مسؤول روسي: استخدام الدولار كأداة ضغط سيُنتج عملة عالمية بديلة

15 اغسطس 2018
ضغوط إضافية على العملة الروسية من واشنطن (Getty)
+ الخط -
فيما كان الروبل الروسي يهبط عصر اليوم الأربعاء، مواصلاً مساراً نزولياً بفعل الضغوط الأميركية، ومسجلاً 67.5 أمام الدولار، بحسب بيانات "رويترز"، لوّح رئيس لجنة الأسواق المالية في مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب)، أناتولي أكساكوف، بأن استخدام الدولار الأميركي للضغط على دول أخرى، سيؤدي إلى خلق عملة عالمية بديلة.

وأوضح أكساكوف، في حديث مع "الأناضول"، أن الدولار اكتسب وضعه كـ"عملة عالمية" في 1944، عندما انخفضت قيمة العملات الوطنية للعديد من البلدان بسبب الحرب العالمية الثانية (1939-1945).

وأضاف أكساكوف، أن هذا، أدى إلى مزيد من المدفوعات بالدولار وهيمنته في المعاملات التجارية، "لكن اليوم الإدارة الأميركية تفعل كل شيء، يؤدي إلى خلق عملة عالمية جديدة"، مردفاً أن "المزيد والمزيد من البلدان، تدرس المعاملات بالعملات الوطنية".

وتابع أنه "في غضون ذلك، تناقش دول كتلة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، التي يبدو أن تركيا مهتمة بالانضمام إليها، إمكانية خلق عملة جديدة للمدفوعات داخلها".

وقال المسؤول الروسي، إن عملة "بريكس" ستحظى بفرص جيدة، لأن الكتلة تضم نصف سكان العالم، و30% من صناعة العالم، و40% من الزراعة في العالم، إضافة إلى أكبر مخزونات من الموارد الطبيعية، موضحاً أن "عملية إتمام عملة عالمية بديلة، يمكن أن تكتمل في غضون 5 سنوات".

وسيعتمد أمر إتمام عملة جديدة على واشنطن، "فكلما زاد استخدام الولايات المتحدة للدولار لممارسة الضغط، كلما زاد الحافز لدى الدول الأخرى أن تسعى لإيجاد بديل للدولار"، بحسب المسؤول الروسي، معتبراً أن "العديد من الدول رفضت بالفعل الدولار".

وأشار إلى أن "الصين بدأت في شراء النفط باستخدام اليوان، وسحبت تركيا ودائعها من الذهب من الولايات المتحدة، وخفضت روسيا استثماراتها في الديون الحكومية الأميركية".

وأضاف "بمجرد ظهور العملة العالمية البديلة، سيفقد الدولار أهميته، ويكلفه نصف قيمته الحالية، ومع خسارة قيمة الدولار، ستفقد الولايات المتحدة نفوذها".

وفي الوقت الحالي، يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، نحو 20 تريليون دولار، بما في ذلك 5 تريليونات دولار من الدخل الحقيقي، بينما يأتي 15 تريليون دولار من دول أخرى باستخدام الدولار، حسب المسؤول الروسي.

وأضاف أن "علينا التفكير فيما سيحدث للولايات المتحدة إذا خسرت 15 تريليون دولار أميركي".
وفي السياق نفسه، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما، ليونيد سلوتسكي، للأناضول، إن "روسيا تقف إلى جانب تركيا في أي موقف صعب"، مضيفاً: "نحن هنا، مع أصدقائنا الأتراك، سعداء لرؤية أن الليرة بدأت تتعافى من الصدمة الأولى".

وأضاف أن "روسيا تلقت صدمة مماثلة عندما انخفضت قيمة الروبل بشكل حاد في 2014، لكنها لم تكن نهاية الحياة".

كما نوّه سلوتسكي، بأن "تركيا لديها كل الموارد الضرورية، فلديها الإرادة السياسية، والقوة الفكرية للتعامل مع هذا التحدي، تركيا ليست دولة يمكن قمعها من خلال مهاجمة قيمة عملتها الوطنية".


المساهمون