برامج سياحية لإبقاء السعوديين في الداخل

22 يناير 2017
تراجع إنفاق السعوديين على السياحة الداخلية (أمير حلبي/فرانس برس)
+ الخط -
تبذل الحكومة السعودية مساعيَ لجذب ملايين السياح، من المواطنين والمقيمين بالمملكة، إلى البقاء في الداخل لدعم السياحة المحلية، التي يُعوّل عليها كثيرا في تعزيز القدرات المالية للخزانة العامة بعيدا عن النفط، في إطار برنامج التحول الوطني. 

ورغم قصر مدة عطلة الربيع، التي لن تتجاوز الأسبوع تبدأ الخميس المقبل، إلا أن هيئة الترفيه بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث، جهزت نحو 37 فعالية سياحية وزعتها في مختلف مناطق المملكة، في محاولة لإقناع السعوديين بقضاء الإجازة في البلاد بدلا من السفر للدول المجاورة.

وتتنوع المهرجانات المعتمدة بين التراث والسياحة والرياضة والثقافة والغناء، إضافة إلى ترويج المنتجات الشعبية والزراعية والحرف اليدوية، والسياحة الشتوية والصحراوية.
وتوقع رئيس قطاع التسويق والبرامج في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، عبدالله المرشد، أن تدر مهرجانات العطلة عوائد اقتصادية على المناطق والمواطنين؛ نتيجة زيادة الحركة السياحية المحلية، فضلا عن توفير أكثر من 4500 فرصة عمل للشباب.

وقال المرشد في تصريحات صحافية: "من المتوقع أن تحظى المهرجانات السياحية خلال الإجازة القادمة بإقبال وتفاعل المواطنين والسياح، لأنها تتميز بإقامة العديد من البرامج والعروض المتنوعة التي تزيد 30% عن العام الماضي".

الأهم في جدة

من بين أهم المهرجانات المقرر تنظيمها، "جازان الشتوي"، ملتقى الفرسان الرابع في العلا،
المنطقة التاريخية في ينبع، ربيع جدة للتسوق، سوق الجمعة بجدة، مهرجان الحجاز، مهرجان الربيع بالشرائع في مكة، الطائف الشتوي، الحرف والصناعات اليدوية بتبوك، الزيتون بالجوف، ربيع النعيرية، سايتك بالخبر، الربيع والتراث في حفر الباطن، وغيرها.
غير أن الأهم على الإطلاق هو مهرجان جدة للسياحة والتسوق "هيا جدة 38"، الذي يبدأ الخميس المقبل ويستمر لمدة شهر كامل.

وأنهت غرفة جدة التجارية ترتيباتها للمهرجان، حيث أكد الأمين العام المكلف للغرفة، حسن دحلان، أن التركيز الأكبر للمهرجان سيكون على تقديم قيمة مضافة لزوار جدة، من خلال فعاليات مشوقة وتخفيضات كبيرة على السلع والبضائع في عدد كبير من المراكز والمحلات التجارية.

وتوقع دحلان أن يصل عدد زوار المهرجان هذا العام إلى أكثر من مليون زائر.

انخفاض كبير

جذبت السياحة المحلية خلال عطلة منتصف الفصل الدراسي قبل شهر ونصف الشهر، أكثر
من مليوني سائح، بانخفاض 11% عن العدد الذي اجتذبته في الفترة ذاتها من العام الماضي. وقدرت الهيئة إنفاقهم نحو 1.9 مليار ريال (نحو 507 ملايين دولار) بمتوسط 987 ريالاً للشخص الواحد.

وكشف تقرير حول حركة السياحة خلال عطلة منتصف الفصل الدراسي الأول، صدر عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس)، التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن قيمة إنفاق السياح القادمين للسعودية الذين يُقَدّر عددهم بنحو 238 ألف سائح خلال تلك الفترة، انخفضت بنسبة 46% مسجلة 12 مليار ريال، بمتوسط إنفاق 4500 ريال للشخص الواحد.

وكشف التقرير عن أن المتوسط العام لإشغال الغرف في فنادق المملكة، خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، الذي وافق العطلة، لم يتجاوز 67%.

مسافرون أكثر

من جانب آخر، تناول تقرير أصدرته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية عن
أفضل 10 دول سافر إليها السعوديون عام 2016، والذي أظهر أن السعوديين ينفقون مليارات الدولارات سنويا في السياحة الخارجية.

وجاءت مملكة البحرين في المركز الأول، حيث تصدّرت الوجهات التي تجذب السعوديين. وجذبت البحرين أكثر من 32% من عدد السعوديين الذين قضوا فيها نحو 30 مليون ليلة، بنفقات تتجاوز 18 مليار ريال.

وحلت الإمارات ثانيا بنحو 20% من السعوديين الذين سافروا إلى الخارج العام الماضي، وقضوا فيها 26 مليون ليلة، وأنفقوا 14 مليار ريال.

وحلت الكويت الثالثة بنحو 12% من السعوديين الذين سافروا للخارج، حيث قضوا 12 مليون ليلة، أنفقوا خلالها ثمانية مليارات ريال.

ويرى مدير شركة "أميال" السياحية السعودية، ماجد الفرهود، أن "محاولات هيئة السياحة الإبقاء على تلك المليارات في الداخل لن تكون سهلة، لأن المهرجانات التي تنوي القيام بها ليست جديدة، مكررة ولا تحقق نجاحاً. السعوديون يسافرون لدول الجوار للمتعة التي لا يجدونها في بلادهم".

وقال الفرهود لـ "العربي الجديد": "المشكلة ليست في المهرجانات، ولكن في بيئة الترفيه المفقودة، فمن يسافر يرغب في أن يبحث عما يستحق السفر إليه فعلا".

وأضاف أن معظم مدن السعودية، بما فيها الخبر وجدة والطائف وأبها، وهي أهم الوجهات السياحية في البلاد، تفتقر إلى مقومات السياحة الحقيقية، فلا توجد دور سينما أو مسارح أو متاحف، فضلا عن أن الفنادق المتاحة للزوار هناك باهظة التكلفة.
دلالات
المساهمون