مصارف عالمية: عملات آسيا في خطر حال فوز ترامب بانتخابات الرئاسة

03 نوفمبر 2024
مستثمرون في الأصول الصينية، 8 أكتوبر 2024 (شي بوفا/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توقعت مصارف استثمارية مثل "غولدمان ساكس" و"جي بي مورغان" تراجع قيمة العملات الآسيوية، مثل اليوان والروبية، بسبب سياسات ترامب التجارية الحمائية واستراتيجية الدولار القوية، مما يضع ضغوطاً هبوطية على العملات.

- أشار "غولدمان ساكس" إلى أن معنويات المستثمرين قد تتحول إلى سلبية، مما يؤدي إلى تدفقات رأس المال خارج آسيا، وقد تضطر البنوك المركزية لتعديل أسعار الفائدة استجابة للضغوط التضخمية.

- ركز "إتش أس بي سي" على تداعيات التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وآسيا، مشيراً إلى أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى انخفاض قيمة العملات الإقليمية مثل الرينغيت والبيزو.

توقعت مصارف استثمارية أن تشهد العملات الآسيوية تراجعات كبيرة في حال فوز الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية. وأعرب مصرف "غولدمان ساكس" عن مخاوفه بشأن تقلبات العملات الآسيوية في حالة فوز ترامب في الانتخابات. وفي تحليله في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سلط المصرف الضوء على أن إدارة ترامب السابقة اتسمت بسياسات تجارية حمائية واستراتيجية قوية للدولار، والتي يمكن أن تعود مجدداً إذا عاد إلى البيت الأبيض. وأشار البنك إلى أن العملات مثل اليوان الصيني (CNY) والروبية الهندية (INR) قد تواجه ضغوطاً هبوطية بسبب التعريفات الجمركية المحتملة والتوترات التجارية مع الولايات المتحدة. وتوقع البنك أنه إذا قام ترامب بتنفيذ سياسات مماثلة كما كان من قبل، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع كبير في قيمة هذه العملات مقابل الدولار.

ورجح غولدمان ساكس أيضًا أن تتحول معنويات المستثمرين تجاه الأسواق الناشئة إلى سلبية، مما يؤدي إلى تدفقات رأس المال إلى خارج أسواق آسيا. وقد يؤدي هذا إلى تفاقم انخفاض قيمة العملات الآسيوية، حيث يسعى المستثمرون إلى أصول أكثر أمانًا استجابة للمخاطر الجيوسياسية المتزايدة.

وفي تحليله الصادر في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أشار مصرف "جي بي مورغان" إلى أن البنوك المركزية في دول مثل كوريا الجنوبية وإندونيسيا قد تحتاج إلى تعديل أسعار الفائدة استجابة للضغوط التضخمية الناجمة عن بيئة الدولار القوية في ظل إدارة ترامب. ورجح "جي بي مورغان" أن يؤدي هذا السيناريو إلى تعزيز الدولار بشكل أكبر مع الضغط الهبوطي على العملات الآسيوية، مشيراً بشكل خاص إلى أن الوون الكوري الجنوبي والبات التايلندي قد يواجهان تقلبات كبيرة مع تفاعل المستثمرين مع التغيرات في ظروف السيولة العالمية.

من جانبه، ركز تحليل مصرف "إتش أس بي سي" الصادر في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على التداعيات الأوسع على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وآسيا إذا انتخب ترامب مرة أخرى. وأشار إلى أن نهج ترامب تجاه الصين سيكون حاسمًا؛ وأي تصعيد في التوترات التجارية يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كبير في قيمة العملات الإقليمية مثل الرينغيت الماليزي (MYR) والبيزو الفيليبيني (PHP).

سياسات ترامب تؤثر على العملات الآسيوية

يرجع مصرفيون تداعيات انتخاب ترامب السالبة على العملات الآسيوية، في المقام الأول إلى سياساته الاقتصادية المقترحة، لا سيما في ما يتعلق بالتعريفات الجمركية والتجارة. ومن المتوقع أن تنفذ إدارة ترامب سياسات تعريفية صارمة، بما في ذلك تعريفة مقترحة بنسبة 60% على الواردات من الصين وتعريفة بنسبة 20% على البضائع من دول أخرى. ويرى محللون أن مثل هذه التدابير قد تؤدي إلى زيادة تكاليف السلع المستوردة، مما قد يؤدي إلى إجراءات انتقامية من جانب البلدان المتضررة. ومن شأن هذا التصعيد في التوترات التجارية أن يؤثر سلباً على حجم التجارة بين الاقتصادات الآسيوية وأميركا، خاصة تلك التي لديها صادرات كبيرة إلى الولايات المتحدة، مثل سنغافورة وماليزيا وتايلاند وفيتنام وإندونيسيا والفيليبين.

وبما أن هذه الاقتصادات تواجه انخفاض الطلب على صادراتها بسبب ارتفاع التعريفات الجمركية والتباطؤ الاقتصادي المحتمل في الولايات المتحدة، فمن المرجح أن تنخفض قيمة عملاتها أمام الدولار. ومن الممكن أن يؤدي توقع انخفاض أحجام التجارة إلى خلق حالة من عدم اليقين بين المستثمرين، مما يؤدي إلى تدفقات رأس المال إلى خارج هذه الأسواق وبالتالي إضعاف العملات المحلية.

وفي حال تعزز صرف الدولار بسبب تشديد السياسة النقدية استجابة للضغوط التضخمية في الولايات المتحدة، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من انخفاض قيمة العملات الآسيوية مقابل الدولار. وقد تكون البلدان ذات الأساسيات الاقتصادية الأضعف أو تلك التي تعاني بالفعل من ضغوط العملة معرضة للخطر بشكل خاص.

المساهمون