الاحتلال يرشّ مبيدات قاتلة للزراعة على حدود غزة

04 يناير 2017
الاحتلال يتلف آلاف الدونمات في غزة (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
قال مسؤول في وزارة الزراعة بقطاع غزة لـ "العربي الجديد"، إن الاحتلال الإسرائيلي بدأ رش مبيدات للأعشاب بواسطة الطائرات الإسرائيلية على طول الشريط الحدودي بالقطاع. 
واعتبر رئيس قسم المكافحة المتكاملة بوزارة الزراعة، أدهم البسيوني، هذا الإجراء بأنه "نوع من الحصار الإضافي الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي ضد المزارعين الفلسطينيين".
ويهدف هذا الإجراء الإسرائيلي المتكرر في السنوات الأخيرة إلى "تدمير الأراضي الزراعية وقطع أرزاق أصحابها"، وفق وزارة الزراعة التي حذّرت من مخاطر هذا العمل على المزارعين وعلى الأراضي الحدودية التي يكثر فيها العمل بالزراعة.
وعقّب البسيوني في حديثٍ لـ "العربي الجديد"، على شروع سلطات الاحتلال برش مبيدات كيماوية للأعشاب على الأراضي الزراعية المحاذية للشريط الحدودي، بأن له مخاطر عديدة على صعيد المحاصيل والمزارعين، ويكبدهم خسائر فادحة ويدمر الدونمات الزراعية كما حدث العام الماضي.
وأوضح أنّ الاحتلال يستهدف من عملية "إبادة الأعشاب"، قطع أرزاق المزارعين وتدمير المحاصيل الزراعية، كون الشريط الحدودي الزراعي له أهمية كبيرة في استقرار الأمن الغذائي في مدينة غزة.
وأضاف أن مخاطر تلك العملية تفضي إلى قتل المحاصيل، وعدم قدرة الأرض على إنبات البذور المزروعة فيها، فضلا عن أن لها تبعات أخرى كارثية تتمثل في قطع أرزاق المزارعين، في وقت تعتمد مئات الأسر بالقطاع على زراعة أراضيهم الحدودية لتوفير مصادر دخل لهم في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.
وتكمن الخطورة في المبيدات التي يرشها الاحتلال الإسرائيلي، في جهل وزارة الزراعة بغزة بماهية تلك المبيدات، وعدم معرفة مكوناتها، وبالتالي عدم استطاعتهم اتخاذ التدابير الوقائية في تلك العملية، وضعف توفير المعدات والأساليب التي تقي المزارعين من خطورة مواد كيماوية كهذه.

وأشار البسيوني إلى أن وزارة الزراعة طلبت عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر التواصل مع الجانب الإسرائيلي ومعرفة مواعيد رش تلك المبيدات، لكن رد الأخير كان بتحديد أنها ستكون بين الفترة الممتدة من 25 ديسمبر/كانون الأول وحتى 15 يناير/كانون الثاني من العام الجديد.
وبيّن أن الاحتلال لم يجب بموعدٍ محدد بخصوص عملية رشه للأراضي الزراعية، إضافة إلى عدم تحديده للمواد المستخدمة في تلك المبيدات، مما لا يترك أمام الوزارة بغزة فرصة لاتخاذ تدابير وقائية واضحة، سوى إبلاغ المزارعين بالحذر والعمل على حصد محاصيلهم قبل وصول تلك المبيدات إليها.
ولفت البسيوني إلى أن مفعول تلك المبيدات يظهر بعد يومين، في حين أن الوزارة تتمنى عدم توسع الاحتلال بعمليته، كما حصل في العام الماضي بعد رش تلك المبيدات، والتي وصلت إلى حرق آلاف الدونمات الزراعية، وتكبد المزارعين خسائر فادحة في أراضيهم الحدودية.
وتعمّد الاحتلال الإسرائيلي خلال حروبه العدوانية العسكرية الثلاث استهداف الأراضي الزراعية وقصفها بمئات القذائف، الأمر الذي أدى لتدمير مئات الدونمات من الأشجار وتحويل الأراضي لمناطق غير صالحة للزراعة، وتكبيد أصحابها خسائر باهظة.
والعام الماضي، تسبب الاحتلال الإسرائيلي في تلف نحو 4 آلاف دونم في المناطق الحدودية القريبة من الأراضي المحتلة عام 1948، نتيجة رش المبيدات بمواد كيميائية مجهولة تسببت في حرق المحاصيل بشكل كامل، وفق تقديرات رسمية.
ويقول مسؤولون في قطاع غزة إن الاحتلال منع منذ صيف عام 2007 إدخال بعض أصناف المبيدات الحشرية والأسمدة الزراعية، وكذلك منع بشكل كامل عمليات تصدير المحاصيل الزراعية إلى الخارج، الأمر الذي اضطر المزارعين إلى تصريف منتجاتهم في الأسواق المحلية بأسعار زهيدة لا تكاد تغطي تكاليف الإنتاج في بعض الأحيان.
المساهمون