سورية: أزمة وسوق سوداء للخبز بعد تخفيض الإنتاج

16 مايو 2016
أسعار الخبز قد تشهد موجة جديدة من الارتفاع (Getty)
+ الخط -


يرى سوريون أن ما تشهده دمشق والمدن التي يسيطر عليها النظام من ازدحام على المخابز، منذ تراجع مخصصات الطحين وتقليل ساعات العمل، وفق قرار اتخذته وزارة الاقتصاد، الأسبوع الماضي، هو إعادة سيناريو العام الفائت بحذافيره، الهدف منه اصطناع الأزمة لتبرير رفع الأسعار.
وقالت مصادر، إن دمشق تشهد، منذ أسبوع، ازدحاماً على المخابز ومراكز توزيع الخبز أدى لانتشار سوق سوداء، أوصلت سعر ربطة الخبز "أقل من 2 كلغ" لنحو 250 ليرة، في حين سعرها الرسمي 150 ليرة سورية، وعلى مرأى ومسمع الجهات الرقابية، بل ويباع الخبز بأسعار زائدة قرب وزارة التجارة الداخلية بمنطقة ركن الدين بدمشق.

وأكدت المصادر أن تخفيض كمية الطحين والعمل بالمخابز الاحتياطية الحكومية لورديتين "16 ساعة باليوم"، خلق أزمة خانقة خاصة مع ندرة المخابز الخاصة التي تعاني بدورها من صعوبة تأمين الطحين وزيادة تكاليف الإنتاج بسبب غلاء أسعار المازوت والكهرباء وأجور العمال.
وأصدر وزير التجارة الداخلية بحكومة بشار الأسد، الأسبوع الفائت، قراراً خفض خلاله "مخصصات الأفران -المخابز- الاحتياطية من الطحين من 13 إلى 10 أطنان يومياً وساعات العمل من 20 إلى 16 ساعة يومياً"، مبرراً ذلك "بمنع الهدر وإعادة دراسة الحاجة الفعلية لكل منطقة يتواجد فيها مخبز احتياطي وتحديد طاقة كل مخبز بما يتناسب مع حاجة كل منطقة ".


ورأى مصدر من اتحاد الفلاحين بدمشق، أن سبب تخفيض مخصصات المخابز، الحكومية والخاصة، يعود لتناقص ما يسمى الاحتياطي الاستراتيجي من القمح بعد تعثر استيراد 200 ألف طن، أعلنت عنها وزارة التجارة، الشهر الفائت، على الرغم من فتح باب الاستيراد أمام القطاع الخاص.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن سورية تعاني من أزمة شح القمح طيلة سنوات الثورة، بعد أن تراجع الإنتاج من معدل 3 ملايين طن إلى أقل من 400 ألف طن العام الماضي، مشيراً إلى أن الخبز سلعة رابحة وليست خاسرة أو مدعومة كما تسوق وزارة الاقتصاد، أن كلفتها 183 ليرة وتباع بنحو 150 ليرة، وخاصة بعد رفع سعر كيلو الخبز لنحو 80 ليرة العام الماضي.

في السياق، كشف موسى السعدي، رئيس لجنة المخابز الاحتياطية في سورية، أن كمية إنتاج الدقيق اليومية بلغت 690 طناً للمخابزالاحتياطية في كافة المحافظات فيما بلغت كمية إنتاج الدقيق الناتج عنها 790طناً .

وأشارالسعدي إلى أن نسبة التنفيذ في الربع الأول من العام الحالي بلغت 22% من إجمالي خطة العام، وبلغت كمية إنتاج الدقيق للربع الأول 55.227 ألف طن وإجمالي كمية إنتاج الخبز بلغت 63.995 ألف طن بربح صافٍ بعد اقتطاع الضريبة 142.683 مليون ليرة سورية، حيث كان المتوقع خسارة 69.171 مليون ليرة، مبيناً أنه مع بداية العام الحالي تم إعادة تشغيل بعض المخابز بمدينة حلب، كما تشير ميزانية لجنة المخابزالاحتياطية لعام 2015 عن أرباح صافية تزيد عن 423 مليون ليرة.

وفي ما وصفه مراقبون بطمأنة الشارع، بعد الازدحام على المخابز وخشية رفع الأسعار، قال زايد بله، مدير الشركة العامة للمطاحن بسورية، اليوم: لا يوجد أي نقص في مادة الدقيق وإن المخزون الاستراتيجي متوافر أيضاً، حيث يتم العمل على تقييم الوضع كل ثلاثة أشهر. وبناء عليه يتم اتخاذ التدابير والإجراءات التي تؤمّن حسن سير عملية توافر المادة.

وأشار بله خلال تصريحات صحافية، ظهر اليوم الإثنين، الى تزويد جميع المخابز بالدقيق المستورد والمحلي بنفس النسبة والتي تحدد بـ 20% من الدقيق المستورد و80% من الدقيق المحلي، يتم مزجه وخلطه ضمن هذه المخابز حسب القواعد والإجراءات المناسبة، مشيراً إلى أن أغلبية عقود استيراد القمح قد أنجزت وانتهت ووردت كمياتها بالكامل، ولم يبق إلا عقد وحيد يتم توريد كمياته حالياً.‏




المساهمون