في خطوة تصب في بناء الاحتياطي الاستراتيجي من النفط، رفعت الصين واردات النفط الخام بنسبة 10.2% في النصف الأول من 2014، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي أو أكثر من ضعفي معدل الزيادة في 2013 على الرغم من تراجع نمو الطلب على النفط.
وعزا خبراء نفط في لندن، زيادة الواردات الصينية من النفط، على الرغم من ضعف النمو الاقتصادي، إلى أن الصين تعكف منذ مدة على تنفيذ المرحلة الأخيرة من خطة بناء احتياطي نفطي استراتيجي يكفي استهلاكها لمدة 90 يومياً على الأقل.
وأعلنت الحكومة الصينية في العام 2007 عن خطة تتكون من ثلاث مراحل لبناء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي.
وأكملت المرحلة الأولى في العام 2008، فقد رفعت الاحتياطي إلى 101.9 مليون برميل. ثم أضافت إليه 170 مليون برميل في المرحلة الثالثة التي أكملتها في العام 2011.
وتعمل الآن على إكمال المرحلة الأخيرة التي من المتوقع أن ترفع الاحتياطي الاستراتيجي من النفط إلى 475 مليون برميل، إضافة إلى الاحتياطي لدى الشركات.
وهذا الرقم يعادل أقل من 9% من احتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي البالغ 4.1 مليار برميل.
وقال الدكتور جون ميتشيل في تصريحات قبل أسبوعين لـ"العربي الجديد" إن المخاطر على الدول الآسيوية من الاضطرابات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وتأثيراتها على إمدادات الطاقة للأسواق العالمية، أكبر من المخاطر المترتبة على أوروبا وأميركا.
ولم يستبعد ميتشيل في رده على سؤال لـ"العربي الجديد" حول دوافع زيادة واردات النفط الصينية، أن تكون الزيادة بقصد بناء الاحتياطي الاستراتيجي لحكومة بكين.
وحسب رويترز، فقد توقعت وكالة الطاقة الدولية في يونيو/حزيران أن يرتفع إجمالي الطلب على النفط في الصين بمقدار 355 ألف برميل يومياً أو 3.5% لعام 2014 بكامله.
وقالت الوكالة في مايو/أيار أن الطلب على النفط في الصين نما بنسبة 1.3 فقط في الربع الأول من هذا العام، لكن من المنتظر أن يتسارع النمو بقية العام.
وأظهرت بيانات من إدارة الجمارك اليوم الخميس، أن واردات الصين من النفط في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي ارتفعت إلى 151.97 مليون طن أو 6.13 مليون برميل يومياً بزيادة قدرها 10.2 %عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وعلى أساس يومي بلغت الواردات في يونيو/حزيران 5.66 مليون برميل يومياً منخفضة 7.8% عن الشهر السابق.
ونادراً ما تكشف الصين عن معلومات بشأن احتياطياتها الاستراتيجية. وأظهرت بيانات الجمارك أن الصين استوردت 2.36 مليون طن من المنتجات النفطية في يونيو/حزيران وصدرت 2.25 مليون طن، ما يعني واردات صافية قدرها 110 آلاف طن.
وأصبحت الصين مصدراً صافياً للمنتجات النفطية مرتين هذا العام في مايو/أيار ومارس/آذار، ما يشير إلى أن الطلب المحلي بقي راكدا.
