اليمن تحت أضواء الشموع في رمضان

03 يوليو 2014
طلاب يذاكرون تحت أضواء الشموع في اليمن (أرشيف/Getty/AFP)
+ الخط -

تتواصل فصول معاناة اليمنيين جراء الاعتداءات المتكررة على أبراج الكهرباء، وتزداد معاناتهم خلال شهر رمضان الجاري الذي يصادف موجة حر شديدة، حيث يعيش اليمن منذ أربعة أيام في ظلام دامس، بسبب تعرض خطوط نقل الطاقة الكهربائية لتفجير جديد في منطقة آل مشعل بمحافظة مأرب.

ويضطر اليمنيون إلى تناول وجبة الإفطار على ضوء الشموع بسبب انقطاع الكهرباء لساعات قد تتجاوز 15 ساعة يومياً، وقد تطول في بعض الأحياء بالعاصمة صنعاء إلى 24 ساعة متواصلة.

وقال المواطن علي الهمداني، لمراسل" العربي الجديد" إنّ الانقطاعات تعكر صفو الشهر الكريم في ظل عجز الحكومة عن القيام بواجبها في توفير أبسط الخدمات الأساسية للمواطنين.

وأضاف:" نعاني كثيراً. نشعر أننا نعيش في مناطق نائية وليس في عاصمة دولة. صنعاء تفتقر حتى لأبسط الخدمات الأساسية".

 

تعديلات غير مجدية

وأجرى الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الشهر الماضي، تعديلات وزارية، بعد موجة احتجاجات شعبية في العاصمة، تضمنت تغيير وزير الكهرباء اليمني السابق، صالح سميع، وتعيين عبدالله الأكوع خلفاً له.

لكنّ ناشطين حقوقيين ومواطنين، يرون أنّ التغييرات التي تمت في وزارة الكهرباء غير مجدية، في ظل استمرار مسلسل انقطاع الكهرباء وإغراق اليمن في الظلام.

وقال الناشط الحقوقي، عبدالرشيد الفقيه، إنّ توفير الخدمات وتأمينها من وظائف الدولة الأساسية، إذ أن تقصير الحكومة وعجزها في هذا الجانب يهز فكرة الدولة وقيمتها في حياة الناس ويغذي ادعاءات الجماعات المسلّحة المغامرة ويؤثر في حياة الناس ويومياتهم .

ويرى المواطن محمد علي، أنّ معضلة الكهرباء في اليمن تحتاج إلى حلول جذرية، مشيراً إلى أنّ تغيير وزير بآخر ليس حلاً.

قطاع مهدد بالانهيار

 ويتعرض قطاع الطاقة في اليمن لاعتداءات مستمرة من قبل مسلّحين، ووفقاً للمؤسسة العامة للكهرباء، فإنّ تزايد هذه الاعتداءات يعرض المنظومة الكهربائية في اليمن للانهيار.

 ورصدت وزارة الداخلية اليمنية وقوع 487 حالة اعتداء على خطوط الكهرباء وأنابيب النفط وشبكات الاتصالات، في عدد من محافظات البلاد خلال عام 2013، تورط فيها نحو 350 متهماً.

وتعجز أجهزة الأمن اليمنية عن حماية أبراج الكهرباء أو إلقاء القبض على المعتدين، لكنّها تكتفي بنشر اسماء المخربين في وسائل الإعلام الرسمية وتطلب من المجتمع المحلي التعاون معها للقبض عليهم.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء، إن اعتداءً جديداً نفذه مسلحون أمس الأول الثلاثاء، على البرجين 386 و387، في محافظة مأرب، شمال شرق البلاد.

 

احتجاز قاطرات الوقود

وقالت وزارة الكهرباء اليمنية، في بيان صحافي، أمس الأربعاء، إنّ الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في صنعاء، سببها قيام مجموعة من المسلّحين بمحافظة مأرب باحتجاز ناقلات الوقود الخاصة بمحطات توليد الطاقة.

وبحسب الوزارة، فإنّ عدم وصول الوقود في الوقت المناسب، تسبب في توقف عدد من محطات التوليد بصنعاء، ما أدى إلى ارتفاع عجز الطاقة المرسلة وزيادة ساعات الانقطاعات الكهربائية على أحياء العاصمة.

 

خسائر كبيرة

ويتكبد اليمن خسائر كبيرة، جراء استمرار الاعتداء على أبراج الكهرباء، وصلت خلال الفترة من 2011 إلى 2013 إلى نحو 52 مليار ريال (242 مليون دولار).

وتزايدت الاعتداءات على خطوط نقل الطاقة منذ مطلع العام الجاري، لتبلغ حتى شهر مايو/أيّار الماضي نحو 30 اعتداءً، ووفقاً للوزارة فقد كبدت اليمن مالا يقل عن 300 مليون دولار.

ويعاني اليمن عجزاً في الطاقة، حيث لا تصل الكهرباء إلى نحو 60 بالمائة من المناطق الريفية كما أن إجمالي حجم التوليد لا يصل إلى ألف ميجا وات.

المساهمون