مستثمرو البرازيل يؤيدون بولسونارو في الانتخابات الرئاسية

22 أكتوبر 2018
بولسونارو نجح خلال حملته في كسب ثقة الأسواق(فرانس برس)
+ الخط -
ينحاز مستثمرو البرازيل إلى جانب مرشح اليمين جايير بولسونارو حتى في ظل برنامج خصخصة مبهم، حيث يعولون على وعوده الاقتصادية أكثر من منافسه اليساري فرناندو حداد في انتخابات الرئاسة.
وتقلبت بورصة البرازيل صعوداً وهبوطاً على وقع تصريحات مرشح اليمين المتطرف بشأن كيفية إنعاش اقتصاد أكبر بلد في أميركا الجنوبية ونموها الضعيف بعد سنتين من الكساد التاريخي في سنتي 2015 و2016.

ونجح خلال الحملة في كسب ثقة الأسواق بفضل مستشاره الاقتصادي صاحب العقيدة الليبرالية باول غويديس، الذي يتوقع أن يصبح وزيراً "قوياً" في فريقه في حال فوزه في انتخابات الإعادة يوم الأحد المقبل 28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والذي وعد بتعديل العقيدة الحمائية البرازيلية التقليدية.
ولكن التدابير التي يريد اعتمادها غويديس الراغب في خصخصة المؤسسات لتخفيف الدين العام تتجاوز ما يقول بولسونارو إنه مستعد للقبول به، بعد أن ظل طيلة 27 عاماً كنائب في مجلس النواب يدافع عن المؤسسات الحكومية.


وأعلن بولسونارو، الذي يتوقع فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات، أنه لن يخصص الأنشطة الرئيسية في شركتي الطاقة الحكوميتين الكبيرتين "بتروبراس" للنفط والغاز، و"إلكتروبراس" للكهرباء.
وهاجم بشكل خاص المستثمرين "الأجانب" الذين اتهمهم بأنهم يريدون "شراء البرازيل" ملمحاً بشكل خاص إلى الصين، وفي اليوم التالي، تراجع سهم "إلكتروبراس" قرابة 10% في بورصة ساو باولو.

تقول ليزا فيسيدي، خبيرة شؤون أميركا اللاتينية في مؤسسة "ذي ديالوغ" (الحوار) الأميركية: "إن تسويف بولسونارو حول الخصخصة ربما يعكس افتقاره إلى الخبرة (الاقتصادية)، وعدم وجود موقف واضح لديه بشأن سياسة الطاقة، وميوله الشعبوية".
وتضيف أنه من الواضح بالنسبة إليها أن "بولسونارو سيتبع سياسة عامة تقوم على فتح قطاعي النفط والكهرباء أمام الاستثمارات الخاصة". وهو موقف يجعله محبذاً لدى المستثمرين على منافسه اليساري فرناندو حداد مرشح حزب العمال بزعامة ايناسيو لولا دا سيلفا الذي يريد تفادي مزيد من الخصخصة ويدافع عن مشاركة أكبر للدولة في رأسمال بتروبراس التي تبلغ مديونيتها 70 مليار ريال (16 مليار يورو).

تغيير جذري

وتضيف روبرتا براغا من المركز الأطلسي وهو معهد فكري مقره كذلك في الولايات المتحدة، أن عقيدة باولو غويديس "ستعني إدخال تغيير كبير إن لم يكن جذرياً بالنسبة إلى البرازيل إذا وضعت موضع التنفيذ"، وحتى إذا لم يتم تنفيذها، "من المرجح أن نشهد مجموعة من السياسات الملائمة" للمستثمرين إذا كان الهدف هو تخفيض ديون بتروبراس".
وعلى العكس من ذلك، تقول المحللة إن "برنامج حداد الاقتصادي الذي ما زال غامضاً يثير القلق بين المستثمرين الذين يتساءلون عما إذا كان يمكنه أن يقود البرازيل باتجاه تحسين قدرتها التنافسية"، وهم قلقون بشأن مشروع يهدف إلى مواصلة التدابير التي اتخذها الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لإبقاء هذه الشركات في عهدة الدولة.

وتحتل البرازيل المرتبة 153 على لائحة تضم 180 دولة في ما يتعلق بحرية تنظيم المشاريع التجارية، بحسب تصنيف سنوي لمؤسسة "هيريتيج فاونديشن" الفكرية الأميركية. وهي تشغل من حيث القدرة التنافسية المرتبة 72 من 137 خلف جنوب أفريقيا وتركيا، وفق المنتدى الاقتصادي العالمي.
وبشكل عام، يعتزم بولسونارو مواصلة الخصخصة التي بدأها الرئيس المنتهية ولايته اليميني الوسطي ميشال تامر، إلا أن المرشح اليميني المتطرف، الذي حصل على 59% من نوايا التصويت وفقاً لآخر استطلاعات الرأي، قال إنه "لا يمكن خصخصة ما هو استراتيجي"، وعنى بذلك على وجه الخصوص البنوك العامة التي لن تُطرح للبيع.

أما بالنسبة إلى القطاعات الأخرى، فاقترح صيغة "الأسهم التفضيلية" التي من شأنها أن تسمح للحكومة بالمحافظة على سيطرتها على الشركات حتى بحصة متدنية. وتقول فيسيدي إن "المستثمرين يتابعون الوضع من كثب. الأمر المؤكد أنه في ظل بولسونارو لن تعود البرازيل إلى الاستراتيجية الوطنية لإدارة الموارد التي اعتمدها لولا والتي سيدافع عنها حداد بالتأكيد إذا أصبح رئيساً".

(فرانس برس)
المساهمون