مليار جنيه من الخزانة المصرية لـ"أكاديمية السيسي للتدريب"

09 مارس 2021
الأكاديمية تستهدف تفريخ جيل جديد من العناصر الإدارية الموالية للسيسي (الأناضول)
+ الخط -

شن أعضاء ما يُعرف بـ"تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" في مصر هجوماً حاداً على وزير المالية محمد معيط، خلال الأيام القليلة الماضية، عبر صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، بحجة تأخر الوزارة في صرف المستحقات المالية الخاصة بـ"الأكاديمية الوطنية للتدريب"، التي تتبع للرئيس عبد الفتاح السيسي مباشرة، وتستهدف تفريخ جيل جديد من العناصر الإدارية الموالية له، تمهيداً للدفع بها في الجهاز الإداري للدولة والأجهزة السيادية والرقابية.

ورداً على هجوم أعضاء "تنسيقية شباب الأحزاب"، المشكلة بمعرفة المخابرات العامة المصرية، أصدر معيط بياناً رسمياً، اليوم الثلاثاء، شدد فيه على حرص الحكومة على توجيه كل سُبل الدعم الممكنة للأكاديمية، بوصفها إحدى دعائم تنفيذ الاستراتيجية الرئاسية لبناء الإنسان المصري، واستهدافها خلق قاعدة شبابية واعدة ومؤهلة، لحمل لواء القيادة في مختلف النواحي السياسية والإدارية والمجتمعية.

وقال معيط في البيان: "على الرغم من التداعيات السلبية المصاحبة لأزمة تفشي فيروس كورونا على الإيرادات العامة للدولة المصرية، فقد صرفت وزارة المالية مبلغ 606.4 ملايين جنيه كمساهمات داعمة للأكاديمية الوطنية للتدريب من الخزانة العامة للدولة، وذلك منذ إنشائها كهيئة عامة اقتصادية في العام المالي 2018-2019، وحتى العام المالي الجاري 2020-2021".

وأضاف معيط أنه تم صرف مبلغ 236.5 مليون جنيه مساهمات داعمة من الخزانة العامة للأكاديمية الوطنية للتدريب خلال العام المالي 2018-2019، و370 مليون جنيه بين يوليو/ تموز 2020 وفبراير/ شباط 2021، مستطرداً بأنه "يجري حالياً تدبير مبالغ مالية إضافية تقترب من 300 مليون جنيه مساهمات داعمة من الخزانة العامة للأكاديمية، بغرض صرفها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لتقترب جملة المبالغ المنصرفة للأكاديمية من نحو مليار جنيه".

وتابع أن "الخزانة العامة تعمل على تعزيز موازنات الجهات التي ترسل موظفيها للأكاديمية الوطنية للتدريب بأي مبالغ تحتاجها، بما يُساهم في مساعدة هذا الصرح الوطني على أداء دوره المناط به، وضمان توفير مختلف الاحتياجات التدريبية للمؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، إدراكاً لأهمية التنمية البشرية في بناء الإنسان المصري، وخلق كوادر متميزة قادرة على قيادة المسيرة الوطنية في مختلف المجالات"، على حد قول معيط.

وتتمسك السلطة الحاكمة في مصر بضرورة استخدام الأكاديمية الوطنية للتدريب كأداة ترشيح أخيرة ونهائية لاختيار القضاة، شأنهم في ذلك شأن المتقدمين للعمل الدبلوماسي والوظائف الحكومية الأخرى. ونبه السيسي مراراً على جميع الهيئات القضائية بضرورة استيفاء عملية الالتحاق بالأكاديمية "كشرط أساسي لإصدار القرارات الجمهورية المتعلقة بتعيين القضاة ووكلاء النيابة الجدد".

وأنشئت "تنسيقية شباب الأحزاب" في عام 2018 بإدارة مباشرة من العقيد أحمد شعبان، مدير مكتب رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، المسؤول كذلك عن تنظيم مؤتمرات الشباب والبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، والأكاديمية الوطنية للتدريب، والبرنامج الوطني للتأهيل، والهادفة جميعها إلى "ضخ الشباب المحسوبين على النظام المصري في كافة مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية".

ويتعارض هيكل "تنسيقية شباب الأحزاب" مع فكرة إنشائها، مع ممارسة السياسة بمعناها الحقيقي، والتواصل مع الجماهير، فهي كيان مركزي تابع لمكتب مدير المخابرات العامة، من دون هيكل إداري أو تنفيذي واضح. ونظراً لعدم وجود أنشطة حقيقية لها، فلا تبرز كثيراً أخبار تسلل أعضائها للمشاركة في السيطرة على عدد من مفاصل الدولة، على الرغم من افتقارهم للخبرة المطلوبة لشغل هذه المناصب.

وسبق أن كشفت مصادر حكومية لـ"العربي الجديد"، عن تعيين نحو 140 من خريجي البرنامج الرئاسي وأكاديمية التدريب في وظائف إدارية وفنية عالية المستوى في وزارات الصحة والتعليم والبترول والاتصالات، وشركات بترول مختلفة مملوكة للدولة، وفي الجهاز المركزي للتعبئة العامة، والإحصاء والجهاز المركزي للمحاسبات، وهيئة الرقابة الإدارية، والهيئة العامة للاستعلامات التابعة لمؤسسة الرئاسة.

المساهمون