الكوليرا تنعش مبيعات المياه المعدنية في الجزائر

26 اغسطس 2018
الخوف من الكوليرا يزيد الإقبال على المياه المعبأة (Getty)
+ الخط -

انتعشت مبيعات المياه المعدنية في الجزائر، خلال الفترة الأخيرة، بسبب عودة داء الكوليرا الذي دفع الجزائريين إلى التوقف عن الشرب من شبكة المياه العامة خوفاً من انتقال العدوى إليهم. 

وفي الجزائر العاصمة ثاني أكثر المحافظات تسجيلا لحالات الإصابة بداء الكوليرا، بات من الصعب إيجاد المياه المعدنية التي ارتفعت أسعارها بأكثر من 100% في المحلات والمجمعات التجارية الكبرى، إذ أعلن معظمها نفاد مخزونها خلال اليومين الماضيين، ما جعل التجار يدخلون في سباق من أجل توفير كميات تغطي الطلب المرتفع.

يؤكد صاحب محل لبيع المواد الغذائية في مدينة "الدويرة" في الضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية، محي الدين عمروش، لـ"العربي الجديد" أن "الإقبال على شراء المياه المعدنية ارتفع في الأيام الخمسة الأخيرة بعد إعلان وزارة الصحة الجزائرية وجود إصابات بداء الكوليرا" وقال: "عادة كنت أقتني حمولة شاحنة مياه معدنية مرة كل أسبوع، والآن وفي ظرف 72 ساعة اشتريت حمولة شاحنتين".

وقال عمروش في حديث مع "العربي الجديد" إن "التجار باتوا يتوسلون للموزعين لمضاعفة حصتهم، ومنهم من يزايد في السعر حتى يقتني كميات أكبر".

ورغم تأكيد وزارة الصحة أن مصدر داء الكوليرا يعود إلى استعمال آبار عشوائية، بالإضافة إلى طمأنة وزارة الموارد المائية بخلو مياه الصنابير من الوباء، إلا أن الجزائريين سارعوا إلى اقتناء المياه المعبأة.


وفي السياق، قال المواطن أحمد تاج الدين إنه "فوجئ بعدم وجود المياه المعدنية في محلات المنطقة التي يسكن بها منذ الخميس الماضي، واضطر إلى التنقل إلى مجمع تجاري بعيد لشراء 6 قوارير".

وأضاف تاج الدين لـ"العربي الجديد" أنه "لا يثق في خطاب الحكومة كباقي الجزائريين، وبالتالي لن أشرب من مياه الصنبور على الأقل في الوقت الراهن".

وتنشط في الجزائر عشر علامات للمياه المعدنية، تمون سوقاً يبلغ فيه الطلب السنوي قرابة مليار لتر سنويا، بحسب جمعية منتجي العصائر والمياه المعدنية. ويقدر سعر قارورة الماء الواحدة سعة 1.5 لتر واسعة الاستهلاك بـ 25 دينارا (20 سنتا) مهما كان النوع، إلا أن هذا السعر سرعان ما تم تحطيمه بعد ارتفاع الطلب، ودخول الوسطاء في المعادلة.

ويؤكد نائب رئيس جمعية منتجي العصائر والمياه المعدنية عمار مزيان "تسجيل ارتفاع في أسعار المياه المعدنية، إذ بلغ سعر القارورة يوم السبت الماضي 60 دينارا (50 سنتا)، وذلك في العاصمة ومحافظة البليدة وتيبازة".

وأرجع المتحدث نفسه في اتصال مع "العربي الجديد" الزيادة "إلى جشع تجار وموزعين". وكشف مزيان أن "الجمعية أرسلت مراقبين للمحلات وستبلغ مصالح وزارة التجارة بالتجار الجشعين لاتخاذ الإجراءات اللازمة".
المساهمون