البضائع القطرية تكسر الحصار... وتركيا مستعدة لتزويد الدوحة بالسلع

08 يونيو 2017
حركة طبيعية بالأسواق القطرية (Getty)
+ الخط -
واصلت قطر جهودها لمواجهة أية تداعيات محتملة لمقاطعة السعودية والإمارات والبحرين على الأسواق القطرية، وركّزت الجهود الحكومية على محورين: الأول تنويع مصادر الاستيراد والثاني تشجيع الإنتاج المحلي.
وعقب إعلان بعض الدول إغلاق المنافذ الجوية والبرية والبحرية، شهدت الأسواق تفاعلاً متصاعداً من السكان القطريين والمقيمين مع مبادرة "منتج وطني"، التي أعلنت عنها وزارة الاقتصاد والتجارة الأسبوع الماضي، لدعم الإنتاج المحلي، من مختلف السلع، إذ أكد المستهلكون على جودة السلع المحلية وتنافسية أسعارها مع السلع المستوردة. كما أطلق مغردون قطريون ومقيمون وسم "ادعم المنتجات القطرية" رداً على أزمة المقاطعة.
وكانت وزارة الاقتصاد أكدت في تقرير سابق، أن الإنتاج المحلي يكفي لتلبية الاحتياجات في العديد من المواد الغذائية والخضراوات والفواكه، وأوضحت أن الإنتاج المحلي من الأسماك يكفي أكثر من 80% من احتياجات البلاد على سبيل المثال، كما تنتج قطر نحو 30 ألف طن من التمور سنوياً.
وقالت وزارة الاقتصاد، أول من أمس، إن الاستيراد مستمر وطبيعي لجميع السلع الغذائية من مصادر ودول مختلفة، مشيرة إلى أن أسعار السلع لم تتأثر جراء التطورات الأخيرة التي حصلت بالمنطقة بسبب تثبيت أسعار الكثير من السلع الغذائية والاستهلاكية.
وفي الوقت الذي بدأت فيه عشرات الشركات القطرية في استحداث مصادر استيرادية بديلة، في آسيا وأوروبا، تجري قطر محادثات مع إيران وتركيا لتدبير إمدادات الغذاء، حسب رويترز. وقال مسؤول حكومي قطري لـ "العربي الجديد"، مشترطاً عدم نشر اسمه، أمس، "نجري محادثات مع تركيا وإيران ودول أخرى"، مضيفاً أن الخطوط الجوية القطرية ستتولى نقل الإمدادات. وأوضح أن الحكومة لديها احتياطيات غذائية استراتيجية ضخمة في الدوحة. وكانت غرفة تجارة وصناعة قطر أكدت، أول من أمس، أن المخزون الاستراتيجي من السلع يكفي لأكثر من 12 شهراً، مشيرة إلى وجود بدائل استيرادية عديدة في آسيا وأوروبا.
ومن جانبها، أعربت تركيا عن استعدادها لتزويد قطر باحتياجاتها من السلع. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إن "بلاده ترى أن العقوبات المفروضة على دولة قطر من قبل بعض البلدان العربية ليست صائبة".
وفي هذا السياق، يقول المحلل التركي، يوسف كاتب أوغلو لـ "العربي الجديد" إن "تركيا أعلنت التزامها بتأمين احتياجات قطر من المنتجات الصناعية والزراعية". وأضاف أن "الأجواء التركية أيضاً مفتوحة أمام الطيران القطري".
ويشير أوغلو إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري مع قطر إلى مليار و720 مليون دولار، مع توقعات بتصاعد حجم هذا التبادل في ظل التعاون المتنامي بين البلدين، ليتعدى ملياري دولار. وحسب إحصائيات رسمية، يبلغ حجم الاستثمارات التركية العاملة في قطر نحو 11.6 مليار دولار، وتحتل الاستثمارات القطرية في تركيا المرتبة الثانية من حيث حجمها وتبلغ نحو 20 مليار دولار.
ويقول المحلل التركي، أوكتاي يلماظ: "تركيا ليست شريكاً جديداً لقطر، بل هناك علاقات متنامية عمرها أكثر من عشرة أعوام". وأكد يلماظ في حديثه لـ"العربي الجديد" عن استعداد بلاده لسد جميع احتياجات السوق القطرية، من المواد الغذائية والدوائية التي كانت تستوردها من دول الجوار.
المساهمون