صعوبات أمام إيران لاستعادة موقعها التجاري

11 مارس 2016
تعاملات داخل مصرف صادرات إيران الذي لايزال تحت الحظر(Getty)
+ الخط -
تسعى إيران التي تواجه صعوبات في أسواق المال الدولية ووسط المصارف الغربية إلى الحصول على تصنيف دولي يساهم في تحسين سمعتها ووضعها على خارطة التمويل الدولي في أعقاب عقود من الحظر كانت فيها غائبة عن الأسواق العالمية. واعترف مسؤول بريطاني سابق مقرب من طهران أن المتاجرة مع إيران تواجه عقبات من بينها العراقيل المصرفية والحظر الابتدائي الذي فرضته أميركا على إيران. وقال اللورد نورمن لامونت المبعوث التجاري الخاص لرئيس الوزراء البريطاني الى إيران والعضو في جمعية الصداقة البريطانية الإيرانية، أن الشركات البريطانية تسعى الى تطوير علاقاتها التجارية مع إيران. وأشار لامونت في الكلمة التي ألقاها بمؤتمر (دراسة الفرص والتحديات الاقتصادية في إيران) الذي استضافته صحيفة "فاينانشيال تايمز"، إلى أن حكومة ديفيد كاميرون تسعى الى تسهيل العلاقات بين إيران والشركات البريطانية، إلا أن ما يقلق هذه الشركات هو العراقيل البنكية والحظر الابتدائي الذي فرضته أمريكا على إيران.
وحسب لامونت فإن طهران تأمل من لندن أن تقدم لها تسهيلات مالية، معتبراً أن الاتفاق النووي كان جيداً ، مؤكداً أن الاتفاق يترك تأثيراً واسعاً على علاقات إيران مع المجتمع الدولي، وقال، إنه (الاتفاق النووي) جيد حتى لو لم يكن له أي تأثير، لأنه يبدد قلقنا وفي نفس الوقت يحظى برضا الإيرانيين.
وفي طهران أكد نائب محافظ البنك المركزي يوم الأربعاء، أن إيران تخطط لإصدار سندات بالعملة الأجنبية لكنه امتنع عن تحديد إطار زمني، بحسب رويترز.
وأبلغ بيمان قرباني عقيل أبادي مؤتمراً استثمارياً في لندن عندما سئل عن احتمالات بيع سندات "إننا نعمل على ذلك".
وقال إن إيران تتوقع أن يهبط معدل التضخم إلى أقل من 10% في غضون ستة أشهر، مضيفاً انه ومن أجل أن يكون لدينا سوق مستقرة للصرف الاجنبي علينا أن نكافح التضخم، وأن المعدل الحالي للتضخم يبلغ 12.6%، ونأمل أنه في الأشهر الستة القادمة سيكون لدينا رقم في خانة الآحاد للتضخم في إيران.

وأشار بيمان قرباني عقيل أبادي نائب محافظ البنك المركزي الإيراني للشؤون الاقتصادية، إلى أن البنك المركزي سيبقى نشطاً في السوق بين البنوك ويهدف إلى خفض أسعار الفائدة في الأشهر الستة القادمة. وأضاف عقيل أبادي لرويترز على هامش المؤتمر أن البنك المركزي يسعى لتوحيد أسعار الصرف في السنة المالية الإيرانية 2016-2017 التي تبدأ في 21 مارس /آذار وإن الاحتياطيات الأجنبية في وضع جيد.
إلى ذلك أكد محمد نهاونديان رئيس مكتب الرئيس الإيراني يوم الأربعاء أن طهران تجري مباحثات بخصوص الحصول على تصنيف ائتماني سيادي مضيفاً أنها تريد استعادة حصتها بسوق النفط قبل أن تشارك في أي محادثات تتعلق بخفض أو تثبيت محتمل للإنتاج.
وقال نهاونديان لرويترز على هامش مؤتمر "فايننشال تايمز" "نجري مفاوضات مع بعض وكالات التصنيف الائتماني". وحين سئل عما إذا كان يتوقع أن تحصل إيران على تصنيف كامل من هذه الوكالات قال نهاونديان "نعم". ويعتبر التصنيف السيادي خطوة أولى ضرورية لأي دولة كي تستطيع الاقتراض من أسواق المال العالمية. وفيما يتعلق بالنفط أكد نهاونديان أن إيران ستزيد إنتاجها على الأقل في الأمد القريب.
وأضاف "على إيران استعادة حصتها السوقية فما من شك في ذلك. وإذا كان هناك قرار سيتخذ (بخصوص خفض الإنتاج) فينبغي أن يتخذه أولئك الذين ملأوا الفراغ الذي تركته إيران بسب الحظر. لذا على إيران استعادة مركزها الذي كانت تتمتع به ومن ثم ستنضم إلى المجموعة (مجموعة المنتجين الذين يدرسون تعديل مستوى الإنتاج".
ويذكر أن مدير مكتب الرئاسة الإيرانية محمد نهاونديان استعرض فرص الاستثمار في إيران والإمكانيات التي تمتلكها واعتبر الاقتصاد الإيراني الواعد حقيقة لا يمكن تجاهلها، معلناً انخفاض مستوى الخطورة للأنشطة الاقتصادية في إيران.
وقال نهاونديان في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر "دراسة الفرص الاقتصادية في إيران" إن مرحلة جديدة قد بدأت في الاقتصاد الإيراني تتميز بالنمو والاستقرار الاقتصادي، وقال، إنه حتى المؤسسات الغربية توقعت أن يبلغ النمو الاقتصادي في إيران العام الجاري 5.5% وهذا ضعف النمو طوال السنوات العشر الماضية.



اقرأ أيضا: إيران أكبر عقبة أمام اجتماع تثبيت إنتاج النفط
المساهمون