أكد المدير العام لشركة المحروقات الجزائرية الحكومية (سوناطراك) توفيق حكار أن احتياطات البلاد من النفط والغاز متوفرة بما يكفي لعقود لاحقة، في انتظار وضع خطة للتنقيب عن الاحتياطات الجديدة التي تشمل الغاز الصخري، وتمتد إلى التنقيب عن النفط في مناطق الشمال.
وقال حكار، في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، إن الجزائر تتوفر على احتياطات من الغاز غير التقليدي (الصخري) تغطي 150 سنة من الاستهلاك والتصدير، مشيراً إلى أن التنقيب واستغلال الطاقات غير التقليدية على نحو جيد يتطلبان وسائل وتكنولوجيات جديدة.
ويؤشر هذا التصريح إلى إمكانية عودة الحكومة الجزائرية إلى خطة للتنقيب واستغلال الغاز الصخري، كانت أطلقتها عام 2015، لكنها جوبهت برفض سياسي وشعبي عارم في مناطق الصحراء جنوبي الجزائر، حيث قاد ناشطون اعتصاماً دام أسابيع رفضاً للخطة بسبب تأثيراتها على البيئة، قبل أن تذعن الحكومة وتقرر سحب آليات التنقيب من هناك، وتلغي الخطة تماماً.
وأكد المسؤول الجزائري أن "الجزائر استهلكت حتى الآن نصف احتياطاتها النفطية"، لكنه أوضح أن "هناك استكشافات جديدة ستضمن مستوى جيداً لاحتياطاتنا، بالإضافة إلى ذلك الطاقات غير التقليدية التي توفر الجزائر على كميات معتبرة منها"، إذ كانت الوكالة الحكومية للمحروقات قد منحت لشركة سوناطراك رخصاً للتنقيب عن النفط في بعض مناطق الشمال.
ووصف مدير سوناطراك أسعار النفط الحالية لبرميل النفط، والتي تتراوح بين 70 و80 دولاراً، "بالعادلة"، مؤكداً أن الدول المنتجة لللنفط تسعى لإيجاد توازن يخدم المستهلكين والمنتجين.
وقال "وجود الجزائر في منظمة أوبك مهم في السوق وهو يخدمنا من خلال بذل جهود في إطار تكتل عالمي لدعم اقتصادنا الوطني"، مضيفاً أن "الجزائر كدولة مهتمة في موضوع السعر أكثر من الإنتاج وقدراتنا الإنتاجية في حدود 1.10 مليون برميل يومياً".
وذكر أن "عائدات تصدير المحروقات تجاوزت 25 مليار دولار إلى غاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي"، وتوقع الوصول إلى عائدات في حدود 33 مليار دولار مع حلول نهاية السنة الجارية.
وجدد المسؤول الجزائري التأكيد على ضمان تموين إسبانيا بالغاز عبر أنبوب ميد غاز، دون الحاجة إلى استخدام أنبوب الغاز البري العابر للأراضي المغربية، والذي تنتهي عقوده في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وقال حكار: "حتى وإن كان هناك طلب إضافي لدينا قدرة من لتوفيرها ولدينا كل القدرات اللوجستية". وشرح: "سوناطراك تفي بكل الإمكانات المتعاقدة عليها لتوريد الطاقة للزبائن حتى عندما يرتفع الاستهلاك الداخلي، وكل المعطيات تؤكد أن سوناطراك متعامل يفي بعهوده سواء من حيث الكمية أو الأسعار".