موسم القمح السوري مخيب للآمال بسبب ارتفاع الحرارة

25 يوليو 2024
زراعة القمح في الرقة، 23 ماليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تراجع إنتاج القمح السوري وتأثيره على الاقتصاد**: تراجعت الكميات المسوقة من القمح في سوريا من مليوني طن متوقع إلى 700 ألف طن فقط، مما ينذر بكارثة جوع ورفع أسعار الخبز بسبب نقص السيولة لاستيراد القمح.

- **تأثير الظروف المناخية والسياسية على الإنتاج**: الإنتاج المتوقع من الأراضي السورية يصل إلى 1.8 مليون طن، معظمها في مناطق "الإدارة الذاتية" و300 ألف طن في المناطق المحررة، بينما استهلاك مناطق النظام يصل إلى مليوني طن.

- **مخاوف تهريب القمح وضعف التمويل**: تعاني حكومة المعارضة من ضعف تمويل شراء القمح، مما يزيد مخاوف تهريبه. من المتوقع دعم مالي من "صندوق الائتمان لإعادة إعمار سورية" وبعض الدول العربية والمنظمات الدولية.

خابت آمال حكومة بشار الأسد بموسم وفير من القمح السوري، بعدما شارف استلام الإنتاج على نهايته، وتراجع الكميات المسوقة للمؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب، من نحو مليوني طن متوقع إلى نحو 700 ألف طن، كما نقل عن وزير الزراعة بحكومة تسيير الأعمال، محمد حسان قطنا.

ويقول مدير الدعم التنفيذي بوزارة الزراعة، أمجد أبو عيسى، إن تقارير لجان استلام الحبوب، أكدت أن إنتاج الحبوب المتوقع من المناطق التي يسيطر عليها النظام، تبلغ 950 ألف طن، فضلاً عن الاستجرار من المناطق الأخرى، ولكن، يضيف أبو عيسى، خلال تصريحات أمس، أنه جرى تسويق 660 ألف طن و25 ألف طن من البذار المخصص، أي ما مجموعه 700 ألف طن تقريباً، وهذه الكميات تشكّل ما نسبته 70 % من الإنتاج الكلي.

بدوره، يرى المهندس الزراعي، يحيى تناري أن "تقديرات حكومة الأسد كانت متفائلة جداً"، لأنها انطلقت من المساحات المزروعة بالقمح، لكن مردودية الهكتار هذا العام، كانت الأقل، منذ عقود "إنتاج الدونم الواحد من القمح السوري للموسم الحالي لم يتجاوز 250 كيلو حداً أقصى و200 وما دون بالنسبة للقمح المروي".

ويضيف تناري لـ"العربي الجديد" أن ارتفاع درجات الحرارة أثرت سلباً في الإنتاجية، متوقعاً أن يصل إنتاج عموم الأراضي السورية إلى 1.8 مليون طن، معظمه بمناطق "الإدارة الذاتية" التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية"، إضافة إلى نحو 300 ألف طن بالمناطق المحررة، شمالي غرب سورية. في حين استهلاك مناطق سيطرة النظام تصل إلى نحو مليوني طن، الأمر الذي ينذر بكارثة جوع ورفع أسعار الخبز، بواقع تراجع استيراد القمح لعدم وجود سيولة لدى نظام الأسد.

تهريب القمح السوري

وتعاني حكومة المعارضة هذا العام، من ضعف تمويل شراء القمح السوري، بحسب مدير مؤسسة الحبوب بالحكومة السورية المعارضة، حسان محمد، ما يزيد مخاوف تهريب القمح السوري إلى الدول المجاورة أو حتى إلى مناطق النظام التي عرضت أعلى سعر هذا العام.

ويكشف محمد لـ"العربي الجديد" لدينا بعض الأموال المدورة ونتوقع الدعم المالي من "صندوق الائتمان لإعادة إعمار سورية أو بعض الدول العربية والمنظمات الدولية" لاستجرار موسم القمح من المناطق المحررة "إدلب وريف حلب وبعض مناطق الجزيرة"، متوقعاً أن يصل الإنتاج بمناطق سيطرة المعارضة لنحو 300 ألف طن "وهي تكفي تقريباً حاجة السكان إلى جانب الدعم الخارجي بالطحين". 

حول إنتاج سورية المتوقع من القمح لهذا العام، يبيّن مدير مؤسسة الحبوب بالحكومة المعارضة "إنه لن يقل عن مليوني طن، موزعة نحو 500 ألف طن بمناطق النظام، ونحو 1.2 مليون طن بمناطق قسد، ونحو 300 ألف طن بالمناطق المحررة، شمال غرب سورية".

ويحاول مدير عام المؤسسة العامة السورية للحبوب بحكومة الأسد، سامي هليل، طمأنة المستهلكين بعد تراجع كمية استلام القمح لهذا العام، وتراجع إنتاج سورية من أكثر من 4 ملايين طن قبل الثورة، بقوله: جرى استلام نحو 666 ألف طن قمح لتاريخه من المزارعين خلال الموسم الحالي، في فروع المؤسسة كافة، من خلال فتح 44 مركزاً لاستلام وتخزين المحصول منتشرة في كل المحافظات السورية، كما نستمر بعقود الاستيراد الخارجي المبرمة مع الشركات المتعاقدة معها لتوريدات وتفريغ السفن الواردة إلى ميناءي اللاذقية وطرطوس، مشيراً إلى أنه اكتمل تفريع ما يقرب من 382 ألف طن من القمح، إضافة إلى العقود الواردة من المناطق خارج السيطرة التي تقدر بكميات كبيرة.

ويضيف هليل خلال تصريحات أمس: إن المخازن الاستراتيجية بحالة جيدة ومستقرة تماماً لعدة أشهر قادمة، ولا خوف على إنتاج رغيف الخبز ما دامت مطاحن المؤسسة تعمل بشكل جيد ومستمر، فالمؤسسة تشرف على نقل الأقماح من المرافئ إلى الصوامع ومستودعات التخزين وإلى المطاحن لطحنها وتجهيزها وتعبئتها، ومن ثم إرسالها إلى المخابز.