نزوح الروس يُنعش بيع سياراتهم على الحدود بأسعار رخيصة

أصبحت نقطة التفتيش الحدودية "أبرلارس" مكانا يصطف فيه آلاف الروس الذين يغادرون البلاد متجهين إلى جورجيا تجنبا للتعبئة الجزئية التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين، حيث يعلقون في ازدحام مروري عدة ساعات أو حتى أيام.

في الأيام الأولى من إعلان التعبئة، كان بعض الروس الموجودين على المعابر الحدودية يغلقون سياراتهم ويتركونها ويتابعون رحلتهم سيرا للوصول أسرع، لكن في الوقت الحالي سرعان ما أدركوا أنه لا يمكن ترك السيارات على هذا النحو، وانتبهوا إلى فكرة بيعها للسكان المحليين بأسعار منخفضة.

وانتشرت منتديات السيارات وغروبات على "تيليغرام" و"في كيه" VK التي توجد فيها العديد من الإعلانات التي تعلن عن سيارات بعضها موجود في مدينة فلاديكافكاز، وبعضها الآخر على الطريق المؤدي إلى المعبر بين روسيا وجورجيا.

"العربي الجديد" اطلع على مثل هذه الغروبات، لكن اللافت كان أن السيارات تُباع بأقل من ثمنها المعتاد في موسكو، فيما المعلنون يريدون البيع بأسرع وقت ممكن، وكلما اقترب صاحب السيارة من المعبر زاد ثمنها في "سوق السيارات العفوي"، كما يسميه الروس.

أحد المعلنين كتب في منشوره: "أبيعها على وجه السرعة.. أنا أقف في قرية ريدينت القريبة من الطريق السريع، لست بعيدا من فلاديكافكاز".

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

ارتفاع غير مسبوق لأسعار قطع غيار السيارات في روسيا جراء العقوبات

وتواصل "العربي الجديد" مع أحد المعلنين الذي رفض ذكر اسمه، واكتفى باسم حسابه المستعار "إيفان"، فقال: "أريد بيع سيارتي حتى أستطيع التحرك أسرع وعبور الحدود، لا أريد تركها هنا لأني لا أعلم متى سأعود".

وأضاف: "سأطلب من الأشخاص القريبين من المعبر أن أركب معهم للعبور مقابل مبلغ مالي، ولست وحدي من يفعل ذلك، بل هناك الكثيرون فعلوا الشيء نفسه قبلي".

و"إيفان" هو أحد المعلنين عن سيارته للبيع من نوع "مرسيدس بنز" الفئة 2006 E مقابل 300 ألف روبل (5200 دولار تقريبا)، بينما كان مثلها معروضا في موسكو مقابل 720 ألفا، أي أنها معروضة بنصف الثمن مقارنة بسعرها الطبيعي.

وثمة منشور آخر يقول صاحبه إن "أي شخص يريد بيع سيارته بثمن بخس، يكتب لي على الخاص". وقد حاول "العربي الجديد" التواصل معه لمعرفة ما إذا كان معتادا على شراء السيارات بهذه الطريقة، لكن من دون فائدة.

والمثير للاهتمام أن المهتم بشراء تلك السيارات ليس فقط السكان المحليون، بل أيضا سكان روسيا الوسطى وحتى روسيا البيضاء، فقد اندفعوا إلى هذا السوق الذي تم افتتاحه فجأة في غضون أيام قليلة.

ومنذ 26 سبتمبر/أيلول، كانت قائمة الانتظار في "أبرلارس" 3500 سيارة.

وذكرت وكالات الأنباء الروسية أن أوسيتيا الشمالية فرضت قيودا على دخول العديد من سيارات الركاب إلى أراضيها، وأنشأت مكتب تجنيد عند معبر لارس الحدودي.