أكد مسؤول أردني، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أن بلاده ترى في مشروع قناة ناقل البحرين المشترك مع إسرائيل ضرورة استراتيجية وتعمل على تنفيذه على أرض الواقع بأسرع ما يمكن.
ويأتي ذلك، على خلفية حادثة تعطل قناة السويس لمدة 7 أيام بسبب جنوح السفينة العملاقة "إيفر غيفن".
وقال المسؤول الأردني، الذي رفض ذكر اسمه، إن هناك مؤشرات إيجابية على إمكانية البدء بالخطوات اللازمة لتنفيذ المشروع قريبا في ضوء التباحث المستمر مع "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية.
ووقع الأردن وإسرائيل في فبراير/ شباط من عام 2015 اتفاقية تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع ناقل البحرين بحضور ممثلين عن البنك الدولي والولايات المتحدة.
ويقوم المشروع على أساس ربط البحرين الأحمر والميت بواسطة قناة لرفع منسوبه. ويتضمن مشروع ناقل البحرين توفير 85 مليون متر مكعب من المياه للأردن سنوياً وتزويد البحر الميت بكمية تصل إلى 200 مليون متر مكعب سنوياً.
كما يفترض أن تحصل الأراضي الفلسطينية على 30 مليون متر مكعب و20 مليون متر مكعب ستشتريها إسرائيل من الأردن بسعر التكلفة.
ويرى الخبير الاقتصادي، حسام عايش أن حادثة جنوح السفينة في قناة السويس الأسبوع الماضي سلطت الضوء مجددا على مشروع قناة البحرين باعتباره مشروعا استراتيجيا، وممرا مائيا لنقل المياه من البحر الأحمر إلى البحر الميت، في الوقت الذي تفكر فيه حكومة الاحتلال بشق طريق موزا لقناة السويس.
وقال عايش لـ"العربي الجديد" إنه في ظل الأزمة التي عاشتها قناة السويس أصبح هناك حديث عن بدائل جدية وأخرى ليس بينها وبين قناة السويس رابط، ومن ذلك ما تفكر به "إسرائيل" بإيجاد ممر مائي بين البحرين الأحمر والأبيض المتوسط لكن ذلك لن يكون سهلا على الإطلاق كون هذا المشروع يتطلب موافقات إقليمية وبلدان أخرى من بينها الأردن لأنه قد يأتي على مياهها الإقليمية، إضافة إلى المعارضة التي ستبديها مصر.
وأضاف أن إسرائيل قد تتجه وفي إطار سعيها لتنفيذ ذلك المشروع لأسلوب المساومة مع الأردن من خلال المضي بتنفيذ مشروع ناقل البحرين ولكن من غير الوارد أن يدخل الجانب الأردني في مساومات بهذا الخصوص، حفاظا على المصالح العربية وخاصة لمصر وعدم كذلك التأثير على ميناء العقبة.
وكانت خمس جهات دولية مانحة قد أعلنت مؤخرا التزامها بتقديم دعم مالي بقيمة 400 مليون دولار لتنفيذ مشروع ناقل البحرين.
وكان وزير المياه السابق، حازم الناصر، قال لـ"العربي الجديد" إن وزارة المياه والري اتخذت خطوة مهمة في البحث عن بديل لناقل البحرين، وذلك من خلال تنفيذ مشروع وطني لتحلية مياه البحر الأحمر ونقل مياه من الجنوب لتلبية متطلبات البلاد، والاستغناء عن مشاركة الجانب الإسرائيلي في مشروع كان سيوفر نحو 75 مليون متر مكعب.
وقال الخبير في قطاع المياه، سفيان التل، لـ"العربي الجديد" في تصريح خاص: "لقد نبهنا أكثر من مرة إلى خطورة المشاريع التي تعكف الحكومة الأردنية على تنفيذها مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لتطبيع علاقاته الاقتصادية مع الدول العربية.