اتهم نظام بشار الأسد، اليوم، الولايات المتحدة الأميركية بسرقة النفط من شمال شرق سورية (مدن الجزيرة) ونقله إلى قواعدها شمال العراق.
يأتي هذا الاتهام فيما يكشف وزير الاقتصاد بالحكومة السورية المعارضة عبد الحكيم المصري لـ"العربي الجديد" أن ما تسمى "قوات سورية الديمقراطية" تسيطر على أكثر من 90% من حقول النفط بسورية ونحو 45% من إنتاج الغاز، وأنها تدعم نظام الأسد بالنفط الخام "عبر تفاهمات واتفاقات" والناقل شركة "القاطرجي".
ونقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء "سانا" أن "قوات الاحتلال الأميركي" أخرجت رتلاً من الآليات يضم صهاريج محمّلة بالنفط السوري المسروق إلى قواعدها بالعراق، وذلك عبر استخدام القوات الأميركية المعابر غير الشرعية التي أحدثتها لهذا الغرض بمساعدة مليشيا "قسد" المرتبطة بها.
وتضيف وكالة "سانا" نقلاً عما قالت إنها مصادر محلية، أن رتلاً تابعاً لقوات الاحتلال الأميركي يضم 31 آلية، منها صهاريج مُحمّلة بالنفط المسروق وشاحنات، غادر فجر اليوم الأراضي السورية عبر معبر الوليد غير الشرعي باتجاه الأراضي العراقية، ترافقه مدرعات عسكرية للاحتلال، مشيرة إلى أن "قوات الاحتلال الأميركي" مستمرة بنهب وسرقة الثروات السورية من حبوب ونفط وآثار وثروة حيوانية من الجزيرة السورية، مستخدمة المعابر غير الشرعية التي أحدثتها لهذا الغرض بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية "المرتبطة بها".
ويرى عبد الحكيم المصري أن من أدوار التواجد الأميركي بالمنطقة حماية آبار النفط التي تسيطر عليها "قسد بالقوة"، وما أعلنه الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قبل عملية "نبع السلام" التركية، من انسحاب قوات بلاده من سورية، تم التراجع عنه بحجة محاربة تنظيم "داعش".
ويكشف وزير الاقتصاد بالحكومة السورية المعارضة أن قوات سورية الديمقراطية "قسد" المدعومة أميركياً، تسيطر على قرابة 90 بالمئة من حقول النفط، و45 بالمئة من إنتاج الغاز بسورية، فيما يسيطر نظام الأسد على ما تبقى "نحو 30 ألف برميل نفط يومياً".
ويشكك الوزير بأرقام النفط المعلنة بسورية، حتى قبل الثورة عام 2011، مشيراً لـ"العربي الجديد" إلى أن إنتاج النفط المصرح عنه رسمياً من قبل النظام، كان 387 ألف برميل يومياً عام 2011، إلا أنه في الحقيقة يصل إلى أكثر من مليون و400 ألف برميل، ولكن الفارق بين الإنتاج الحقيقي والمعلن، لم يكن يدخل في الموازنة العامة، بل تذهب عائداته للمصالح الشخصية للنظام وشركائه.
وحول العلاقات بين "قسد" ونظام الأسد، يؤكد وزير الاقتصاد بالحكومة السورية المعارضة أن "قسد" تُبرم عقوداً مع النظام وتبيعه الجزء الأكبر من النفط، مقابل حصولها على الكهرباء والخدمات في مناطق سيطرتها، وهذا يعني أن النظام ممول أساسي للإرهابيين عبر شرائه النفط منهم.
ولفت إلى أنه وحسب "تقارير رسمية ودراسات" فإن احتياطي النفط في حقول دير الزور والحسكة، التي تسيطر عليها "قسد" تبلغ نحو 2.2 مليار برميل، والولايات المتحدة "لا تريد النفط لها"، ولكنها تريد إبقاء قطاع النفط تحت هيمنة "قسد" لتتمكن من التمويل وسد نفقاتها.
وحول صمت روسيا عن سيطرة "قسد" على النفط السوري، رغم أنها الوصية إن لم نقل المحتلة، يضيف الوزير المصري: إن العقود طويلة الأمد التي وقّعتها روسيا مع النظام للسيطرة على الساحل السوري والغاز بمياه البحر المتوسط وعقود الفوسفات، إضافة إلى سيطرتها على مطار دمشق الدولي، هي سبب الصمت الروسي عن محاربة "قسد" حول آبار النفط.
وبحسب مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" فإن قوات سورية الديمقراطية "قسد" عاودت منذ يونيو/ حزيران الماضي، تزويد نظام الأسد بكميات أكبر من النفط الخام، بعد ما أسمته المصادر، التفاهمات الجديدة والالتقاء على "محاربة تركيا".
ويؤكد الخبير النفطي، عبد القادر عبد الحميد لـ "العربي الجديد" أن نحو 20 ألف برميل نفط خام يومياً، يجري نقلها عبر صهاريج شركة القاطرجي، إلى مصفاة حمص وسط البلاد، في حين لم تزد الكمية، قبل التفاهم الأخير، عن 10 آلاف برميل.