موجة الحر والحرائق تهدد محصول الحبوب في تونس

27 يونيو 2022
توقع اتحاد الفلاحة التونسي ألا يتجاوز محصول الحبوب 1.4 مليون طن (فرانس برس)
+ الخط -

تسبب موجة حر وحرائق أضرارا بالغة بمحاصيل الحبوب في تونس، ما دفع الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري للتنبؤ بأن الإنتاج لن يرقى إلى مستوى آمال الحكومة التي توقعت زيادته.

وتوقع وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري محمود إلياس حمزة، هذا الشهر، أن يصل محصول الحبوب في 2022 إلى 1.8 مليون طن، بزيادة قدرها عشرة بالمئة عن العام الماضي، لكن محمد رجايبية، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، الذي يشرف على الزراعات الكبرى، أكد أن هدف زيادة المحصول "لم يعد ممكنا"، وأشار إلى الحرائق التي اندلعت في معظم أنحاء البلاد خلال الشهر الماضي.

وقال رجايبية، وفقا لوكالة "رويترز"، إن "محصول الحبوب لن يتجاوز 1.4 مليون طن بسبب خطر الإتلاف بالحرائق أو عند التجميع".

ويقول الاتحاد وخبراء إن المحصول يعاني أيضا من أضرار مباشرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، التي وصلت بالفعل إلى 47 درجة مئوية هذا الصيف، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 49 درجة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تمثل موجة الحر عائقا أمام المزارعين في جني المحاصيل.

وكانت تونس تعتمد على زيادة كمية المحصول لخفض وارداتها من الحبوب في ظل أزمة مالية تفاقمت بسبب الحرب. وتقول الحكومة، التي تدعم هذه الإمدادات، إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة المستوردة سيكلف الميزانية 1.7 مليار دولار هذا العام.

وتهدف تونس هذا العام إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج القمح الصلد، وهو إنتاج الحبوب الرئيسي في تونس.

ويبدأ بعض المزارعين عملية حصاد الحبوب مبكرا، ويرضون بكمية أقل من المحاصيل خشية فقدان كل إنتاجهم لعام 2022 بسبب الحرائق.

وقال المزارع عبد الرؤوف عرفاوي، في بلدة الكريب بشمال تونس: "إننا في العادة نقوم بعملية الحصاد يوم 5 أو 10 يوليو، والآن أنت ترى نقوم بعملية الحصاد يوم 17 أو 18 يونيو، فنحن خائفون من الحرائق، نقوم دائما بالمراقبة ليل نهار، الفلاحون تعبوا".

وأضاف: "لقد حصلت الكثير من الحرائق أخيرا في مكان قريب من هنا.. حاولت الحماية المدنية وجرارت الفلاحين إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولم ينجُ إلا جزء صغير من المحصول، لذلك نحن نقوم بالمراقبة، وإذا أكملت عملية الحصاد يجب عليك بعدها أن تراقب التبن".

وقال الرئيس التونسي قيس سعيد، في وقت سابق من هذا الشهر، إن محصول الحبوب في العام الحالي سيكون هدفا للعصابات الإجرامية، التي خططت تحديدا لسرقة منتج ذي نوعية جيدة، وأضاف أن حماية المحصول مسألة تتعلق بالأمن القومي.

(رويترز)