تونس تخشى المزيد من الخسائر السياحية بسبب الاحتجاجات

24 يناير 2016
الاحتجاجات تهدّد السياحة في تونس (فرانس برس)
+ الخط -



قال المتحدث الإعلامي باسم وزارة السياحة التونسية، سيف الشعلالي، لـ"العربي الجديد"، إن الأسواق الأجنبية التي أبدت مرونة في التعامل مع الوضع السياحي في بلاده تراقب توابع الاحتجاجات الشعبية في العديد من المحافظات بحذر شديد، لافتا إلى أن السوق السياحية العالمية تتفاعل بشكل كبير مع الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام إلى العالم.

وكانت وزارة الداخلية التونسية أعلنت، أول من أمس، حظر التجوال، نظراً لما شهدته البلاد من تصاعد الاحتجاجات التي طاولت الأملاك العامة.

ويقوم حالياً وفد روسي من مهنيين في قطاع السياحة بزيارة لأهم المواقع السياحية التونسية للاطمئنان إلى سلامتها من أي أخطار إرهابية قبل برمجة رحلاتهم في اتجاه تونس.

وأكد الشعلالي أن وزارة السياحة بذلت مجهودات كبيرة للحصول على نصيب من السوق الروسية، معتبرا أن السياح الروس سيكونون طوق النجاة للسياحة التونسية هذا الموسم بالإضافة إلى السوق الجزائرية والمغربية.

وتخطط تونس بالتعاون مع شركات السياحة الروسية لإيجاد حلول أمنية لضمان أمن السياحة، بعد تعرض البلاد لموجة عمليات إرهابية لمناطق سياحية آخرها الهجوم على منتجع سوسة العام الماضي.

وتأمل تونس استقطاب أكثر من 300 ألف سائح روسي في السنة، وهو عدد السياح الروس الذين قدموا إلى تونس عام 2013، خاصة في ظل الأزمة التي تشهدها العلاقات بين روسيا وتركيا، التي تعد إحدى الوجهات المفضّلة لدى السائح الروسي.

وكانت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي، أكدت عقب زيارتها إلى روسيا في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أن الجانب التونسي يخطط بالتعاون مع شركات السياحة الروسية لوضع إجراءات لضمان أمن السياحة وتشديد حماية المنشآت السياحية في تونس.

وأوضحت اللومي أن وزارتي السياحة والداخلية التونسيتين شكلتا لجنة مشتركة، بالتعاون مع مختصين أمنيين من ألمانيا، للمساعدة على وضع لائحة للتأمين الذاتي للمؤسسات السياحية.

كما أشارت الوزيرة التونسية إلى أن الفنادق ستكون لديها تعليمات بتطبيق هذه اللائحة المطابقة لمعايير التأمين السياحي، وفي حالة عدم التنفيذ سيتم إغلاق أي فندق أو منشأة سياحية ليس لديها المعايير والمواصفات الأمنية.

اقرأ أيضاً: تراجع أعداد السياح الفرنسيين إلى تونس 35%

ودعا مهنيو السياحة إلى الأخذ بعين الاعتبار صورة تونس في الخارج، مطالبين بألا تأخذ الاحتجاجات الاجتماعية منحى عنيفا مع المحافظة على المكاسب العامة وقطع الطريق أمام الجماعات الإرهابية التي تحاول استغلال الغضب الشعبي للنزول من الجبال إلى المحافظات وتنفيذ مخططاتها.

وتراجع أعداد السياح الفرنسيين إلى تونس بنحو 35.5% خلال العام الماضي مقارنة مع عام 2014، حسب إحصائيات رسمية.

ويصف الخبير الاقتصادي مراد الحطاب، في تصريح لـ"العربي الجديد"، الوضع في تونس بالدقيق جداً، مؤكدا على أن احتجاجات المحافظات رغم مشروعيتها ستؤدي إلى مزيد من عزوف المستثمرين عن الإقبال على السوق التونسية.

وأبرز الحطاب أن الحكومة التونسية تأخرت في معالجة ملف التنمية في المحافظات الداخلية رغم أن الدستور الجديد منح هذه المناطق التمييز الإيجابي، لافتا إلى أن الوقت لا يزال سانحا لتدارك الوضع ضمن المخطط الجديد للتنمية.
 
ودعا الحطاب إلى ضرورة الابتعاد عن المعالجات الارتجالية والمستعجلة وضبط الحاجيات الحقيقية للتنمية في هذه الجهات مع تحفيز رجال الأعمال التونسيين للقيام بواجبهم بالاستثمار في هذه المناطق مع إقفال منافذ التهريب والاقتصاد الموازي الضالع في ضرب استقرار تونس، حسب تأكيده.

وكان رئيس الحكومة الحبيب الصيد، يتطلع إلى البحث عن فرص استثمارية جديدة للاقتصاد التونسي في منتدى دافوس الذي التأم أخيرا في سويسرا، غير أن ارتفاع نسق الاحتجاجات الاجتماعية في العديد من المحافظات عجّل بعودته إلى تونس.

وتطالب تونس المجتمع الدولي دعمها اقتصادياً في هذه المرحلة، من أجل رفع التحديات الاجتماعية والاقتصادية الجسيمة التي كانت من دوافع الثورة التونسية في يناير/ كانون الثاني 2011.

واعتبرت الحكومة التونسية أن منتدى دافوس يمثل فرصة هامة للترويج لصورة تونس كديمقراطية ناشئة ووجهة متميزة للاستثمار والأعمال.

وأضافت الحكومة، في بيان لها، أن المشاركة التونسية في المنتدى تهدف إلى التعريف بأهم التوجهات والإصلاحات والأولويات بالمخطط التنموي 2016-2020، وإبراز التحديات الداخلية الاقتصادية والاجتماعية، على ضوء التحولات الإقليمية التي تواجهها تونس بعد المرحلة الانتقالية.


 
اقرأ أيضاً:
موسم الشتاء..الصحراء تعيد الحياة لسياحة تونس
تونس تبحث عن فرص استثمارية في "دافوس"

دلالات
المساهمون