جمهورية السودان الخليجية؟

13 ابريل 2017
خلال زيارة الرئيس عمر البشير السابقة للكويت(عوض عوض/فرانس برس)
+ الخط -




شهدت الفترة الأخيرة تقارباً شديداً في العلاقات السودانية الخليجية، تقارباً دفع صحيفة "النيلين" ووسائل إعلام سودانية أخرى لأن تؤكد، أمس الأربعاء، أن تجهيزات تجري لبحث الإجراءات المطلوبة لانضمام السودان لدول الخليج، ولتؤكد أيضاً أن اقتراح ضم السودان لدول مجلس التعاون جاء بمبادرة من دولة خليجية.

بل وتذهب وسائل الإعلام إلى أبعد من ذلك حينما تؤكد موافقة أغلب دول الخليج على اقتراح ضم السودان لها، وتصف الخطوة بأنها الأولى من نوعها، حيث لم يسبق لأي دولة من خارج مجلس التعاون الخليجي الانضمام لهذا التجمع السياسي والاقتصادي.

وربما تستند وسائل الإعلام السودانية في ذلك التخمين لعدة مؤشرات أبرزها الحوار الذي أجرته صحيفة عكاظ السعودية مع الرئيس عمر البشير، الشهر الماضي، وأعرب فيه عن تمنيه بانضمام بلاده إلى دول الخليج قائلا: "والله نحن في السودان نتمنى ذلك، وفكرنا في ذلك، وعلاقتنا ممتازة مع كل قادة دول الخليج، بلا استثناء، ومع الشعوب الخليجية كذلك".

كما أن التقارب بين الجانبين يمكن ملاحظته بسهولة في احتفاء الخليج بالزيارة التي قام بها الرئيس السوداني هذا الأسبوع إلى الكويت والبحرين، كما يمكن ملاحظته في تصريحات البشير، أمس، والتي أكد فيها تلقي السودان موافقات من دول الخليج للتوقيع على اتفاق للشراكة الاستراتيجية بين الطرفين.

أيضا ما كشفه وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، يوم الثلاثاء الماضي، يصب في هذا الاتجاه، حيث كشف عن اتفاق لشراكة استراتيجية بين السودان ودول الخليج، سيتم التوقيع عليه في اجتماع وزراء خارجية هذه الدول والمقرر عقده قريباً.


هذا التقارب السوداني الخليجي ليس غريباً، فكلا الطرفين يحتاج للآخر؛ سياسيا هناك تقارب سوداني خليجي ظهر بشكل ملحوظ في مشاركة السودان في التحالف العربي الذي تقوده السعودية لمحاربة الانقلابيين الحوثيين باليمن المدعومين من طهران.

واقتصاديا نجد أن دول الخليج لديها سيولة مالية ضخمة تتجاوز ألفي مليار دولار أي 2 تريليون دولار، وهذه الأموال الضخمة المستثمر معظمها في بنوك غربية وأدوات دين أميركية تبحث عن فرص استثمار آمنة وعائد مناسب.

كما أن دول الخليج تحتاج أيضا إلى تقليل وارداتها الخارجية، خاصة الغذائية، للحفاظ على احتياطياتها من النقد الأجنبي التي تتراجع يوما بعد يوم بسبب انخفاض أسعار النفط منذ منتصف العام 2014، ومن الممكن أن يكون السودان بديلاً لهذه المنتجات المستوردة.

في الجانب الآخر، نجد أن السودان، سلة غذاء المنطقة العربية، يستطيع بموارده وإمكانياته الزراعية والحيوانية سد احتياجات المنطقة من الغذاء واللحوم والأخشاب وغيرها، فهو يمتلك مقومات، هي الأكبر في المنطقة، فلديه 175 مليون فدان صالحة للزراعة، و52 مليون فدان من الغابات، و102 مليون رأس من الماشية، ومعدل أمطار سنوي يزيد عن 400 مليار متر مكعب، ولديه أيضا أيدي عاملة رخيصة وخبرة طويلة في الزراعة.

إذن السودان لديه إمكانيات هائلة، وهذه الإمكانيات تستطيع سد قيمة الفجوة الغذائية العربية التي تتراوح بين 40 و45 مليار دولار سنوياً، فقط يحتاج لسيولة مالية وخبرة فنية يمكن جلبهما من منطقة الخليج.

المساهمون