"زحف" المعطّلين بالأردن... عشرات الكيلومترات سيراً على الأقدام للمطالبة بالوظائف

21 فبراير 2019
جانب من مسيرات الشباب نحو العاصمة (فيسبوك)
+ الخط -
أصبحت "مسيرات الزحف" من المحافظات الأردنية سيراً على الأقدام باتجاه العاصمة عمان، سبيل المعطّلين عن العمل، للمطالبة بتوفير فرص وظيفية، في وقت ارتفعت فيه البطالة إلى 18.6 في المائة العام الماضي، وفقاً لدائرة الإحصاءات العامّة الحكومية.

ولم ينحصر انطلاق المسيرات ببعض محافظات الجنوب التي افتتحت هذه التحركات الاعتراضية، إذ انضمت مدن شمال البلاد وخاصة محافظة إربد، ثانية كبرى المدن الأردنية.

وتزيد المسافة التي يقطعها البعض عن 350 كيلومتراً وصولاً إلى العاصمة، حيث يطالب المشاركون بمقابلة الملك عبد الله الثاني ورئيس الحكومة، لوضعهما في صورة أوضاعهم المعيشية، والاعتراض على عدم تحقيق العدالة في التوظيف وخاصة في الجهاز الحكومي.

وبحسب بيانات ديوان الخدمة المدنية، فإن عدد المتقدمين للتنافس على الوظائف الحكومية تجاوز 370 ألفاً، فيما الوظائف المستحدثة في الجهاز الحكومي متواضعة جداً، وتوجه بشكل خاص إلى وزارتي الصحّة والتربية والتعليم.
وتعرضت الحكومة الأردنية لانتقادات حادّة من أعضاء في مجلس النواب ومؤسسات المجتمع المدني ومواطنين، لعدم تعاطيها بالشكل المناسب مع حلّ مشكلة البطالة التي تتفاقم في البلاد.

الدكتور فلاح العريني، وعائلته المكونة من 12 شخصاً، بدأوا مسيرتهم على الأقدام من قرية غرندل بمحافظة الطفيلة (200 كم جنوب العاصمة)، وذلك بداية الأسبوع الماضي باتجاه الديوان الملكي في عمان، للمطالبة بإنصافه وتعيينه مدرساً جامعياً.

وقال العريني إنه بسبب تساقط الأمطار استقر وعائلته في خيمة أقامها له أبناء عشائر الحجايا، بعد يومين من سيرهم على الأقدام، وبعدما قطعوا مسافة 50 كيلومتراً خلال يومين ونصف، وسيواصل مسيره حتى الوصول إلى العاصمة.

وتحولت قصة العريني إلى قضية رأي عام وأصبحت تتداول على نطاق واسع في الأردن، ما دفع بوزارة التعليم العالي أخيراً، إلى متابعة طلب توظيف كان قد تقدم به إلى جامعة الحسين في محافظة معان قبل شهر، بناءً على إعلان طرحته الجامعة.
وعلى خطى العريني، قام نحو 90 شاباً من محافظة العقبة (أقصى جنوب الأردن) بالسير إلى العاصمة، لافتين إلى عدم وجود آذان صاغية لمعاناتهم بسبب البطالة.

كما يواصل المعطلون عن العمل من محافظة إربد مسيرتهم باتجاه الديوان الملكي، وقال المتحدث باسم المسيرة عاصم الدقامسة إنهم وصلوا إلى مشارف منطقة صويلح شمال العاصمة، وإنهم اقتربوا من الوصول إلى الديوان.

كذا، أعلن شباب محافظة عجلون ومدينة الرمثا، نيّتهم تنظيم مسيرات مماثلة باتجاه الديوان الملكي.

ولفت رئيس المرصد العمالي الأردني أحمد عوض لـ "العربي الجديد"، إلى أن ارتفاع البطالة ينذر بمخاطر اجتماعية، معتبراً أن هذه المسيرات هي تعبير صريح عن معاناة المعطلين عن العمل، وخاصة من فئة الشباب الذين أفنوا حياتهم في التحصيل العلمي، ليصطدموا بغياب العدالة في التعيينات الحكومية وحتى في القطاع الخاص.

واعتبر أن التعاطي مع الحالات الاعتراضية التي يقوم بها الشباب يجب ألا ينحصر بإصدار البيانات، "فهذه التحركات تستدعي التوقف عندها ومعالجة مطالبها".
المساهمون