مع استمرار الهجمات على السفن في البحر الأحمر، تحوّل المزيد من الشركات وجهات سفن تحمل الحبوب من قناة السويس إلى مسارات حول رأس الرجاء الصالح هذا الأسبوع، وفقاً لما نقلت "رويترز" عن محللين اليوم الجمعة.
وعادة ما يمر نحو 7 ملايين طن متري شهرياً من شحنات الحبوب عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر، لكن هذا الرقم انخفض بشكل كبير مع استمرار الحوثيين في شن هجماتهم على السفن دعماً لصمود غزة ورغم الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة على مواقعهم في اليمن.
في هذا الصدد، قال كبير محللي السلع الزراعية في شركة "كبلر" للبيانات والتحليلات إيشان بهانو: "تشير حساباتنا إلى أنه جرى تحويل 12 سفينة أخرى بعيدا عن البحر الأحمر هذا الأسبوع، تحمل حوالي 700 ألف طن متري من الحبوب".
وأضاف: "شحنات تتراوح بين 4.5 و4.6 ملايين طن من الحبوب تجنبت البحر الأحمر منذ ديسمبر/كانون الأول 2023. كما شهدنا شحن المزيد من القمح من فرنسا والبحر الأسود إلى آسيا بعيداً من البحر الأحمر".
ومع ذلك، لا يزال العديد من ناقلات البضائع السائلة ينقل الحبوب عبر المنطقة. وقال بهانو: "لا تزال الكثير من السفن التي تنطلق من البحر الأسود تسلك طريق البحر الأحمر.. تغيير الطريق أكثر تكلفة بالنسبة لهذه السفن مقارنة بتلك التي تبحر من أوروبا أو الولايات المتحدة".
وأوضح تجار في السلع الأولية أن حجز السفن للإبحار في البحر الأحمر أصبح أكثر صعوبة ولكن ليس مستحيلا.
وقال أحد تجار الحبوب الأوروبيين المشاركين في حجز السفن لصادرات الحبوب إلى آسيا إن "الأمر صعب، لكن لا يزال بإمكانك العثور على سفن.. لقد ارتفعت تكاليف الشحن، ولا يرغب الجميع في الإبحار عبر البحر الأحمر حتى بعلاوة، لكن البعض سيفعل ذلك".
وأشار أحد محللي الشحن الألمان إلى أن بعض مالكي السفن الذين يعملون بالفعل في أوكرانيا التي مزقتها الحرب أكثر استعدادا لتحمل مخاطر عبور البحر الأحمر.
وأضاف المحلل: "لا تزال بعض السفن التي تحمل صادرات الحبوب الأوكرانية إلى آسيا تعبر البحر الأحمر.. هؤلاء مستعدون بالفعل لقبول المخاطر العالية التي تتعرض لها سفنهم وأطقمها خلال التحميل في أوكرانيا".
آلاف الأغنام عالقة في سفينة بسبب أزمة البحر الأحمر
وفي الإطار، علقت آلاف الأغنام على متن سفينة أسترالية بسبب الهجمات التي يشنّها الحوثيون ما حال دون عبورها في البحر الأحمر، وفق ما أعلنت جمعيات رفق بالحيوان طالبت بإنزالها إلى اليابسة.
وكانت سفينة نقل المواشي "ام في بهيجة" أبحرت من مرفأ بيرث على ساحل أستراليا الغربي قبل أن تعود أدراجها الجمعة مع حمولتها بسبب "تدهور الوضع الأمني"، وفق ما أعلنت وزارة الزراعة، وفقاً لما أوردت "فرانس برس".
وطلبت جمعيتا الرفق بالحيوانات "بيتا" و"أر إس بي سي إيه" إنزال المواشي إلى اليابسة بعدما أمضت نحو 4 أسابيع على متن السفينة.
ودعت سوزان فوولر المسؤولة في "آر اس بي سي إيه" إلى الامتناع عن "إعادة تصدير الحيوانات في أيّ حال"، مشيرة "نأمل أن يُتّخذ قرار في أسرع وقت ممكن".
وأفادت "بيتا" التي وجّهت رسالة مفتوحة في هذا الصدد إلى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بأن السفينة تنقل 16500 رأس ماشية، غالبيتها من الأغنام.
وأقرّ وزير الزراعة آدم فينيسي الجمعة، بأن هذه المسألة تثير "اهتمام الرأي العام بدرجة كبيرة"، مؤكدّا أن أجهزته تعمل على "أسرع حلّ ممكن".
وأوضح أن الوزارة أوفدت طبيبين بيطريين إلى السفينة خلصا إلى أنه "ما من مشاكل تذكر من حيث صحة الحيوانات وسلامتها".
وتعهّدت الحكومة الأسترالية (اليسار الوسط) وضع حدّ لتصدير المواشي الحيّة، من دون تقديم مهل زمنية محدّدة. وفي العام 2023، صدّرت أستراليا 670 ألف بقرة و590 ألف خروف.
وبحسب تقديرات صدرت في أواخر كانون الثاني/يناير عن الاتحاد الأوروبي، تراجعت حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر بنسبة 22 % إثر هجمات الحوثيين في هذا الممر الحيوي الذي كان يعبر من خلاله 12 إلى 15 % من حركة الشحن العالمية قبل العدوان الإسرائيلي على غزة.
(رويترز، فرانس برس)