أعلنت وزارة النفط والثورة المعدنية في حكومة نظام بشار الأسد أن خسائر قطاع النفط والثروة المعدنية بلغت منذ عام 2011 وحتى نهاية النصف الأول من 2022 نحو 105 مليارات دولار، مشيرة إلى أن الكميات التي "تسرقها" القوات الأميركية من الإنتاج تتجاوز أربعة أضعاف ما تتسلمه المصافي السورية من النفط الخام.
وقالت وزارة في تقريرها للنصف الأول من العام إن إنتاج النفط خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني حتى نهاية يونيو/حزيران بلع 14.5 مليون برميل، بمتوسط إنتاج يومي 80.3 ألف برميل، مشيرة إلى أن ما "يجري تسليمه من هذه الكميات إلى المصافي يبلغ نحو 14.3 ألف برميل"، فيما "سرق الاحتلال الأميركي ما يصل إلى 66 ألف برميل يومياً من الحقول المحتلة في المنطقة الشرقية".
تراجع مستمر في الإنتاج
وتشهد سورية تراجعاً مستمراً في إنتاج النفط والغاز، منذ بدء حرب النظام على الثورة عام 2011، إذ كان حجم الإنتاج يتجاوز 385 ألف برميل، بينما وصل إلى الحدود الصفرية عام 2015، قبل أن يعلن نظام الأسد عن سيطرته على بعض الآبار، شرقي مدينة حمص وسط البلاد وغربي نهر الفرات، بإنتاج يومي يدور في حدود 14 ألف برميل.
وبحسب تقرير وزارة النفط الصادر، أمس، فإن حجم إنتاج الغاز بلغ حوالي ملياري متر مكعب خلال النصف الأول من العام بمعدل إنتاج يومي بلغ 11.3 مليون متر مكعب.
ويقول عبد القادر عبد الحميد، خبير النفط السوري، إن تبدل خريطة السيطرة على النفط، خاصة بعد وضع يد قوات سورية الديمقراطية، بدعم أميركي، على أهم الحقول، حول نظام الأسد إلى "الطرف الأضعف" إذ لم يعد يسيطر إلا على بعض الآبار ذات الإنتاج المحدود.
ويضيف عبد الحميد لـ"العربي الجديد" أن "تعرض الآبار للتدمير وعدم الصيانة ومتابعة الاكتشافات كان لها الدور الأكبر في تراجع الإنتاج، والذي لا يزيد بأحسن الأحوال اليوم عن 150 ألف برميل بعموم الآبار السورية، وهذا الإنتاج أقل مما كانت تصدره سورية قبل عام 2011، إذ إن الاستهلاك المحلي لا يزيد عن 200 ألف برميل يومياً".
وشكل إنتاج النفط قبل الثورة نحو 24% من الناتج الإجمالي لسورية و25% من عائدات الموازنة و40% من عائدات التصدير. وتبدلت خريطة السيطرة على مواقع إنتاج النفط والغاز عدة مرات، منذ 2011، إذ سيطر الثوار على مناطق إنتاج النفط، بعد انسحاب قوات بشار الأسد عام 2012 من مناطق شمال شرق سورية.
ثم جاء تنظيم داعش أواسط عام 2013 ليسيطر على مناطق إنتاج الطاقة، ويتقاسم لاحقاً السيطرة والإنتاج مع "المليشيات الكردية" حتى سبتمبر/ أيلول 2017 وقت سيطرت "قوات سورية الديمقراطية" المعروفة باسم "قسد" على مدن الحسكة والرقة بالكامل وشرقي دير الزور، التي تضم أكبر 11 حقلاً للنفط في سورية.
بينما تمددت "قسد" بدعم أميركي، لتسيطر لاحقاً على أكثر من 90% من حقول النفط بسورية ونحو 45% من إنتاج الغاز، وتتوصل لتفاهمات قبل نحو خمس سنوات لإمداد نظام الأسد بالطاقة.
نظام بشار يفقد السيطرة
ومطلع أغسطس/ آب الجاري، اتهم النظام السوري الولايات المتحدة الأميركية بسرقة النفط من شمال شرق سورية ونقله إلى قواعدها شمال العراق. إذ نقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء "سانا" عما قالت إنها مصادر محلية أن رتلاً تابعاً لقوات الاحتلال الأميركي يضم 31 آلية، منها صهاريج مُحمّلة بالنفط المسروق وشاحنات، غادر فجر الثاني من الشهر الجاري عبر معبر الوليد غير الشرعي باتجاه الأراضي العراقية، ترافقه مدرعات عسكرية للاحتلال.
وأضافت "سانا" أن "قوات الاحتلال الأميركي مستمرة بنهب وسرقة الثروات السورية من حبوب ونفط وآثار وثروة حيوانية من مناطق شمال شرق سورية، بمساعدة قوات سورية الديمقراطية المرتبطة بها".