ترامب يشعل حرب المليارديرات

15 مايو 2016
بيزوس "في الوسط" أثناء زيارته لصحيفة واشنطن بوست (Getty)
+ الخط -


فتح مرشح الحزب الجمهوري الملياردير دونالد ترامب يوم الجمعة النار على الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة أمازون الشهيرة ومالك صحيفة "واشنطن بوست"، جيف بيزوس، ضمن حملة تصفية الحسابات العنيفة بين ترامب والعديد من مليارديرات أميركا الذين كان يناصبهم العداء حتى قبل ترشيحه للرئاسة أو الذين أزعجتهم تعليقاته غير المنضبطة بشأن الصين والمكسيك والعديد من حلفاء أميركا في التجارة مثل اليابان وأوروبا.

ويلاحظ أن العديد من الشركات العالمية الكبرى المتعددة الجنسيات التي لها مصالح ومقار في الصين واليابان والمكسيك، هي شركات أميركية وتتخوف على مصالحها في البلدان التي هاجمها الملياردير ترامب بشكل مباشر أو بصورة مبطنة.
وهدد مرشح الحزب الجمهوري في لقاء مع قناة فوكس الأميركية المعروفة بتوجهها اليميني المتطرف، الملياردير بيزوس، وأشار إلى أن
شركة أمازون شركة محتكرة وألمح إلى أنه ربما يقوم بمعاقبتها وإجبارها على التفتيت إلى شركات صغيرة في المستقبل. وقال ترامب: "بين الفينة والأخرى نتلقى اتصالات من صحيفة واشنطن بوست، ويسألوننا أسئلة مضحكة وهذه الصحيفة يملكها جيف بيزوس".

وأضاف "بيزوس يستخدم صحيفة واشنطن بوست للنفوذ والتأثير على الساسة في واشنطن، حتى لا تدفع شركة أمازون الضرائب الحقيقية المتوجبة عليها... بيزوس قلق من احتمالات أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة ويعتقد أني سأطارده".



وذكر في اللقاء أن لدى أمازون مشكلة احتكارية ضخمة. وهذا يعتبر إلى حد ما تهديداً مبطناً بأنه سيعاقب شركة أمازون في حال وصوله للبيت الأبيض.
وفي المقابل، فإن صحيفة "واشنطن بوست" المملوكة لبيزوس شكلت فريقاً صحفياً للتقصي حول دقائق الدقائق في حياة ترامب أملاً في كشف فضائحه.

وقال بوب وودوارد الذي سبق أن كشف فصيحة ووترغيت ويدير حالياً صحيفة "واشنطن بوست" "سنكتب عنه كتاباً وسنتناول كل جانب من جوانب حياته".
ولكن معركة الملياردير ترامب لم تقف عند شركة أمازون ولكنها تخطتها إلى عشرات الشركات الكبرى المتملكة للثروة وأصحابها، فقد هدد ترامب شركات التقنية والاتصالات وقال إنه سيجبرها على فك الشفرات في حال فوزه بالانتخابات.

وفي المقابل فإن كبار الأثرياء في أميركا، وحتى مليارديرات الحزب الجمهوري نفسه يعتقدون أن دونالد ترامب سيخرب الاقتصاد الأميركي وسيخلق للولايات المتحدة نزاعات وحروباً تجارية ستنتهي إلى تقويض مكانة أميركا والدولار.
من بين مليارديرات الحزب الجمهوري الذين يعملون حالياً ضد ترامب، الرئيس التنفيذي ومؤسس صندوق "سايتادل" للتحوط، كينيث غريفنس الذي تبرع بحوالى 13 مليون دولار لحملة المرشح الجمهوري تيد كروز.

وعندما خسر كروز، انقلب الملياردير على الحزب الجمهوري وأعلن أنه سيناصر الحزب الديمقراطي وتبرع فعلاً بمليوني دولار لحملة هيلاري كلينتون التي باتت المرشحة المحتملة عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة ضد ترامب.
من جانبه، يرى الملياردير ستان هوبارد الذي يملك مجموعة من المؤسسات الإعلامية أن دونالد ترامب لا يصلح للرئاسة.


أما الملياردير ستانلي دريكن ميللر، الذي يملك صندوق "كونسس" للتحوط، فقال إن ما يقوله ترامب عن الاقتصاد أمر مثير للسخرية. أما الأخوان تشارلز وديفيد كوش في نيويورك، اللذان يملكان عشرات المليارات والمعروفان بولائهما الشديد ودعمهما غير المحدود للحزب الجمهوري، فقد أنفقا حوالى 20.2 مليون دولار في حملات إعلامية ضد ترامب.

ويذكر أن مجموعة من رؤساء شركات تقنية المعلومات عقدوا اجتماعاً في ولاية جورجيا الأميركية على هامش المنتدى السنوي لمعهد الأعمال التجارية قبل شهرين لوضع خطة تمنع وصول دونالد ترامب للفوز بالترشيح عن الحزب الجمهوري أو الوقوف ضده حتى في حال فوزه بترشيح الحزب بالفوز بالانتخابات الرئاسية.
وضم الاجتماع السري كلاً من الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك، ومؤسس شركة غوغل لاري بيج، والمستثمر الكبير في شركة فيسبوك سين باركر. وكل هؤلاء من كبار الأثرياء والشخصيات المؤثرة في أميركا.

ولكن رغم العداء المستحكم بين مرشح الحزب الجمهوري ومليارديرات أميركا ومحاولته مهاجمتهم في سبيل كسب الشارع السياسي، فإن العديد من خبراء المال يعتقدون أن فوز دونالد ترامب سيفيد المليارديرات، خاصة على صعيد برنامجه الضريبي الذي يخدم أصحاب الثروة أكثر من الفقراء في أميركا.
وبالتالي ينظر بعض الخبراء إلى تصريحات مرشح الحزب الجمهوري بين الفينة والأخرى التي يهاجم فيها المليارديرات بانها جزء من الحملة السياسية لكسب الشارع، لأن سياساته الضريبية تصب في صالحهم.

في هذا الصدد يرى مركز سياسات الضرائب في واشنطن أن خطة ترامب المقترحة ستخفض الدخل الفدرالي بحوالى 9.5 ترليونات دولار خلال عشر سنوات، فيما ستضيف 11.2 ترليون دولار للدين العام. ويقدر المركز أن كبار الأثرياء الذين يمثلون نسبة 0.1% من سكان أميركا سيحققون وفورات ضريبية تحت إدارة ترامب تقدر بحوالى 1.3 مليون دولار سنوياً في المتوسط.


المساهمون