تربية الطيور في الأردن... من هواية إلى مصدر رزق

09 فبراير 2017
تجارة الطيور لتحسين دخول الأسر (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -
لم تعد تربية الطيور في الأردن مجرد هواية كما كانت على مدار عقود مضت، بل تحولت إلى باب رزق وملاذ لكثير من العاطلين عن العمل وأرباب الأسر، الذين يسعون إلى تحسين أوضاعهم المعيشية، في وقت ارتفعت فيه البطالة إلى 15.8% وزادت نسبة الفقر عن 14%.

ويقول وكيل وزارة الزراعة الأردنية، راضي الطراونة، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إن تربية الطيور واستيراد بعضها من الخارج باتا بالفعل أحد أبواب الكسب التي توفرت لأعداد كبيرة من الأردنيين، بعد أن كانت سابقا مجرد هواية لا أكثر.

ويرى أن هذا المجال أصبح منفذا لكثير من المواطنين، خاصة فئة الشباب، لتأمين مردود مادي جيد عبر توفير فرص عمل مؤقتة، فضلا عن أنه يعد دخلا تكميليا للعائلات الفقيرة التي تسعى لتحسين دخلها.
ويقدر الطراونة قيمة تجارة الطيور في الأردن ومستلزماتها بحدود 100 مليون دولار، وهي في ارتفاع مستمر، وتشمل أيضا عمليات استيراد الطيور من الخارج.

وتحدد المملكة عدة دول بعينها يمكن استيراد الطيور منها، حيث حظرت الحكومة في سنوات سابقة الاستيراد من بعض الدول، التي ظهر مرض إنفلونزا الطيور فيها.

وأشار الطراونة إلى أن بعض المجالس المحلية عملت على تخصيص أسواق شعبية لتجارة الطيور في الأردن، وتحديدها بأيام معينة في الأسبوع، حيث يأتي تجار الطيور يعرضون ما بحوزتهم أمام جمهور لا بأس به من الهواة.

ومن أهم الطيور، التي يتم عرضها في الأسواق المخصصة، الكناري والجنة والعاشق والمعشوق (البادجي) والحمام بمختلف أنواعه، وطيور الزينة الأخرى.

وقال رئيس بلدية جرش، علي قوقزة، لـ "العربي الجديد"، إن بلدية جرش (شمال الأردن) أدركت أهمية الحاجة لإيجاد سوق خاص بتجارة الطيور في المدينة، لإتاحة المجال أمام مربي الطيور للتواجد وعرض ما بحوزتهم من طيور للمتاجرة بها.
وأضاف أنه تم الأسبوع الماضي افتتاح هذا السوق وسط المدينة بمشاركة المئات من مربي الطيور في المحافظة، مشيرا إلى أن السوق يعد إضافة نوعية ومميزة لمدينة جرش من حيث الطابع الجمالي الذي يضفيه عليها.

وأضاف أنه بات بإمكان مربي الطيور استخدام السوق للمتاجرة بالطيور وعرضها، وبالتالي تحقيق عائد مادي جيد، مشيرا إلى أن افتتاح السوق يأتي ضمن الدور المطلوب من البلديات للمساهمة في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وتوفير فرص العمل.

واجتذب السوق منذ افتتاحه أعداداً كبيرة من المواطنين الذين جاؤوا للاستمتاع بمشاهدة الطيور المعروضة، وكذلك العروض التي قدمتها طيور مدربة في الفضاء بمساعدة أصحابها.
وقال رئيس بلدية جرش، إن هواية تربية الطيور تحولت إلى مصدر للدخل عند الكثيرين، الأمر الذي يتطلب الاهتمام بها.

وقال مربو طيور لـ "العربي الجديد" إن المدخل الأساسي لتربية الطيور في الأردن لا يقتصر على الهواية، وإنما البحث عن سبل جديدة للعيش وسط موجات الغلاء المتلاحقة.
وتصل أسعار بعض أصناف الطيور إلى حوالى 400 دولار في الأسواق الشعبية المخصصة لها بالمملكة، وتبقى طيور الحمام هي الأكثر إقبالا من جانب المواطنين.

وتكتظ أسواق الطيور بالمواطنين والتي غالبا ما تقام يوم الجمعة من كل أسبوع، لإتاحة المجال لأكبر عدد من الأشخاص لزيارتها وشراء ما يلزمهم.

ويعمل المواطن محمود خلف - موظف - في تجارة الطيور، ويعتبرها دخلا تكميليا لأسرته، في الوقت الذي تراجعت فيه مستويات المعيشة وشهدت البلاد ارتفاعات كبيرة في الأسعار مقابل ثبات الرواتب والأجور.

ويعمل مواطنون على تربية الطيور في منازلهم والعناية بها والمتاجرة بها وقت الصيف حيث يرتفع الطلب.

وينتظر الشارع الأردني رفع الحكومة لعدد كبير من أسعار السلع والخدمات اعتبارا من بداية الشهر المقبل، بعدما تمكنت من تمرير الموازنة من خلال مجلس النواب، وتلك الموازنة تشمل زيادات على أسعار أغلب السلع.
المساهمون