رهان مغربي على المغتربين لإنعاش السياحة خلال الصيف

07 اغسطس 2024
إيرادات السياحة بلغت حوالى خمسة مليارات دولار في النصف الأول من العام (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **رهان المغرب على المغتربين لإنعاش السياحة**: تعتمد الحكومة المغربية على المغتربين لدعم السياحة، حيث شكلوا 45.8% من إجمالي 7.4 ملايين سائح في النصف الأول من العام الجاري.

- **إسهامات المغتربين في الاقتصاد الوطني**: المغتربون يدعمون إيرادات السياحة التي بلغت 5 مليارات دولار في النصف الأول من 2024، مع توقعات بزيادة إلى 11 مليار دولار بنهاية العام، مما يعزز رصيد النقد الأجنبي.

- **خطط الحكومة لتعزيز السياحة**: تهدف الحكومة لجذب 17.5 مليون سائح بحلول 2026، بتخصيص 610 ملايين دولار، وزيادة سعة النقل الجوي، وتعزيز الترويج، وتنويع المنتجات السياحية، وتأهيل الفنادق.

يتعاظم رهان الحكومة المغربية والعاملين في المنشآت السياحية والفندقية على المغتربين لإنعاش السياحة خلال الصيف الجاري، خصوصاً أن المغتربين مثلوا في العام الماضي أكثر من نصف الوافدين إلى المملكة.

ولا يراهن المغرب فقط على تحويلات المغتربين التي تدعم رصيد النقد الأجنبي وتوفر إيرادات لأسرهم في الدولة، بل يعول أكثر على مساهمتهم في دعم النشاط السياحي، خصوصاً في الصيف. ويُدرج المغتربون ضمن بيانات السياحة الخارجية. فقد مثلوا 45.8% في النصف الأول من العام الجاري، ضمن 7.4 ملايين سائح، حسب بيانات وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

ويساهم هؤلاء السياح في دعم إيرادات النشاط، حيث بلغت حسب بيانات التقرير الشهري الصادر عن مكتب الصرف في الأول من أغسطس/ آب الجاري، حوالى 5 مليارات دولار في النصف الأول من 2024. وكانت مساهمة المغتربين حاسمة في بلوغ 14.5 مليون سائح في العام الماضي، حيث مثلوا نحو 51% من مجمل السياح بارتفاع وصلت نسبته إلى 27% مقارنة بعام 2022، حسب بيانات الوزارة.

وأفضى ذلك إلى دعم رصيد المغرب من النقد الأجنبي في 2023، حيث زادت إيرادات السياحة بنسبة 11.7% مقارنة بالعام السابق له، لتصل إلى حوالى 10.5 مليارات دولار، حسب بيانات مكتب الصرف الحكومي. ويترقب مصرف المغرب المركزي أن تواصل إيرادات السياح الأجانب والمغتربين ارتفاعها في العام الجاري، لتصل إلى نحو 11 مليار دولار، حيث سيساهم ذلك في دعم رصيد المملكة من النقد الأجنبي، وصولاً إلى 38.2 مليار دولار، ما يمثل خمسة أشهر ونصف شهر من واردات السلع والخدمات.

وتتوقع المندوبية السامية للتخطيط، أن يشهد عدد الوافدين زيادة مهمة هذا العام، مستفيداً من المجهودات المبذولة للترويج للمغرب وجهةً سياحيةً، ولتحسين إمكانية الولوج إلى مختلف الوجهات السياحية الداخلية في المملكة.

ويقدَّر عدد المغتربين المغاربة بحوالى 5.8 ملايين شخص، أي حوالى 16% من سكان المملكة، وفقاً للأرقام الرسمية، يقيم 85% منهم في أوروبا، خصوصاً في فرنسا وهولندا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا. ويتوقع المغرب استقبال حوالى 3.2 ملايين من المغتربين في الصيف الحالي، حيث دأبت السلطات في هذه الفترة من العام على تسهيل توفير وسائل النقل الجوية والبحرية وإعداد فضاءات، خصوصاً في المطارات والموانئ، بهدف تسهيل عبور المغتربين.

ويشير إنييغو موري، الرئيس المؤسس لمنظمة "ريميساس" التي تُعنى بتحويلات المغتربين، إلى أن المغتربين المغاربة في أوروبا الذين يعبرون إلى المملكة عبر إسبانيا، يحرصون على الحلول ببلدهم من أجل السياحة فيه بين ذويهم. ويوضح موري في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه بالإضافة إلى التحويلات التي يرسلونها إلى المغرب، يساهمون في إنعاش النشاط السياحي في الصيف ويدعمون الطلب في المناطق التي ينحدرون منها، ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني.

ويلاحظ أنهم يساهمون في دعم الطلب على التجارة والخدمات، حيث يتجلى ذلك على مستوى النقل والمطاعم والمقاهي والفنادق في المدن الساحلية في شمال المملكة وجنوبها. هذا ما دفع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إلى الدعوة إلى توفير عرض سياحي يلائم المغتربين.

بدوره، يتوقع عبد اللطيف أيت حمو، الناشط في القطاع السياحي، أن يساهم المغاربة المقيمين والمغتربين في الصيف الحالي في تنشيط السياحة في مدن مثل مراكش وأكادير وطنجة والسعيدية والحسيمة، حيث ينتظر أن يصل معدل شغل الفنادق، خصوصاً في أغسطس/آب الجاري إلى ما بين 80% و100%.

ويشير أيت حمو في تصريح لـ "العربي الجديد" إلى أن المغتربين دأبوا على تنشيط السياحة في بعض المدن الصغيرة والمتوسطة التي ينحدرون منها، ومناطق جبلية، ما ينعكس إيجاباً على التجارة وبعض الخدمات مثل المقاهي التي قد تحقق جزءاً مهماً من إيراداتها السنوية في الصيف.

وينتظر أن تكون مساهمة المغتربين حاسمة لبلوغ هدف الخطة التي وضعتها الحكومة المغربية والرامية إلى جذب 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026، ما من شأنه إتاحة 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في السياحة.

وخططت الحكومة، بهدف بلوغ تلك الأهداف، لتوفير موازنة قدرها 610 ملايين دولار في الأربعة أعوام المقبلة، مع مضاعفة سعة النقل الجوي، وتعزيز الترويج والتسويق، مع إيلاء اهتمام خاص للرقمنة، وتنويع منتجات التنشيط الثقافية والترفيهية، مع تأهيل الفنادق، وإحداث قدرات إيوائية جديدة، حيث ينتظر رفع عدد الأسرة في الفنادق من 300 ألف إلى 340 ألف سرير في 2026.

المساهمون