هكذا طارت الخطوط الجوية القطرية فوق منافستها الإماراتية خلال الجائحة

27 ابريل 2021
تسيطر الخطوط القطرية على حصة وازنة في السوق (Getty)
+ الخط -

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، بأنّ المنافسة القوية خلال وباء كورونا ساعدت في تفوق الخطوط الجوية القطرية، على "طيران الإمارات"، لتصبح الأولى أكبر شركة طيران للمسافات الطويلة في العالم، في الوقت الحالي.

وبحسب تقرير للصحيفة، تقوم الخطوط القطرية التي تتخذ من الدوحة مقراً لها، حالياً بتسيير طائرات رغم أنّها قد تكون شبه فارغة بسبب الحالة الوبائية، على مسارات حول العالم، لزيادة حصتها في السوق. وعلى النقيض من "طيران الإمارات"، تقوم بزيادة عدد الموظفين.

وبينما قلّصت شركات الطيران الأخرى خدماتها إلى الأسواق التي أغلقتها الجائحة، تسعى الخطوط القطرية المدعومة من الدولة للحصول على حقوق هبوط جديدة لتظهر أقوى بعد الوباء، وفق الصحيفة.

في الأشهر الـ12 الماضية، نقلت قطر مقاعد أكثر من أي شركة طيران أخرى على المسارات العابرة للحدود، وفقًا لشركة البيانات OAG. ومن المقرر أن تطير شركة الطيران أكثر من ضعف السعة الدولية للخطوط الجوية الفرنسية، وأكثر من الثلثين من شركة "دلتا إيرلاينز" الأميركية، وأكثر من 13% من "طيران الإمارات". وفي التصنيف الذي يطاول الرحلات المحلية والرحلات الطويلة معاً، لا تزال شركة "أميركان إيرلاينز" أكبر شركة طيران في العالم.

يعتمد ما إذا كانت قطر لا تزال أكبر شركة طيران لمسافات طويلة في العالم من حيث السعة جزئياً، على مدى سرعة استعادة شركات الطيران الأخرى للجداول الزمنية، وقال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية في مقابلة، في إشارة مستترة إلى "طيران الإمارات"، وفق "وول ستريت جورنال": "نحن مستعدون للمنافسة، لم نبتعد عن المنافسة، نحن نحبها".

وقالت "طيران الإمارات"، الشهر الماضي، إنها ستدير أول رحلة بطاقم وركاب تم تطعيمهم بالكامل. وفي محاولة للتغلب على منافستها التي تتخذ من دبي مقراً لها، قامت الخطوط القطرية، برحلة مماثلة في 6 إبريل/ نيسان الحالي، قبل أربعة أيام من إقلاع "طيران الإمارات" المخطط له.

وقال رئيس "طيران الإمارات" تيم كلارك: "هناك طرق ووسائل لاستعادة القدرة في السيطرة على الطرق دون الحاجة إلى رفع الأصوات حول كوننا الأكبر والأفضل".

كانت "طيران الإمارات" أكثر حذراً من قطر خلال الوباء. أوقفت معظم أسطولها في مارس/ آذار من العام الماضي، وأوقفت أكثر من 100 طائرة عملاقة من طراز "إيرباص A380"، وأعادت مسارها ببطء. تسيّر الشركة الآن ما يقرب من 110 وجهات، مقارنة بأكثر من 150 وجهة قبل الوباء.

في الأشهر الأربعة الأولى من الوباء، أعادت قطر حوالي 3.2 ملايين مسافر، وهي خطوة قال الباكر إنها نالت ولاء العملاء الجدد. كما فتحت خطوط مواصلات جديدة إلى أماكن مثل سان فرانسيسكو وبريسبان في أستراليا وأبيدجان في ساحل العاج وأكرا عاصمة غانا، وهي وجهات تخطط لإبقائها في شبكتها.

الاستراتيجية تؤتي ثمارها بالفعل لبعض المسارات، فقد أطلقت الخطوط القطرية رحلات إلى سياتل في وقت سابق من هذا العام وحصلت على 22.3% من حصة السوق من حركة المسافرين من آسيا في مارس/ آذار، مقابل 16.7% لـ"طيران الإمارات"، التي بدأت العمل هناك قبل تسع سنوات، وفقًا لإحصائيات مطار سياتل تاكوما الدولي.

في أستراليا، حيث حدّت الحكومة من عدد الركاب المسموح لهم بدخول البلاد كل أسبوع، قامت العديد من شركات النقل بتخفيض الخدمة. قامت "طيران الإمارات" بتسيير 118 رحلة إلى أستراليا في فبراير/ شباط، وهو ثلث رحلاتها قبل عام، بينما حافظت الخطوط القطرية على ما يقرب من 145 رحلة إلى البلاد، وفقًا لإحصاءات حكومية. وأظهرت البيانات أنها وسّعت حصتها في السوق من 3.6% من المسافرين الدوليين من وإلى أستراليا في فبراير/ شباط من العام الماضي إلى 16.2% هذا العام.

وقال الباكر: "بغض النظر عما سيحدث في جميع أنحاء العالم، ستكون هناك دائماً أسواق يرغب الناس في السفر إليها". وأضاف أنّ الطائرات القطرية ممتلئة بنسبة 40% في المتوسط حاليًا، وتعمل بعض الرحلات بحوالي 15%.

ورأت الصحيفة أنّه يمكن للخطوط القطرية تحمل تكاليف التوسع، لأنّ قطر الغنية بالغاز هي واحدة من أغنى دول العالم، كما تريد الحكومة استخدام ناقلتها لتعزيز السياحة قبل استضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022.

وأدى الدعم الحكومي لسنوات إلى إحباط شركات الطيران الأميركية الكبرى، مثل "أميركان إيرلاينز" و"يونايتد إيرلاينز هولدنغز" و"دلتا"، التي قالت إنّ الإعانات الحكومية تسمح لشركات الطيران الخليجية بخفض أسعارها على المسارات. فيما أشار الباكر  إلى أن شركات الطيران الأميركية تلقت دعمًا حكوميًا كبيرًا خلال الوباء.

وتأسست الخطوط القطرية في عام 1994، بعد تسع سنوات من "طيران الإمارات"، وقد تنافست قطر منذ فترة طويلة مع الثانية على حركة المرور الدولية، باستخدام محاور الخليج لربط المسافرين بين آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية. تعاونت الشركتان في بعض الأحيان. في عام 2013، تفاوضت كلتاهما بشكل مشترك مع شركة "Boeing Co" بشأن طلبات وتصميم طائرة "777X".

تبدد أي إحساس بالمشاركة في عام 2017، ومع ذلك، عندما بدأت الإمارات العربية المتحدة، مقاطعة مع المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر ضد قطر، قطع هذا الصدع الوصول الجوي الإقليمي إلى قطر، مما أجبر الناقل الوطني لها على اتخاذ مسارات ملتوية، وأدى ذلك إلى زيادة تكاليف الوقود وإطالة أوقات الرحلات.

في يناير/ كانون الثاني، أعادت هذه الدول العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، مما سمح مرة أخرى للخطوط الجوية القطرية بالوصول إلى أجوائها. ساعد ذلك في تقليل أوقات السفر إلى أفريقيا وأميركا الجنوبية، وزيادة عدد العملاء المحتملين في المنطقة.

وقال جون ستريكلاند، الذي يدير شركة استشارات الطيران JLS Consulting، عن الشركتين المتنافستين: "لديهما نقاط قوة وتحديات مختلفة. القطرية تستفيد الآن من انتهاء العقوبات، وهي في وضع أفضل على المدى القصير من خلال امتلاك بعض الطائرات الأصغر في أسطولها".

تسعى كلتا الشركتين إلى تحقيق النمو في أميركا الشمالية، وهو سوق يمكن أن يحدد الناقل الذي سيخرج من الوباء بشكل أقوى

وأضاف ستريكلاند، مع ذلك، إنّ معدلات التطعيم المرتفعة في الإمارات العربية المتحدة، حيث تلقى ما يقرب من نصف السكان جرعتين، تفيد "طيران الإمارات" من خلال جذب المزيد من السياح إلى دبي.

ومع ذلك، بعد التقليص الأخير في "طيران الإمارات" والتخلي عن طيارين وطواقم وغيرهم من الموظفين أو خفض أجورهم، استغلت قطر الميزة، حيث وظفت بعض الموظفين الذين تم التخلي عنهم أو أصيبوا بالإحباط بسبب الباقات المخفضة في "طيران الإمارات"، وفقًا لأشخاص مطلعين على التوظيف.

مثلاً، تشير "وول ستريت جورنال"، إلى أنّ تييري أنتينوري يساعد في دفع توسع الخطوط القطرية، وهو مدير تنفيذي كبير انضم إلى الشركة في عام 2019 من "طيران الإمارات" حين كان يُعتبر ذات مرة بديلاً محتملاً لكلارك، رئيس شركة الطيران.

تسعى كلتا الشركتين إلى تحقيق النمو في أميركا الشمالية، وهو سوق يمكن أن يحدد الناقل الذي سيخرج من الوباء بشكل أقوى.

وقال كلارك إنه يتوقع أن تعيد "طيران الإمارات" عملياتها في نهاية المطاف إلى جميع المطارات الأميركية البالغ عددها 12 في شبكتها. في غضون ذلك، قال الباكر إنّ قطر ستبدأ قريبًا السفر إلى أتلانتا، ليرتفع عدد الوجهات النشطة في الولايات المتحدة إلى 12 وجهة.

المساهمون