الطاقة الرخيصة حصيلة الاتفاق الغربي مع إيران

26 مارس 2015
حقل نفط إيراني (أرشيف/getty)
+ الخط -

توقع مارتن انديك، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ونائب الرئيس التنفيذي لمعهد بروكنجز، أن يساهم التوصل إلى اتفاق بشأن المفاوضات الجارية بين دول "5+1" وإيران حول برنامجها النووي، في زيادة إمدادات الطاقة، والدخول فيما وصفه بـ"عصر جديد من الطاقة" بأسعار منخفضة.

وقال انديك، خلال الجلسة الافتتاحية، لمنتدى بروكنجز الدوحة للطاقة 2015، أمس، إن المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي دخلت مرحلة حاسمة، مضيفاً أن التوصل إلى اتفاق سيعني مزيداً من إمدادات الطاقة، ومزيداً من انخفاض الأسعار، الأمر الذي يضع الدول المنتجة للطاقة أمام تحديات كبيرة.

ودول " 5+1" هي مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين بالإضافة إلى ألمانيا، وتتولى هذه المجموعة المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي وبدأت عملها في العام 2006 ولا تزال مستمرة.

ووفق تقرير صادر عن أبحاث الكونجرس الأميركي في مارس/آذار الجاري، فإن الحظر الأميركي على إيران بسبب برنامجها النووي، أدى إلى انخفاض صادرات النفط الإيرانية بحوالى 60% من 2.5 مليون برميل يومياً في العام 2011 إلى حوالى مليون برميل يومياً فقط خلال العام الماضي 2014.

وأشار التقرير إلى أن الحظر تسبب في عرقلة تطوير ثروات الطاقة الإيرانية، حيث تم منعها من استيراد التقنيات الخاصة بالنفط وأجبر شركات النفط والغاز الطبيعي الغربية على مغادرة إيران.

ويحمل منتدى بروكنجز الدوحة للطاقة 2015، عنوان "استقرار الطاقة أم شعور خاطئ بالأمان: كيف تقوم التحولات الجيوسياسية وتغيرات الاقتصاد السياسي وتقلبات الأسواق بتغيير المشهد العام للطاقة؟"، حيث يسعى نحو 130 من الخبراء البارزين وصناع القرار في مجال الطاقة في آسيا، والشرق الأوسط، وأوروبا، والولايات المتحدة الإجابة على هذه الأسئلة.
 
وفي مقابل الوفورات المتوقعة في إمدادات الطاقة الإيرانية، لفت نائب الرئيس التنفيذي لمعهد بروكنجز إلى أن حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي في المنطقة، جعلت معظم الصناعة النفطية بالمنطقة خارج السيطرة، ما يدفع بالعديد من الدول إلى البحث عن مصادر بديلة، ما سيؤدي إلى تأثر الدول التي تعتمد في اقتصادها على بيع النفط والغاز.

وأرجع مساعد وزير الخارجية القطري للشؤون الخارجية، محمد الرميحي، انخفاض أسعار الطاقة عالمياً العام الماضي إلى التغيرات الجيو سياسية في المنطقة، التي تشهد تحولات كبيرة وإلى حالة عدم الاستقرار في الدول المصدرة للنفط والغاز، إضافة إلى قفزة النفط الصخري.

وتوقع المبعوث الخاص للطاقة في وزارة الخارجية الأميركية، أموس هوكستين، أن تصل أسعار النفط إلى حدود 40 دولاراً للبرميل، مشيراً إلى أن العديد من الدول بما فيها بلاده، ستلجأ إلى الوقود الأحفوري كبديل للطاقة التقليدية، نتيجة للاضطرابات التي تشهدها المنطقة وعدم توفر الأمن.

واعتبر الأمين العام لوزارة الطاقة وتغيير المناخ في المملكة المتحدة، ستيفن لوفغروف، أن هناك خطراً في الاعتماد على مصدر واحد للطاقة، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى البحث عن أسواق بديلة لتنويع خياراته والاعتماد مستقبلاً على الوقود الأحفوري بشكل شبه كامل.

وذكر الدكتور عبدالله باعبود، مدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر في تصريح لـ "العربي الجديد"، أنه على دول مجلس التعاون الخليجي، أن تبادر إلى البحث عن أسواق بديلة وخاصة في آسيا وعدم الاعتماد في خططها التنموية على مصدر واحد من الطاقة وتنويع استثماراتها لمواجهة مشكلة انخفاض دخولها مستقبلاً.


اقرأ أيضاً:
إيران تستعد لتصدير 20 مليون برميل نفط رغم العقوبات

المساهمون