة في العام الماضي)، وهو قريب من متوسط مستواه في السنوات العشر الأخيرة، ومن نظيره لسهم مايكروسوفت، لكن أعلى من نظيره لسهم آبل، أكبر شركة أميركية بقيمة سوقية تقترب من 1.4 تريليون دولار، والبالغ 26.5 ضعفاً، وأيضاً أعلى من متوسطه لأسهم مؤشر اس آند بي 500 والبالغ 22 ضعفاً. وكلما زاد المضاعف، كان ذلك دليلاً على توقع المستثمرين تحقيق الشركة أرباحاً أعلى خلال السنة القادمة.
واعتبر بيث كينديج، المحلل المستقل لأسهم قطاع التكنولوجيا في سان فرانسيسكو أن "السوق غير عقلاني في الوقت الحالي فيما يخص تقييم الأسهم"، لكنها ما تزال الاختيار الأفضل لاستثمار الأموال، مقارنة بالأصول الأخرى.
وأضاف كينديج "لا أعتقد أن المستثمرين يتحرّون الدقة فيما يضعون أموالهم فيه، حيث إن الأرباح تكاد تكون ثابتة، بينما تسجل الأسهم مستويات قياسية كل يوم، وهو ما يعني أنهم يدفعون أسعاراً أعلى من القيمة الحقيقية كل يوم في تلك الأسهم".
وفي حين احتاجت آبل لما يقرب من ثلاثة عقود، واحتاجت مايكروسوفت لما يقرب من عقدين ونصف، واحتاجت أمازون لأكثر من عقدين، بعد طرحها للاكتتاب العام لتتجاوز قيمتها السوقية التريليون دولار، لم يتطلب الأمر من غوغل، أو وريثتها ألفابيت، سوى عقد ونصف، لكي تلحق الشركة بقطار التريليون دولار، الذي غادرته أمازون بعد ملامسة سريعة، ولم تكمل به ليلة واحدة.
وبينما تعرضت الشركات الأربع، ضمن العشرات من شركات التكنولوجيا الأميركية لتحقيقات مكثفة في نحو عشرين ولاية أميركية، خلال الربع الأخير من العام الماضي، بالإضافة إلى تحقيقات وزارة العدل والكونغرس ولجنة التجارة الفيدرالية التي سبقتها، على خلفية محاولاتها استخدام منصاتها للحد من المنافسة والسيطرة على الأسواق، استمرت أسهم تلك الشركات في تحقيق المكاسب الهائلة، خاصة في الفترة الأخيرة، التي صعدت فيها شركات وادي السيليكون إلى صدارة الاقتصاد العالمي، مقتحمةً مجالات جديدة عليها، مثل الخدمات المصرفية والتكنولوجيا المالية والنقل.
وعلى الرغم من المخاوف المتعلقة بضعف الرقابة على أنشطتها، وغياب التنظيم اللازم لعملياتها، ازداد إقبال المستثمرين والمستهلكين على شراء أسهم ومنتجات أكبر شركات التكنولوجيا، الأمر الذي أوضح تفضيلهم للشركات التي تعمل على تحسين مبيعاتها بشكل مطرد، في عالم يتميز بالنمو الاقتصادي الضعيف وانخفاض معدلات الفائدة. وحالياً تشكل الشركات الأربع، ومعها فيسبوك، ما يقرب من 19 في المائة من قيمة مؤشر "اس آند بي 500" للأسهم الأميركية.
وانتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أكثر من مناسبة العام الماضي، شركات التكنولوجيا الكبرى، مؤكداً، من دون دليل، أن شركات مثل غوغل وفيسبوك منحازة ضده وضد السياسيين المحافظين. وهاجم ترامب فرنسا على خلفية الضرائب التي فرضتها مؤخراً بنسبة 3 في المائة على خدمات التكنولوجيا المقدمة على أراضيها، مؤكداً أنه "يكره تلك الشركات"، لكنه في نفس الوقت "ملتزم بالدفاع عنها باعتبارها شركات أميركية".