هل يفعلها البنك الفيدرالي ويثبت سعر الفائدة غدا؟

13 يونيو 2023
ضغوط على جيروم باول رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (Getty)
+ الخط -

ينتظر الاقتصاد العالمي والأسواق أسبوعاً حافلاً، حيث يشهد اجتماعين لاثنين من أكبر البنوك المركزية حول العالم، وهما مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) والبنك المركزي الأوروبي، وصدور الكثير من البيانات المهمة المتعلقة بالتضخم والبطالة.

وتحدد اجتماعات تتعلق بالسياسة النقدية، تعقدها البنوك المركزية أيضا في أوروبا واليابان، اتجاه السوق هذا الأسبوع، مع تلمس الأسواق دلائل من صناع السياسات بشأن المسار المقبل لأسعار الفائدة.

ومن المتوقع أن يستمر البنك المركزي الياباني على نهج نقدي بالغ التيسير وقبل توقعات بتعاف اقتصادي معتدل. وقالت مصادر، لـ"رويترز"، إن إنفاقا قويا من الشركات والأسر حد من تأثير تباطؤ الطلب من الخارج.

يتوقع أن يوقف الاحتياطي الفيدرالي جولات رفع المعدلات الأربعاء بعد زيادتها عشر مرات متتالية، فيما يتابع انعكاسات التشدد على الاقتصاد الحقيقي

ويجتمع مسؤولو الاحتياط الفيدرالي الأميركي اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء لبحث اتجاهات سعر الفائدة على الدولار، وسط حالة ترقب شديد من قبل بنوك الاستثمار والمؤسسات المالية، ووفق توقعات، فإنه من المرجح أن يعلق الفيدرالي رفع معدل الفائدة الرئيسي للمرة الأولى منذ مارس/آذار 2022، لتجنب إحداث ركود واسع على الرغم من ارتفاع التضخم الأميركي.

ومن المقرر صدور بيانات التضخم الأميركية لشهر مايو/ أيار اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع اجتماعات الفيدرالي. وتشير تقديرات أولية إلى تراجع التضخم على أساس شهري ليبلغ 0.2% في مايو بعدما ارتفع 0.4% في إبريل/نيسان، وفقا لاستطلاع أجرته وكالة "رويترز".

وانخفضت أسعار الذهب بصورة طفيفة في تعاملات أمس الاثنين، مع توجه أنظار المستثمرين نحو اجتماع الفيدرالي، إلى جانب ترقب بيانات التضخم الأميركية.
ومن المحتمل بنسبة 70% أن يثبت البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة عند المدى من 5% إلى 5.25% خلال اجتماع يونيو/حزيران الذي سينتهي الأربعاء، وفقًا لأداة "سي إم إي فيد واتش".

وبعد عشر زيادات متتالية، يريد مسؤولو المركزي الأميركي التريث من أجل مراقبة انعكاس ذلك على الاقتصاد الحقيقي. مع تجنب التسبب في ركود، وخصوصا أن الأزمة المصرفية في الربيع جعلت المصارف أكثر حذراً بشأن القروض.

وتوقَّع معظم خبراء الاقتصاد أن يتوقف الفيدرالي مؤقتاً عن رفع الفائدة هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ 15 شهراً، وأن يعلّق سياسة الرفع في ديسمبر/كانون الأول المقبل، على الرغم من تعافي الاقتصاد الأميركي واستمرار ارتفاع معدل التضخم.

توقَّع معظم خبراء الاقتصاد أن يتوقف الفيدرالي مؤقتاً عن رفع الفائدة هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ 15 شهراً، وأن يعلّق سياسة الرفع في ديسمبر/كانون الأول

وخلال اجتماعها يومي 13 و14 يونيو، من المحتمل أن تبقي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أسعار الفائدة من دون تغيير عند نطاق 5% و5.25%، برغم أنَّ المسؤولين يواجهون قراراً أصعب في يوليو المقبل حيال ما ينبغي فعله، بحسب خبراء اقتصاد شاركوا في استطلاع رأي حديث أجرته "بلومبيرغ".

وفي أسواق المال، يرفع المستثمرون من رهاناتهم على بقاء أسعار الفائدة على الدولار مرتفعة لمدة أطول، بعدما رفعت البنوك المركزية في أستراليا وكندا تكاليف الاقتراض بشكل غير متوقع لمكافحة التضخم، وفي ظل قوة سوق العمل الأميركية.

وغذت البيانات الاقتصادية الأميركية القوية، في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك تقرير الوظائف، هذه الرهانات، والتي قيمها المتداولون في ضوء قرارات بنكي كندا وأستراليا المركزيين، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز".

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

كان رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول قد ألمح، في وقت سابق، إلى الوقف المؤقت لحملة تشديد السياسة النقدية، مبيناً أنَّه يفضل الانتظار لتقييم التداعيات المتأخرة للزيادات السابقة وتأثير حالات الإفلاس الأخيرة في القطاع المصرفي على وفرة الائتمان.

ورغم أن ديان سونك، كبيرة الاقتصاديين في مؤسسة KPMG، توقعت مراجعة الفيدرالي مساره لرفع معدل الفائدة، إلا أنها توقعت "معدلات أعلى لمدة أطول".
وقالت الخبيرة الاقتصادية ليديا بوسور في "إي واي" لوكالة فرانس برس: "أعتقد أننا سنشهد تعليقاً"، معتبرة أن هناك "ما يكفي من الدعم" لتحقيق ذلك بين أعضاء لجنة السياسة النقدية.

وقال جيم ريد، المحلل في "دويتشه بنك": "بدأ المستثمرون برؤية نمط جديد، حيث تسير تحركات هذا الأسبوع ضد الرواية السائدة بأن البنوك المركزية على وشك التوقف مؤقتًا عن رفع أسعار الفائدة".

يرجّح أن يرفع البنك المركزي الأوروبي معدل الفائدة مجددا الخميس، ليمضي قدما في معركته للسيطرة على التضخم رغم دخول منطقة اليورو في حالة ركود

ورغم تلك التوقعات، ينقسم خبراء الاقتصاد حول ما إذا كان الفيدرالي قد بلغ ذروة عمليات رفع الفائدة، ويتوقَّع ثلثهم زيادة ربع نقطة خلال يوليو المقبل.

ودعا عدد من مسؤولي البنك المركزي الأكثر تشدداً لرفع أسعار الفائدة، بمن فيهم رئيس البنك في سانت لويس جيمس بولارد، ورئيسة البنك في كليفلاند لوريتا ميستر، وطرح بعضهم إمكانية إلغاء اجتماع يونيو، وإقرار زيادة سعر الفائدة خلال اجتماع يوليو/تموز.

أوروبيا، يبدو المشهد مختلفا عن الولايات المتحدة، حيث يتوقع أن يوقف الاحتياطي الفيدرالي جولات رفع المعدلات الأربعاء بعد زيادتها عشر مرات متتالية، فيما يتابع انعكاسات التشدد على الاقتصاد الحقيقي.

وفي المقابل، يرجّح أن يرفع البنك المركزي الأوروبي معدل الفائدة مجددا يوم الخميس، ليمضي قدما في معركته للسيطرة على التضخم رغم دخول منطقة اليورو في حالة ركود وفق "فرانس برس".

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

ويتوقع محللون أن يستنسخ صانعو سياسات البنك المركزي الأوروبي خطوة مايو عبر زيادة تكاليف الإقراض بـ25 نقطة أساس، ليرتفع معدل الفائدة الذي يُراقب عن كثب إلى 3,50 في المئة.

وستكون هذه ثامن مرة على التوالي يرفع فيها المركزي الأوروبي، الذي يتخذ من فرانكفورت مقرا، معدل الفائدة منذ تموز/يوليو الماضي، عندما أطلقت حملة غير مسبوقة لتشديد السياسات النقدية بعدما أدت الحرب الروسية على أوكرانيا إلى ارتفاع تكاليف الطاقة والمواد الغذائية.

تباطأ التضخم في منطقة اليورو إلى 6,1% من عام لآخر في مايو، بعدما سجّل ذروة بلغت 10.6% في أكتوبر/ تشرين الأول، ما يدل على تأثير جهود البنك المركزي الأوروبي.

ستكون هذه ثامن مرة على التوالي يرفع فيها المركزي الأوروبي، الذي يتخذ من فرانكفورت مقرا، معدل الفائدة منذ تموز/يوليو

لكن رغم أن هدف البنك المتمثّل بتضخم نسبته 2% ما زال بعيد المنال، شدد صانعو السياسات على أنه من المبكر الآن التخلي عن رفع معدلات الفائدة، ما يشي بأن رفع المعدلات سيتواصل في الأشهر المقبلة.

وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، في وقت سابق من هذا الشهر، إن معدلات الفائدة هذا الشهر "تقترب من المستوى المناسب"، لكن "علينا مواصلة زيادتها".

المساهمون