هل يفعلها الفيدرالي ويخفض سعر الفائدة على الدولار؟

07 اغسطس 2024
جيرومي باول رئيس الفيدرالي الأميركي يتعرض لضغوط شديدة - واشنطن 10 يوليو2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **ترقب عالمي لخفض الفائدة**: الأنظار تتجه نحو مجلس الاحتياطي الفيدرالي وسط توقعات بخفض سريع لسعر الفائدة لإنقاذ الاقتصاد العالمي من أزمة مالية محتملة بعد خسائر ضخمة في الأسواق.

- **اجتماعات الفيدرالي وتأجيلات متكررة**: الفيدرالي يعقد اجتماعه السادس في سبتمبر وسط توقعات بخفض الفائدة، بعد تأجيلات متكررة أثارت مخاوف من ركود اقتصادي وانتقادات من شخصيات بارزة.

- **تصريحات متضاربة وتوتر في الأسواق**: تصريحات متضاربة من مسؤولي الفيدرالي تزيد من التوتر في الأسواق، مع توقعات بخفض قريب وطارئ للفائدة.

باتت كلّ العيون مصوبة نحو مقر مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في واشنطن لعله يخفض سعر الفائدة على الدولار وبشكل سريع، وبالتالي ينقذ ما يمكن إنقاذه قبل دخول العالم، اقتصاده وأسواقه ومستثمريه، في أزمة مالية واقتصادية شرسة لا أحد يتنبأ بموعدها ومداها الزمني وسرعة انتشارها وحجم خسائرها.

وأصبحت الآمال معلقة على البنك الفيدرالي في عقد اجتماع طارئ وسريع يقرر خلاله خفض سعر الفائدة بعد أكثر من ثلاث سنوات من الخفض المتواصل لعله ينقذ الاقتصاد الأميركي من الوقوع في براثن الركود وربما الكساد، ويحول دون وقوع الأسواق في مستنقعات وانهيارات جديدة كما جرى يوم الاثنين، وهو المشهد الذي أزعج الجميع، البيت الأبيض والحكومات الغربية، مرشحو الانتخابات الأميركية وفي المقدمة دونالد ترامب، مليارديرات العالم وأثرياء أميركا، البورصات العالمية وأسواق وول ستريت والتي خسرت قرابة 6.4 تريليونات دولار، أسواق الأسهم والعملات والمعادن والطاقة والنفط والعملات الرقمية والتي تكبدت خسائر مليارية في هذا اليوم.

وفق الجدول المبرمج سلفاً سيعقد البنك الفيدرالي اجتماعاً يومي 17 و18 سبتمبر/أيلول المقبل، وهو الاجتماع السادس لهذا العام من بين ثمانية اجتماعات للعام 2024، للنظر في توجهات أسعار الفائدة.

ووفق التوقعات الصادرة من كبار قادة البنك الفيدرالي وبنوك الاستثمار العالمية، كان من المقرر أن يطلق البنك موجة خفض لأسعار الفائدة في شهر مارس الماضي لخفض تكلفة الأموال ومنع إلحاق الضرر بالاقتصاد الأميركي، إلا أن الفيدرالي أجَّل القرار خلال أربعة اجتماعات عقدت في مارس/آذار وإبريل/نيسان ويونيو/حزيران ويوليو/تموز 2024.

ويتخوف كثيرون أن يمتد التأجيل إلى اجتماع سبتمبر، وهو ما أزعج الأسواق العالمية من البيانات الأميركية الضعيفة الأخيرة المتعلقة بالبطالة والتشغيل، وأثار مخاوف من أن البنك ربما يكون قد ترك أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة للغاية، وهو ما قد يدخل الاقتصاد وأنشطته في حائط سد وموجة ركود تأخرت عامين.

وهذا ما يبرر تصاعد الانتقادات اللاذعة للفيدرالي خلال الأيام الماضية بسبب تأجيل قرار خفض الفائدة، كان من أعلى تلك الأصوات، صوت الملياردير الأميركي إيلون ماسك الذي قال يوم الأحد الماضي إن من الحماقة عدم خفض الفيدرالي أسعار الفائدة حتى الآن.

وانضم إلى قائمة المنتقدين أصوات كثيرة من داخل حي "وول ستريت" المالي أبرزها بيل أكمان، الملياردير الأميركي والمؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة بيرشينج سكوير كابيتال مانجمنت، الذي قال إن الفيدرالي كان بطيئاً للغاية في رفع الفائدة، والآن أصبح بطيئاً جداً في خفضها.

وكذا جيفري غوندلاش المستثمر والرئيس التنفيذي لشركة دابل لاين كابيتال والملقب بملك السندات والذي قال إنه كان ينبغي للفيدرالي، بدء دورة تخفيف أسعار الفائدة في يونيو.

بل إن الخبير الاقتصادي وكبير المستشارين الاقتصاديين لدى أليانز محمد العريان حذر من فقدان الولايات المتحدة وضعها الاقتصادي الاستثنائي بسبب الأخطاء التي يرتكبها الفيدرالي في إدارة السياسة النقدية.

ورغم أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيرومي باول، خرج علينا يوم 31 يوليو الماضي قائلاً إن البنك المركزي قد يخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه في سبتمبر إذا واصلت البيانات الاقتصادية مسارها الحالي، إلا أن الأسواق باتت على أعصابها ولا تنتظر حتى هذا الموعد، وأصبحت تترقب اجتماعاً عاجلاً للبنك يضع حداً لحالة الاضطرابات التي باتت تسيطر على البورصات والأسواق العالمية والتكهنات المتعلقة بوضع الاقتصاد الأميركي ومدى اقترابه أو بعده من الدخول في مستنقع الركود، وهو ما يجر العالم كله إلى أزمة قد تفوق أزمة العام 2008.

وربما التصريح الصادر عن رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستن جولسبي يوم الاثنين، من أن كل شيء مطروح دائما على الطاولة بما في ذلك زيادات الفائدة أو خفضها بعد الانهيارات التي شهدتها الأسواق حول العالم، يرفع رهان الأسواق على خفض قريب وطارئ للفائدة من قبل الفيدرالي.

المساهمون