ذكرت تقارير متخصصة في الطيران أن الطائرة الرئاسية الجديدة التي اشترتها الحكومة المصرية قبل عامين وأرسلتها إلى إيرلندا لطلائها، هي طائرة قديمة، وليست جديدة، ولكن مصر اشترتها بسعر طائرة حديثة من ذات النوع.
وأفادت تقارير بشراء الحكومة المصرية طائرة رئاسية تصل قيمتها إلى نحو 500 مليون دولار لتثير جدلاً واسعاً، فيما أُرسلت الطائرة قبل أيام إلى إيرلندا لطلائها، بتكلفة باهظة، وسط أزمة اقتصادية تعانيها مصر.
وقال موقع "سيمبل فلاينغ" المتخصص بشؤون الطيران، إن مصر تستعد لتسلّم طائرة جديدة بقيمة نصف مليار دولار، لتكون الطائرة الخاصة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وغادرت الطائرة الرئاسية الجديدة المسجلة تحت SU-EGY من طراز "بوينغ 747-8"، متجهة إلى شانون في إيرلندا من أجل طلائها بعد الانتهاء من التجهيزات الداخلية، لتصبح طائرة الرئاسة الخاصة، بدلاً من الطائرة إيرباص A340 المسجلة باسم SU-GGG التي دخلت الخدمة منذ 28 سنة، ولا تستخدم إلا لسفر رئيس الجمهورية، ما يعني أن عدد ساعات طيرانها منخفض للغاية.
وتحدث تقرير الموقع عن أن شركة لوفتهانزا رفضت شراء الطراز نفسه منذ نحو 15 سنة، نظراً لعيوب فنية. ويبلغ سعر الطائرة الجديدة من النوع نفسه، بحسب تقارير صحافية، نحو 418,4 مليون دولار، بينما اشترتها الحكومة المصرية بنحو 487 مليون دولار.
وفسّر معلقون وجود هذا الفارق الكبير بين السعرين والبالغ نحو 70 مليون دولار لوجود عمولات سمسرة رفعت السعر.
وجاء في تقرير الموقع أن طائرة بوينغ 747-400 حققت نجاحاً كبيراً في صناعة الطيران، إلا أن شقيقتها الصغرى، 747-8، التي اشترتها الحكومة المصرية، لم تعمل جيداً.
وكما عانت صناعة الطيران عموماً بشدة نتاج الوضع العالمي الحالي، فإن هذا النوع من الطائرات قد تعرض لأزمة أكبر من الأنواع الأخرى، نظراً لأن أداء المحرك الرباعي دون المستوى.
في المقابل، سعى "سيمبل فلاينغ" لتقييم سعر طائرة بوينغ 747-8 في عام 2021، استناداً إلى بيانات من موقع "تشافييشن دوت كوم"، الذي يحسب قيمة معظم الطائرات بمساعدة أدوات التحقق.
وفقاً للبيانات، ذهبت 36 طائرة لشركات الطيران، وحصلت "لوفتهانزا" على 19 طائرة، فيما حصل الطيران الكوري على عشر طائرات، وطيران الصين على سبع، أما الطائرة الباقية، فتراجعت شركة لوفتهانزا عن شرائها، حتى وجدت شركة بوينغ أخيراً مشترياً مجهولاً للطائرة التي يرجع عمرها لأكثر من عشر سنوات.
ووفقاً لشركة بوينغ، فإن السعر الحالي لطائرة 747-8 يكون 418.4 مليون دولار، مع الوضع في الاعتبار أن القيمة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعمر الطائرة، فكلما تقادمت، انخفض السعر.
وبحسب ما ورد في الموقع، باعت شركة بوينغ طائرة من طراز 747-8 كانت مركونة في صحراء موهافي لنحو عشر سنوات، جنوب غربيّ الولايات المتحدة، وكان من المقرر أن تتجه الطائرة إلى شركة لوفتهانزا، وهي مطلية بألوان شركة الطيران، في صفقة لم تكتمل، فيما قدم عميل لم يذكر اسمه مطالبة بطائرة صنعت سابقاً.
وأبلغت الشركة المصنعة عن طلب شاغر من طراز 747-8، ويُنسب الطلب إلى عميل غير محدد في بلد غير مسمى.
بينما لم تخبر شركة بوينغ بتفاصيل عن الطائرة التي بيعَت، أكد متحدث باسم شركة سيمبل فلاينج أن هذه كانت طائرة بُنيَت سابقاً.
في المقابل، قال الإعلامي والبرلماني المصري، مصطفى بكري، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي حريص على المال العام أكثر من أي أحد. واعتبر أن ما أثير حول الطائرة مجرد شائعات، مؤكداً أن مؤسسة الرئاسة لديها طائرة واحدة من نوع إيرباص 340.
وتابع بكري على إحدى القنوات، قائلاً إن طائرة الرئاسة في أي بلد ليست مجرد وسيلة نقل، ولكنها لا بد أن تكون مجهزة بغرفة عمليات ووسائل الاتصال وأنظمة حماية.
وأضاف بكري أن السيسي كان يتنقل داخل مصر بطائرات هليكوبتر تابعة للجيش، لذا، جرى التعاقد على طائرة إيرباص بـ240 مليون دولار، علماً بأنه كان يمكن أن يتعاقد على طائرة أكثر جاهزية بـ500 مليون دولار، كما زعمت الشائعات، ولكن الرئيس "لا يحب البهرجة"، وأيضاً ليس هناك أسطول طائرات تابع للرئاسة، لكنها طائرة واحدة فقط.
وأكد بكري خلال تقديم برنامجه على إحدى الفضائيات، أن المصريين مستهدفون من قوى داخلية وخارجية، مضيفاً: "الحقيقة دائماً في صفنا، وصف الشرفاء من هذا الوطن.. ويمكن أن تكون هناك حاجات غير راضين عنها، لكن هناك قواسم مشتركة". وحذر بكري مشاهديه من الشائعات التي تستهدف بلدهم.